الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفن في الفكر الاسلامي
محمد القطاونة
2024 / 10 / 22العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مفهوم الفن في الفكر الإسلامي يقول صاحب المعجم الوسيط "فن" فلانٌ- فنّاً: كثر تفننه في الأمور، فهو مِفن, وفنان. و"فنّن" الثوب: أي نسجه مختلفاً رق بعضه وكثف بعضه. وافتن في القول: سلك به أفانين وأنواعاً. وتفنّن الشيء : أي تنوعت فنونه وفي القول افتن فيه . أما تعريف الفن اصطلاحا: فهو التطبيق العملي للنظريات العلمية بالوسائل التي تحققها، ويكتسب بالدراسة والمرانة. وجملة القواعد الخاصة التي يستخدمها الإنسان لإثارة المشاعر والعواطف وبخاصة عاطفة الجمال، كالتصوير والشعر. ومهارة يحكمها الذوق والموهبة . اذاً نحن أمام مفرده للفن أولية وضعية غير أنها اكتسبت معاني جديدة، تقتضيها طبيعة التطور، لذلك مرت مفردة الفن بأطوار انتهت إلى المعنى الاصطلاحي للفن اليوم.
وإذا أردنا الوقوف على هذا المفهوم نجد أن هنالك منطلقات متعددة في تعريف "الفن الإسلامي" بما يميزه ويجعله نسقا مميزاً عن غيره، فنجد من ينطلق في تعريفه للفن من الفاعلية، أي أنه كلما كان الفاعل مسلمًا كان الفعل إسلاميا والمنتوج إسلاميا كذلك، بقطع النظر عن صفاته البنائية وخصائصه المميزة، ومن الآراء من ينطلق من البعد المكاني، أي ارتباط "الفن الإسلامي" بمكان معين. وممن يذهب الى هذا التعريف ويحوم حول حماه الموسعة البريطانية Encyclopedia Britannica بقولها بأن الفن الإسلامي :"هو نتاج سكان الشرق الأوسط وأماكن أخرى من الفنون الأدبية، والمرئية والتي اعتمدت العقيدة الإسلامية ابتداء من القرن السابع" وتذكر الموسوعة بأنه يمكن توسيع هذا المصطلح ليشمل كل الفنون التي تنتجها الشعوب المسلمة، سواء أكانت مرتبطة بالدين أم لا. وإذ كنا نتفق مع الشق الأول من التعريف باعتماد الفن الإسلامي العقيدة الإسلامية في تصوره وفلسفته، فإننا نختلف بكون الفن الإسلامي هو كل ما صدر عن الفنان المسلم بقطع النضر عن ارتباطه بالدين أم لا، لان ذلك يفسح المجال لدخول الفنون الإسلامية الناتجة عن الفرق المنحرفة كالغنوصية والباطنية، في ساحة الفن الإسلامي. لذلك نجد أن الفاعلية هي صفة جديدة لم تكب مشروعية بعد.
وهنالك رأي آخر يرى بأن "الفن الإسلامي" هو الفن الذي يصدر عن التصور الإسلامي للوجود.وإذا نظرنا في دراساتنا لتعريف مفهوم "الفن الإسلامي" نجد جملة من التعارف تنظم إلى هذا المضمار, وتنطلق منه, ومنها ما ذكره محمد قطب بقوله:" والفن الإسلامي ليس بالضرورة ذلك الفن الذي يتحدث عن الإسلام, إنما هو الفن الذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الإسلامي لهذا الوجود" ونجد عند عماره رأيا يصب في ذات السياق الأخير في تعريف الفن وينطلق منه في ما ينتجه الفن: فالفن الإسلامي عند عماره "ذلك الفن الذي يحقق مقاصده في أمته وفي الإنسانية, عندما تشيع فيه الصبغة التي صبغت بها عقيدته وميزت به أيدلوجيته" , وهذا ما يؤكده الناقد والأديب الروسي بلنسكي" بأن الفن شقيق الأخلاق, فإذا كان عمل فني ما فنياً حقيقة, فهو أخلاقي بالمعنى نفسه... فإن الصورة الفنية الايجابية التي تعكس حياة الناس ونبلها وجمالها وتفرض الاحترام والحب والإعجاب والإخلاص ..." . والحقيقة أنه ليس من السهل إيجاد أو صياغة تعريف جامع مانع لمفهوم "الفن الإسلامي"، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى تعريف الفن ذاته بشكل عام، إذ يعتبر أمراً ليس هيّناً لأسباب، منها: عدم الاتفاق على مضمون هذه الكلمة، كذلك عدم تحديد مهمة الفن وغاياته وبواعثه، ولكننا نستطيع تعريف الفن الإسلامي من خلال ما يميزه عن غيره، ونستطيع أن نجمل هذه المميزات بما يلي
أولا ً: الفن الإسلامي هو فن ينسجم مع الفطرة الإنسانية، فلا يجرحها ولا يؤرقها، ولا يقلقها، بل يحتويها وينساب معها لان مصدر الفن والروح الإنسانية واحد.
ثانياً : يقوم الفن الإسلامي على أساس عقدي منبثق عن عقيدة التوحيد, وبناءً على ذلك كان تصوراً شاملاً للإنسان والكون والحياة, وبذلك يكون الفن الإسلامي بعيداً كل البعد عن التعددية والوثنية والخرافات والأوهام والأساطين .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إعادة ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس هل تم استخدام رموز شي
.. 107-Al-araf
.. 117-Al-araf
.. #شاهد يهود كنديون يقتحمون مبنى البرلمان ويردّدون شعارات مندّ
.. 100-Al-araf