الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة الكاكي .. وشعب بلا بواكي

علي أحمد تولي

2024 / 10 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يتضاءلُ الوجودُ العسكريُّ وتضيقُ جغرافيا السودانِ المَحمِيِّ بالكاكي الأخضر.. وما زالَ الشعبُ يفركُ عيونَهُ ليَنفِي الواقعَ والحقيقةَ المُرَّةَ ليكذبها غصبًا عن أبوها.. لِيهيمَ في ملكوتِ العِشقِ الوطنيِّ وأسطورة الجيش الموصوف بالتضحيات والفداء والبطولات.. هوَ ذات الشعب الذي يغضُ الطرفَ عن هذا الجيش الذي خُصِّصَتْ له 80% من ميزانية الدولة.. صاحبُ أجملَ أبراجٍ عسكرية في الأرض.. تحمل مسميات قياداته البرية والبحرية والجوية..الخ.. تقبع في حمى أحياء العاصمة التي تمثل لها دروعًا وحزامًا بشريًا واقيًا لها.. هو ذات الجيش الذي انتزعوا منه العديد من خيرة ضباطه في الإحالة للصالح العام المأزوم المزعوم.. ممن لم يُدَجَّنُوا ويضحوا كوادرَ من الإخوان المتأسلمين المسيلميين من بني سلول وبيي ساسان.. ذات الجيش الذي يتسابق ضباطه وأفراده في التهافتِ على الارتزاقِ حين فتحتْ أبوابَهُ الإماراتُ والسعودية.. ذات الجيش الذي افتقدَ كلَّ مواقعه داخل العاصمة وحولها؛ بل؛ ومواقع عديدة من معظم الولايات الـ 18 ولاية التي لم يبق له موطئ قدم منها إلا على خمس ولايات.. إنه ذات الجيش اللايفاتي المكبراتي بمطبلاتيته المتبطِّلين الذي خرست أصوات معظمهم وخبت جذوة وحماس البقية التي أضحت في حشاشاتها ورمقها الأخير.. وما يؤلمنا أكثر من حاله التي آل إليها.. والهوان الذي ران على وجوه من بَقِيَ من قادتِهِ.. وفقدان استقلالية قراراته وهيبته الفعلية.. حيث تربى القادة الحاليين على الوصاية الكيزانية المخبوءة بالدسائس.. الموبوءة بالمكايد والأحقاد والضغائن ..على من؟! على أبناء الوطن.. بأسباب يشوبُها الطيش وتكتنفها الجهالة الجهلاء.. فمنها الأسباب العرقية.. والجهوية.. والطائفية…الخ.. فهكذا كان ديدنهم ولم يزل هو ذر الرماد في العيون.. إلى أن (كال الرماد حماد)...حتى عادت وصايات الكيزان بتسليح الأهالي تجري يميناً وشمالاً على لسان البرهان- ما أن يجد إلى محافل الموت التي لم يعد غيرها ما يجمع الناس- في الوعد بتسليح الأهالي.. وتحضرني الإشارة الذكية للأستاذ الصحافي محمد لطيف.. في تعليقه على مقولات البرهان بأن الجيش سيسلح الأهالي كأن الجيش فقط مستودعًا لإمداد الأهالي فقط وليست له أهلية حمايتهم.. وأنه لم يحدث أن ذكر عدوه حميدتي أو آل دقلو… الأعداء إلى بقوله (الجماعة دي).. انتهى…
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.. فبقدر ما جعل الكيزان من هذه الحرب ذريعةً وَجُنَّةً تقِيهِمْ طائلة عقوبات ما اقترفوه من جرائم في حقِّ هذا الشعب فهم مازالوا يستخدمون ذات المكر والدهاء بأن جعلوا هذه الحرب تطول وتطول وتطول.. ولا لضابط من الشرفاء في الجيش يستطيع أن يخرج من دائرة الرغبات الكيزانية بأن ينهي حالة الحرب انتصارًا أو سلمًا..إلى ومصيره إلى زوال وهناك الكثيرون الذين ثووا.. بمكيدة أو تدبير خبيث بينهم.. وما مقتل الضابط أحمد شاع الدين إلا مثالًا لما قلنا.. فهو قد هاجم العدو بكل تضحية وفداء وإخلاص وتجرد ووطنية بضمير وعزيمة لا تلين.. وما مقتله إلا لأنه لم يجد تشهيلا ولا مددا حقيقيا.. ولم ينتظر قراراً وأمراً يوجب الدفاع عن تمبول وعن شرق الجزيرة.. فذهب إلى رحاب رضوان ربه ورضاه سائلين الله العلي القدير أن يرزقه الفردوس الأعلى وسصبر أهله وذويه.. ولم يحرك البرهان في حقه إلا الكلام الفطير في سرادق العزاء أمام أهلنا البسطاء.. يا سبحان الله.. والآن كل قرى ومدن شرق الجزيرة يتجهون إلى ولايات سلطة الأمر الواقع.. القضارف وكسلا والبحر الأحمر ونهر النيل والشمالية المتبقية والموعودة باقتحام الجنجويد الأوباش.. وعلى عينك يا متهاون.. شرق الجزيرة أضحت نهبًا وغنائمَ.. والقادة يحومون في أضيق من نطاق حظيرة خنزير.. تكتنفهم قيود الوصاية الكيزانية.. ذات الكيزان الذين فصلوا الجنوب.. يريدون العودة البريئة فاقدة البراءة عبر مسمى البراء ومسمى حرب الكرامة فاقدة الكرامة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضرار إثر حريق في كنيس يهودي بملبورن الأسترالية


.. من هم المانحون الذين ساهموا في ترميم كاتدرائية نوتردام؟




.. ماهي فرضيات استعادة تنظيم الدولة الإسلامية نشاطه في سوريا؟


.. كاتدرائية نوتردام في مهب رياح التاريخ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كاتدرائية نوتردام في باريس.. عمق أدبي وفني يكاد يضاهي الأهمي