الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام وعالمية الأبستمولوجيا التشاركية للمعرفة

محمد القطاونة

2024 / 10 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان العقيدة الإسلامية لم تكن بمعزل عن القضايا العالمية، فلقد كرس علماء الإسلام أمثال الغزالي والرازي وامثالهم بمشاركة الفضاء المعرفي العالمي وتطوير آلياته من خلال الاسهام في استيعاب تراث الآخرين وتطويره من خلال أدوات الوحي، فالإمام فخر الدّين الرّازي ذلك المتكلم مثلا لم يكن مجرد مُفكر نظري، وإنما كانت له جهود تطبيقية عملاقة حاول من خلالها وبواسطتها وضع فكره النظري موضع التطبيق والعالمية التشاركية، وأدرج فلسفته في سياق الواقع الفكري الذي كان يعيشه على الصعيد المحلي والعالمي، وكانت لديه رؤية عميقة بشأن كيفية استيعاب تراث الأُمم السابقة في النسق المعرفي الإسلامي، على أساس أن الحكمةَ ضالة المؤمن فما صح أنه من باب الحكمة أخذَ به وانتفع منه واسهم في اثراءه، وبيّن مزاياه، وما لم يكن كذلك نقدَه وبين ثغراته المعرفية بمنهجية علمية موضوعية، وبيّن موضع النقص فيه. وبعد أن حدّد الإمام الرازي طبيعة ومجال علم الكلام والفلسفة ميّز بين القضايا التي تدخل في دائرة الفلسفة، وبين القضايا التي تدخل في دائرة علم الكلام، وحاول أن يجد روابط فكرية وعقلية ومنطقية لا تؤثر سلباً على كل من الفكرين، بل تساهم بتطوير آليات كل من الطريقتين في التفكير.ان المفكر الإسلامي لم يكن معزولا عن العالم وقضاياه المعرفية والاشكالات الفكرية التي يمر بها العقل العالمي، فلم يكن منعزلا عن الواقع من خلا أسس يقدمها الإسلام عقيدة وشريعة تؤهل الإسلام للإسهام القيادي في في نظرته للعالم واشكالياته المعرفية والتطبيقية.
اولاً: شمولية الإسلام من خلال عقيدة المنسجمة مع العقل الإنساني والتي لا تشكل عقبة فكرية او منطقية امام الإشكاليات الإنسانية، بل تسهم في حل الإشكاليات من خلال الانطلاق من عقيدة اهل السنة.
ثانيا : وسطية عقيدة اهل السنة وتوازنها التي توجد التوازن في التعامل مع القضايا العالمية فهي بعيدة عن التطرف الذي يوجد العداوة والاحتقان في العالم، بل ان النموذج الذي قدمته عقيدة اهل السنة في مخالفتها للخوارج داخل الدائرة الإسلامية هي رسالة عالمية لوجوب تنظيف الدوائر المعرفية من الغلو والتطرف، فهي دعوة عالمية لكل فضاء عالمي لتنظيف أفكاره من الغلو والتطرف، فلقد عمل علماء اهل السنة والجماعة من وضع ضوابط فكرية تحمي الإسلام والعالم من الراديكالية والتطرف، فعمل علماء الكلام على إيجاد ضوابط في التعامل مع النظم السياسية وضوابط حفظ النظام العالمي، من خلال فقه الأولويات العقدي الذي يتدرج في حل المشاكل السياسية، بخلاف الخوارج والفرق العالمية المتطرفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا


.. عبد الجواد الرشد يدخل إلى ساحة الجامع الأموي في المدينة القد




.. كاميرا العربية ترصد أعمال إزالة القمامة من أمام بوابة الجامع


.. مشاهد جوية خاصة لـ-العربية- من المسجد الأموي وسوق الحميدية ف




.. ما وضع الأقليات العرقية والدينية بإيران؟