الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة أسئلة يجب أن نجيب عليها من أجل الأمن العالمي

عبدالاحد متي دنحا

2024 / 10 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


كتاب جديد يكشف الصورة المروعة لمناخنا وما بعده - ولكن هناك علامات للأمل

بقلم بول روجرز- في 25 أكتوبر 2024،
مترجم من الانكليزية
الوقت ينفد إذا أردنا منع مستقبل قاتم للغاية حيث يتصارع العالم مع إلحاح الحدود البيئية والنظام الاقتصادي الظالم للغاية والاعتماد الجاهز على القوة العسكرية. يأمل كتاب جديد شاركت في تأليفه في إلقاء الضوء على كيفية ارتباط المناخ والاقتصاد والجيش على وجه التحديد. ويكشف أنه على الرغم من الصورة المروعة، هناك أمل إذا تحركنا الآن.

يأتي مؤتمر التاسع والعشرون للاطراف هذا العام حيث أشار علماء المناخ إلى مستقبل قريب خطير للغاية مع تسارع انهيار المناخ. تبدأ قمة المناخ السنوية للأمم المتحدة في باكو، أذربيجان في غضون أسبوعين، لكن هدف الحد من الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية إلى أقل من 1.5 درجة مئوية يبدو بعيدًا بشكل مثير للقلق.

شهد هذا الأسبوع أيضًا بداية الدورة السادسة عشرة لمؤتمر التنوع البيولوجي التابع للأمم المتحدة في كالي، كولومبيا. إن هذا التقرير الذي يتناول الحالة العامة للتنوع البيولوجي العالمي سوف يقدم أدلة مثيرة للقلق على أن النظام البيئي العالمي يعاني بالفعل من مشاكل خطيرة، مع تزايد خطر إلحاق ضرر لا رجعة فيه بالبيئة في أجزاء كثيرة من العالم.
وفقا لتوم أوليفر، أستاذ علم البيئة التطبيقية في جامعة ريدينج، في مقابلة مع صحيفة الجارديان هذا الأسبوع: "نحن بالفعل محصورون في أضرار جسيمة ونحن نتجه في اتجاه سيشهد المزيد. أنا قلق حقا من أن التغييرات السلبية يمكن أن تكون سريعة جدا".

ولكن القضية التي يتم تجاهلها في كثير من الأحيان هي أن انهيار المناخ مرتبط ارتباطا وثيقا بإخفاقين هائلين آخرين في المجتمع العالمي. الأول هو المستويات المقلقة من عدم المساواة والثروة الجامحة - والثاني هو الاعتماد الخطير من قبل المجتمعات الغنية على إجابات عسكرية قصيرة الأجل للمشاكل الإنسانية المعقدة. فقط عندما نجمع بين هذه الاتجاهات الثلاثة يمكننا أن نفهم حقا النطاق الإجمالي للمشكلة - والسعي للتغلب عليها.

إن كتابنا الجديد "فخ انعدام الأمن: دليل موجز للتحول" (نشرته دار هوثورن للنشر) يثير ثلاثة أسئلة رئيسية:

هل يمكننا أن نتقبل الحدود البيئية للنمو بمرور الوقت؟
هل يمكننا تحويل الاقتصاد العالمي لضمان تقاسم أفضل بكثير لما لدينا؟
وأخيرا، هل يمكننا تغيير فهمنا وممارستنا للأمن الدولي للتركيز على نهج الأمن البشري الذي يعمل لصالح الجميع، وليس فقط نخبة أقلية؟
لقد تم الاعتراف بالحدود البيئية، وخاصة في شكل الانحباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الكربون الأحفوري، منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، وبرزت قضية انهيار المناخ على وجه التحديد في تسعينيات القرن العشرين. وشملت الجهود المبكرة للأمم المتحدة لمكافحة انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري بروتوكولات كيوتو، لكن التقدم الأحدث كان بطيئا بشكل مروع.

ومما زاد الطين بلة، أن صناعات النفط والغاز والفحم لا تزال تضغط بقوة ضد انهيار المناخ، وقد جادلت الحكومات الرائدة بما في ذلك روسيا وأستراليا ومنتجي النفط في الخليج وخاصة الولايات المتحدة في عهد بوش وترامب، بشدة ضد التغيير.

ثانيا، يجعل التفاوت الاقتصادي من انهيار المناخ مشكلة مضاعفة لأنه يؤثر على المجتمعات الأكثر فقرا. ويتفاقم ذلك بسبب النظام الليبرالي الجديد السائد المتجذر في المنافسة وإلغاء الضوابط، والذي يتطلب خصخصة واسعة النطاق وإعفاءات ضريبية للأثرياء والقيود المفروضة على النقابات العمالية.

كان الاقتصاد الليبرالي الجديد جيدا بشكل استثنائي للأثرياء للغاية، وخاصة الآلاف من المليارديرات في العالم، ولكن الأسوأ من بين عيوبه العديدة هو أنه لا يستطيع الاستجابة للقضايا العالمية المتعلقة في انهيار المناخ. وظيفته الأساسية هي ضمان الربحية على الأمد القصير مع الحد الأدنى من التدخل الحكومي.

إن منع انهيار المناخ يتطلب اتخاذ إجراءات فورية على مستوى الدولة عبر الحكومات، الأمر الذي ينطوي على إنفاق هائل مع احتمال ضئيل لتحقيق أرباح مبكرة. وهو يتعارض بشكل مباشر مع الايمان الليبرالي الجديد بالحكومة الصغيرة وقوة السوق لحل جميع المشاكل.

ثالثا، فيما يتعلق بالأمن: غالبًا ما تكون المجمعات الصناعية العسكرية في العالم قوانين في حد ذاتها وترى أن أي تحد أمني جديد كبير يحتاج إلى مواجهته بالقوة العسكرية. لا تزال الحرب هي الاستجابة المتكررة للتحديات الجديدة، وانهيار المناخ هو أحدث مثال على ذلك.

إذا كانت إحدى عواقب انهيار المناخ هي الهجرة الجماعية لعشرات الملايين من الناس اليائسين للعثور على أماكن آمنة للعيش، فإن القوات العسكرية للدول الأكثر ثراءً ستركز على أي وسيلة "لإغلاق بوابات القلعة" بمعنى كن حذرا بما في ذلك جميع الأساليب الأحدث للحرب، وخاصة تقنيات الطائرات بدون طيار القاتلة.

وهذا بدوره سيؤدي إلى أجيال جديدة من التمردات شبه العسكرية، والتي وصفها شعوب العالم الأكثر ثراءً بأنها "إرهابية" مما يؤدي إلى ما وصفه إدوين بروكس بشكل لا يُنسى بنصف "قبل قرن من الزمان، كان كوكبنا "... كوكبًا مزدحمًا متوهجَا من عدم المساواة الهائلة في الثروة مدعومًا بقوة صارخة، ولكنه مهدد بلا نهاية من قبل الناس اليائسين في الأحياء الفقيرة العالمية للمحرومين".

التغيير ممكن
والخبر السار هو أن مثل هذا المستقبل البائس ليس حتميًا وقد شهدنا اتجاهات إيجابية مرارًا وتكرارًا.

لقد حقق علم المناخ تقدمًا كبيرًا في العقود الأخيرة ونتيجة لذلك تحسنت دقة التنبؤ بشكل ملحوظ. لقد أدت التطورات التكنولوجية المتعددة إلى انخفاض كبير في تكلفة الكهرباء المولدة من موارد الطاقة المتجددة مما جعل من الممكن اقتصاديًا ومعقولة بشكل بارز الانتقال إلى مجتمعات منخفضة الكربون للغاية.

وفي الوقت نفسه، تتزايد التجربة الفعلية للأحداث الجوية المتطرفة. لا يزال هناك أمل بينما ينخرط الناس العاديون، وخاصة الأجيال الشابة، بشكل متزايد في النشاط السياسي من جميع أنحاء العالم، ويلعبون دورهم في مكافحة النظام.

والأهم من ذلك هو الزيادة السريعة في الاستجابة لانهيار المناخ، وخاصة أنه يمكن تحقيق إزالة الكربون بسرعة. وهناك أيضاً الكثير من العمل الجيد الجاري في مجال المناهج الاقتصادية الجديدة وإعادة التفكير في الأمن.

لقد أصبح الأمر يتعلق بشكل متزايد باستكشاف وتعزيز ما يمكن للأفراد والمجموعات المحلية والحركات الوطنية وحتى التحركات العابرة للقارات القيام به. وبهذه الطريقة سوف سيتحول بها العالم لأجل الصالح العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المعارضة السورية المسلحة تتقدم بسرعة وتتجه الى دمشق.. هل بات


.. نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين: طهران شرعت في إجلاء قادته




.. حرب غزة.. 3 شهداء بقصف على محيط مدرسة بحي الرمال


.. كلمة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الر




.. مصدر كردي لـالعربية قسد تسيطر على كامل مدينة دير الزور شرق س