الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانتخابات الأمريكية القادمة مفترق طرق ( 2 )
آدم الحسن
2024 / 11 / 1مواضيع وابحاث سياسية
رغم أن امام امريكا في الانتخابات الرئاسية القادمة مفترق طرق تاريخي إلا أن هنالك ازمات و تحديات لا يمكن لأمريكا تفاديها مهما كانت نتائج هذه الانتخابات إن كان الرئيس الأمريكي القادم هو ترامب أو كامالا هاريس , أهم هذه التحديات هو التحالف و الشراكة الاستراتيجية بين الصين و روسيا فسياسة خليفة بايدن كامالا هاريس ستدفع روسيا باتجاه الصين بقوة اكبر من ما هي الحال عليه في رئاسة بايدن , أما ترامب في حالة فوزه فسيدفع الصين باتجاه روسيا , لذا فإن النتيجة ستكون واحدة و هي تعاظم التحالف الاستراتيجي و الشراكة الشاملة بين روسيا و الصين , فلدى روسيا كل ما تحتاجه الصين و لدى الصين كل ما تحتاجه روسيا و سيشكل هذا التحالف مصيرا مشتركا لكليهما ...!
هنالك ايضا ازمات و اخطار كبرى لا تستطيع أي ادارة امريكية قادمة , ديمقراطية كانت أو جمهورية من ايجاد حل لها , إذ ليس في برامج هذين الحزبين المتنافسين على السلطة أي خطة حقيقية قابلة للتطبيق و فعالة لحل هذه الأزمات و تفادي اخطارها , يمكن تلخيص اهم هذه الأزمات بما يلي :
اولا : الدين العام
لقد بلغ حجم الدين العام الأمريكي ارقام كارثية جديدة , حيث تجاوز هذا الدين عتبة ال (35 ترليون دولار ) و بذلك تجاوز نصيب كل مواطن امريكي من هذا الدين المئة الف دولار .
الدين العام هو قنبلة اقتصادية قابلة للانفجار , و لأنه لم يكن لدى الإدارات الأمريكية السابقة حل لهذه المعضلة الاقتصادية عملت هذه الإدارات على استبدال هذه القنبلة بقنبلة اخرى اكبر حجما و اشد خطورة و ذلك من خلال رفع السقف الاعلى للدين العام بقرارات من الكونغرس الأمريكي , و غالبا ما يحصل توافق بين الحزبين الديمقراطي و الجمهوري على زيادة جديدة لهذا السقف تفاديا لحالة الاغلاق التام لنشاط حكومة امريكا الفدرالية .
في برنامج ترامب هنالك مساعي لإ دارته القادمة تهدف تقليص الزيادة في حجم الدين العام افضل من ما في برنامج الحزب الديمقراطي الذي تمثله كامالا هاريس لكن مشكلة الدين العام ستبقى واحدة من اكبر المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الامريكي مهما كانت نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة .
ثانيا : العجز في الميزان التجاري
هنالك خلل في الميزان التجاري مع الدول الأخرى يعاني منه الاقتصاد الامريكي بشكل مستمر منذ سنين .
في برنامج ترامب مساعي جادة لتقليص حجم اجمالي العجز في الميزان التجاري و الذي يصب في مصلحة دول عديدة منها الصين صاحبة اكبر فائض تجاري لصالحها يقدر حاليا بأكثر من 300 مليار دولار سنويا , اما برنامج كامالا هاريس فيخلو من أي خطة تعالج ازمة العجز في الميزان التجاري لأنها سوف لا تعمل من اجل " امريكا اولا " مثلما سيفعله ترامب , و بذلك سيبقى الاقتصاد الامريكي يعاني من مشكلة العجز في الميزان التجاري مهما كانت نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة رغم أن هذه المشكلة ستتقلص نسبيا في حال فوز ترامب .
ثالثا : تفشي تعاطي المخدرات
تنتشر ظاهرة تعاطي المخدرات في امريكا و خصوصا بين الشباب لدرجة يمكن وصفها بالوباء المميت الذي ينخر بجسد الأمة الأمريكية حيث ارتفعت معدلات الوفيات نتيجة لتعاطي جرعة زائدة من المخدرات الى حوالي 110 الف حالة وفاة سنويا و هذا العدد من الوفيات قد فاق اعداد كل ضحايا أمريكا في حروبها خلال العقود الماضية .
ليس لترامب أو كامالا هاريس أي خطة واقعية لمعالجة هذا الداء الاجتماعي الخطير , لذلك ستبقى مشكلة تفشي تعاطي المخدرات في امريكا دون حل .
رابعا : تصاعد معدلات الجريمة
مع الانتشار المتزايد للأسلحة النارية الشخصية خارج نطاق أجهزة الدولة الأمنية استمر تصاعد معدلات الجريمة في امريكا , و هذا هو احد العوامل الخطرة الذي قد يعود بأمريكا الى مرحلة اللادولة , ليس لدى المتنافسين ترامب و كامالا هاريس أي خطة فعالة للسيطرة على ظاهرة انتشار هذه الأسلحة .
خامسا : الانقسام المجتمعي
تكونت الأمة الأمريكية من مزيج من كل شعوب الأرض و لازال هذا المجتمع يعاني من الانقسام المجتمعي بين مكوناته , سوف لن يكون لنتائج الانتخابات الأمريكية القادمة دور في إزالة هذا الانقسام و التخندق العرقي , و لربما ستزداد حدة الشد و الجذب بين مكونات الشعب الأمريكي بسبب الأصوات العنصرية التي ظهرت في بعض جوانب الحملة الانتخابية للمرشحين .
سادسا : مشكلة المهاجريين
تشكل مشكلة المهاجريين الغير شرعيين القادمين من بعض دول امريكا الجنوبية الذين هم بالأساس ضحايا السياسة التعسفية الإمبريالية للحكومات الأمريكية خلال العقود الماضية تجاه بلدانهم أزمة و تحدي كبير بسبب تجاوز عدد هؤلاء المهاجرين الخمسة عشر مليون مهاجر غير شرعي .
في برنامج ترامب الانتخابي سعي للتخلص من هؤلاء المهاجرين لكنه لم يشرح كيف سيتم اقصاء هؤلاء الملايين من البشر من الأرض الأمريكية ... ! يبدو أن كل الحلول المطروحة في الحملة الانتخابية لهذه المشكلة هي حلول غير واقعية .
سابعا : بروز نقاط ضعف خطيرة في الديمقراطية الأمريكية حيث ابتعدت هذه الديمقراطية عن مفهومها الأصلي الذي هو نظام يتمكن من خلاله الشعب من حكم نفسه بنفسه , و صارت هذه الديمقراطية عبارة عن صراع بين شخصين يتنافسون على السلطة .
من المؤكد أنه رغم كل الاختلافات بين نهجي الحزب الديمقراطي و الحزب الجمهوري فإن كل المؤشرات تؤكد أن كلى هذين الاتجاهين سيقودان الى نهاية حتمية لمرحلة القطب الأمريكي الاوحد و سيكون لسقوط مرحلة الهيمنة الامريكية , هذا السقوط الذي اصبح واقعا , اثرا كبيرا على العديد من المعادلات السياسية في مناطق مختلفة من العالم .
لقد استمرت مرحلة القطب الأمريكي الأوحد بحدود ربع قرن ابتدأ مع انهيار كتلة الدول الاشتراكية و تفكك الاتحاد السوفيتي لغاية صعود العملاق الصيني و تعافي روسيا من مخلفات انهيار الاتحاد السوفيتي السابق , لقد ضن الكثير من المحللين السياسيين أن هيمنة القطب الامريكي ستكتب نهاية للتغيرات في العالم و كتبوا في ذلك تصوراتهم عن نهاية التاريخ الذي تحققت مع هيمنة الحضارة الغربية و زوال اثار الحضارات الأخرى لكن الواقع الحالي اثبت عكس ذلك .
إن العالم قد تغيير فعلا و دخل مرحلة جديدة , مرحلة التعددية القطبية التي فيها ستفقد كل الأقطاب القدرة على الهيمنة على أي دولة في العالم مهما كانت صغيرة أو ضعيفة , لم يتبقى في هذه المرحلة سوى تخلي امريكا عن غطرستها اللاواقعية و الاعتراف بالأمر الواقع الجديد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أكثر من 30 شهيدا إثر القصف والغارات الإسرائيلية المتواصلة عل
.. باتشوكا المكسيكي يحقق مفاجأة ويفوز على بوتافوغو البرازيلي
.. أبرز ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن التطورات في سوريا ومح
.. سوريا.. فلسطيني ينجو من سجون بشار الأسد بعد 42 عاما
.. مقتل أحد المصابين في عملية إطلاق النار جنوب القدس واقتحامات