الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستحضار التاريخ_إدانة الواقع_

جمال بعلي

2024 / 11 / 1
قضايا ثقافية


إستحضار التاريخ واستدعائه ، ممكن التجسد في دافعية إستثارة الوطنية . يحاول الناس العودة إلى ازهى عصورها و التحدث بفخر عن مسار التقدم و الإزدهار الذي كان عليه أسلافهم ، هذا في حد ذاته حافزا و منشطا للدورة الإجتماعية . ودعوة من التربويين الذين يرون القدوة في تمثل أسلافهم.
كلام كبير إذا قام على العدل والمساواة في الوقوف بروح الجماعة أمامه. إن النظر إلى التاريخ على أنه إمتياز صناعه ، أو القريبين منهم ، فهذا يخبرنا أن التاريخ بوقائعه العظيمة هو (صناعة فردية). السؤال البريء والذي ينتصب في محاكمة مفتوحة : هل الشعوب وقفت تتفرج أو تغني بإفتخار للمعتدي؟ هل ندين الجماهير ؟ إن عقل قائد بدون روح الجماهير و الوقوف حوله ،مجرد رقم !! لهذا في احتدام النقاش في إجتماع 22 التاريخي بحي المدينة ببيت المناضلة لياس دريش،
ولما سأل في غضب و حمية أحد الثوار :هل نحن ثوار؟ قال العربي بن مهيدي حكيم الثورة : ألقوا بالثورة إلى الشعب ،سيحتضنها.
الحقيقة ما عاناه الشعب الجزائري خاصة في فترة الكلونيالية الفرنسية فضيع بدرجة ترفعه إلى مصاف القديسين . إن العودة للماضي ليس التماهي فيه ،نحن نستعيده لنرى كيف أصبحنا و ما مدى صيرورة ( الإستمرارية) ، وهل حقا نسير على خطى صحيحة أو منحرفة ؟ قد يكون إستحضار التاريخ إدانة لنا بخيانته ؟!
كثير من الشعارات والإستغاثة بالماضي هي إتهام صريح لنا بالتقصير و العحز عن قوة التمكين حماية لنا؟ ما نشهده اليوم من عزلة حضارية و إمتهان للعرب والمسلمين و تكالب القوى المعادية لهم ، دليل إنحراف القاطرة عن مسارها الصحيح، وهي إحدى نبوءات محمد صلى الله عليه وسلم في ذهاب ريحنا وقوتنا ونحن لسنا على قلة بل كثرة ( متفرقة ، متصارعة ) ، تشتتنا الحدود المصطنعة ، حدود وضعت كزيادة إحترازية من ( العدو) حتى يجعلنا أبعد عن حبل إعتصامنا ...و ضارب في خبثه لنكون على إستعداد قاهر لنستعدي بعضنا .
قال الرسول :
"يُوشِكُ أن تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ"

أول الوهن ،ضياع كرامة الإنسان كفرد داخل المجتمع ،وظهور الطبقية كالعائلات الثرية ،التي تؤثر في مجرى السياسة ،بل تعتبر في كثير من الحالات هي السلطة صانعة _ نظام الحكم _ والذي تكون مؤسساته في خدمتها بعملائها داخلها.
إنحراف السلطات عن نهج العدالة و إعتبارها إمتياز ،يجعلها تتشكل في مجموعات ( موازية) تمارس تعسفا بإعتماد الوظيفة...ما نتج عنه أمراض الإدارة من بيروقراطية وإنتهازية و التعسف في الإسراف بالملكية ، إذ صارت بعض السلوكات المشينة ألصق بالوظائف التي يحتاج الإنسان إليها .

الترويج لخطاب السلطة الإنتقائي في تدريس التاريخ و المفاهيم و حتى النخب الملتصقة بالسلطة ،تنتج منجزها في ما يحفظ لها إمتيازا داخلها . إحالة الكثير من الرؤى والأفكار على هامش الإهتمام ، والتقزيم للمؤثرين بحق داخل المجتمع .

إن التاريخ الذي تجسده إرادة مفسدة ،أكيد لن يسمح للأفكار المختلفة أن تنتقد و تؤسس تلك المراجعة الكبيرة في منزلقاتها.
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب والمواجهة الكبرى التي تنتظره في الشرق الأوسط! | الأخبا


.. فرنسا - الجزائر: رغبة جديّة في احتواء التصعيد؟




.. الحكومة الفرنسية: لا أحد لديه الرغبة في التصعيد بين فرنسا وا


.. بعد توقيف مؤثر جزائري جديد: النيابة العامة في باريس ترد على




.. أوشا فانس زوجة نائب الرئيس: هل ستخسر الجنسية الأمريكية؟