الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلامولوجيات 11

جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)

2024 / 11 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النقد المتحيز ورفض البحث

يتجاهل فقهاء وعلماء الاسلام التقليديين – حراس الهيكل ، في الوقت الحالي، بعض الاكتشافات، مثل ظهور كشف معنى الكلمات المستعارة من لغات أخرى تجاهلتها السردية الاسلامية التقليدة أو لم تههتدي إليها[1]. ويسعى آخرون إلى خلق تعارض بين التاريخ المفترض أنه مزيف والتاريخ الإسلامي، وهو صحيح بالضرورة عندهم. «وإن كثيرًا منهم يعارض هذا بحث الاسلامولوجيين بالاستدلال بإعادة البناء»، محاولين تبرير الاستنتاج المحدد مسبقًا في السردية الاسلامية التي يصفونها بالمتواترة والمعول عليها دون سواها[2]. وفي نظر فان ريث - van Reeth: "لا يجوز لنا أن نستمر إلى ما لا نهاية في التظاهر بأن كل المتخصصين في القرآن، والذين لا يملكون إلا نوايا علمية صادقة، يشكلون جزءاً من مؤامرة عالمية عملاقة هدفها الوحيد هو السخرية من الإسلام والنيل منه ومن المسلمين. ». لذا فالبحث التاريخي مرفوض من قبل عدد معين من المسلمين، ويتم إجراؤه بحث من هذا القبيل مع مخاطر لأن هذا يبدز كتحد للسردية الاسلامية المتواترة". وبالنسبة لهذه الأخيرة، فإن أي انتقاد يعتبر بالغ الخطورة عليها.

[1]
Van Reeth, Jan M. F., « Nouvelles lectures du Coran. Défi à la théologie musulmane et aux relations interreligieuses »p 173-184
[2]
« Origines de l’islam : plaidoyer pour une approche historico-critique
https://blogs.mediapart.fr/hocine-kerzazi/blog/290418/origines-de-l-islam-plaidoyer-pour-une-approche-historico-critique
لم يجرؤ بعد التفسير الإسلامي على تحقيق خطوة الانتقال من الأسطورة إلى "إزالة الميثولوجيا"، حيث تم النظر إلى الأساليب التاريخية على أنها "عدوان ثقافي"[3]. تظهر الموجة الأولى من انتقاد الأساليب العلمية أثناء نشر بحث طه حسين حول الشعر الجاهلي. ، في عام 1926. لأنه عبر عن فكرة جديدة عير مسبوقة في زمنه، ولأنه اعتبر القرآن شهادة تاريخية، و اعتبر اللغة العربية لغة عادية، ولأنه أظهر أن مجموعة الشعر الجاهلي كانت مؤلفة من تزييفات و انتحالات تم إنشاؤها في القرون الأولى من الإسلام، ز أدين بل كفر من طرف الأزهر[3] 46. وإذا كان عدد معين من المؤلفين لجأوا في بداية القرن العشرين إلى منهج النقد التاريخي، فقد بدأت الإدانات منذ عشرينيات القرن وتضاعفت في خمسينياته[4] ، ففي بيروت، ظهرت مرة أخرى ترجمة "تاريخ القرآن" لنولدكه وتم منعها بفتوى[5]
[3]
La révolution historico-critique hors d’Occident
Par Gérard Leclerc Pages 391 à 408
[4] محمد أركون، الإنسانية والإسلام: صراعات ومقترحات، ص. 215.
[5]
Kropp M., « L arabie préislamique », conférence, Collège de France, 6 octobre 2005,
https://www.youtube.com/watch?v=SQJY1OdHtJc
إن الحداثة الثقافية التي ولدت في الغرب في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولا سيما الثورة التاريخية النقدية، جعلت آثارها وموجاتها الصادمة محسوسة تدريجياً في السرديات التقاليدية المكتوبة في الشرق. هناك، كما هو الحال في الغرب، كانت هذه الطفرة الثقافية تعني، على المستوى الاجتماعي، انتقال الهيمنة الثقافية من أيدي العلماء بالمفهوم التقليدي إلى أيدي المثقفين؛ على المستوى الديني والثقافي، والتشكيك في قيمة العقيدة والتقاليد، والاحتجاج لصالح حرية الفحص والبحث و التمحيص، وحرية الفكر والتعبير، وظهور ما سمىي أحيانًا بــ "الشك . ودلت هذه الطفرة على ظهور الأدب بالمعنى الغربي: الرواية التعليمية، والنقد الأدبي، والسيرة الذاتية، والمقالة الفكرية، الخ.
وتعني الثورة النقدية أيضًا التشكيك في السلطة التي ينسبها التقليد إلى الكتب المقدسة أو الكلاسيكيات، وإلى انتقاد مؤلفيها التقليديين.
زمنئذ تسعينيات القرن التاسع عشر - أي عندما جاءت الهيمنة العسكرية لدعم التفوق الثقافي الغربي - عانت مراجع السرديات التقليدية والكتب المقدسة العظيمة في الشرق بشكل مباشر من صدمة التفسير التاريخي والثقافي بفعل الثورة الفكرية التي افتتحها ديكارت واستمر فيها سبينوزا، وآخرون
وبالنسبة للاسلام إن تفسير هذا النوع من الخلاف، الذي يقوم على فكرة أن “الكافر لا يعرف عن الإسلام شيئا”، يقدمه محمد علي أمير معزي في مقدمته لقاموس القرآن الكري ص12، كما يلي:
"إن نشاط مجموعات معينة، على مدى العقدين أو العقود الثلاثة الماضية أو نحو ذلك، قد خلق على ما يبدو الوهم بأن حياة المؤمن المسلم، من الصباح إلى المساء، وكل حركاته وسكناته يحكمها القرآن بالكامل، وقراءته، وتأمله، وعبادته الصارمة. طلب. أما الواقع فهو أكثر نسبية بكثير. إن علاقة المؤمنين العاديين بالكتاب هي علاقة شعور وإخلاص أكثر من كونها علاقة معرفة. دعونا نتذكر بعض الحقائق الواضحة. فقط ما يقرب من 15٪ من أتباع محمد هم من العرب. أكبر الدول الإسلامية هي نيجيريا وإندونيسيا. تضم الدول الثلاث في شبه القارة الهندية، الهند وباكستان وبنجلاديش، ما يقرب من نصف السكان المسلمين في العالم. ومع ذلك، لا تعرف أي من البلدان المذكورة اللغة والثقافة العربية. وينطبق الشيء نفسه على الأراضي الأخرى في أفريقيا السوداء وإيران والبلقان والقوقاز وآسيا الوسطى وحتى الصين. علاوة على ذلك، فإن الغالبية العظمى من المؤمنين أميون، والأقلية الصغيرة التي تستطيع قراءة اللغة العربية الفصحى لا تفهم بالضرورة اللغة العربية القرآنية. مما يعني أن عدداً صغيراً، ربما أقل من 5% من المسلمين، يمكن أن يكون لديهم فهم أكبر أو أقل للقرآن. »[5]
[5]
Amir-Moezzi M., Dictionnaire du Coran, Robert Laffont, Collection Bouquins, Paris, 2007.
وبالنسبة لهذا الباحث، فليس الباحثون والعلماء هم الذين لا يعرفون اللغة العربية، بل النشطاء لاسيما المتطرفين منهم- هم الذين لا يتقنون تطورات هذه اللغة.
ومع ذلك فإن بعض المثقفين في العالم العربي يقبلون هذه الأساليب. وهكذا حاول محمد أركون في عمله الربط بين الإيمان والعقل. لقد حاول تأسيس "إسلامولوجيا جديدة" تتضمن الاستيلاء على الأدوات النقدية للتفسير. وهذا يعني ضمناً، في العالم العربي الإسلامي،تسود ظروف «نادراً ما تتوفر اليوم، مثل حرية الفكر أو فصل الدين عن الدولة. وفي محاولته الحفاظ على التوازن، يظل "أقرب إلى الإسلاموية الغربية منه إلى الإسلاموية المتشددة. »
___________ يتبع ___________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات تنتظر سوريا في حال تعميم قوانين الشريعة


.. شرطة الاحتلال تعتقل شابا قرب المسجد الأقصى بعد الاعتداء عليه




.. في الجمعة الأولى بعد سقوط نظام بشار الأسد.. -العربية- تلتقي


.. رئيس الاستخبارات التركية في المسجد الأموي بدمشق




.. رئيس الاستخبارات التركية في المسجد الأموي