الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الطريق ...

ابراهيم فيلالي

2006 / 12 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هذا الطريق ...
خارج منطق التشاؤم و التشاؤل و التفاؤل خارج عقلانية براغماتية انتهازية و صارمة، خارج منطق البحث عن خلق انسان بدون عواطف، عقلاني و رقمي اكثر من لفظي. انسان الي من لحم و دم.
خارج كل هذا و في زحمة الاحداث و دينامية واقع نحتاج لاستيعابه و التعامل معه بالتفكيك و النقد و الهدم و الترتيب للاحدات ، لاعادة بناء واقع يقويه و يدفع الى الامام و يحرر ما هو جميل في واقع ولى فيعطيعه هذا الجميل المتبقى او المبقى عليه قوة اضافية وثقة في القدرة على تبديد القبيح الذي عطل السير طويلا. فهذا الصباح الجميل الذي نطمح الى روئية اطلالته هو الذي يضعنا امام مهمة و مسؤولية شخصية- فردية و جماعية لنقوم بنقد و نقد ذاتي مستمر و متواصل كي نطور انفسنا و تكون لدينا جراة الهدم و التخلي على الاوهام و التحرر منها ان وجدنا انفسنا اسرى لديها.
بالنقد و النقد الذاتي نحرر انفسنا و نهدم الاساطير و لا نعيد نسج الحكايات و الاوهام و لا نخلق الزعامات و الابطال لنحترمهم و نطيعهم حتى تتحول العلاقة الى استعباد. لان لا يسمح لاحد ان ينال منها و حتى ان يشك في رمزيتها و كرازماتيتها. النقد يوقظنا من السبات و السذاجة و يوقفنا ان كنا سائرين على الطريق كالقطعان. العقل النقدي عقل متمرد بالضرورة. هو لا يسمح ايضا باحكام القيمة و السب و الشتم فهذا منطق هجومي رخيص يسعى الى عرقلة بناء الاستراتيجيات. يحمل عدم الثقة في نفسه، ياخذ بالشكليات والاخلاقيات لا يستطيع الا ان يصدر احكام الاعدام على كل من ليس مثله بمحاولة قتله رمزيا بالاكاذيب و التشهير و التلفيق ... هو نفسه الذي يطبل و يمدح و يتملق و يجامل، لانه لا يحمل مشروعا، و لا معنى للسير و المسار لديه لا يقوى على نقد و نقض الفعل و الاطروحات و النظريات و الافكار، لا يقوى على مجابهة منطق يحمل معه مشروعا. المشروع هذا ليس نمودجا مكونا و مسطرا نبحث على اخضاع الواقع له؛ اي ترابط الواقع و الاطار الايديولوجي الذي هو التصور ضمن علاقة تبعية يحدد فيها كيف سيكون عليه المجتمع الجديد او البديل، غير ان تفاصيل ما سيكون عليه تقف غلى التلقائية و قدرة الابداع الفردية و الجماعية. ان المنطق النقدي لا ينبني على اية خلفية ايديولوجية ليس لديه بيت لا من زجاج و لا من قصدير و لا من فولاذ، لان الارتكان لبيت ايديولوجي و سياسي يجعلك او يضعك في نفس الدائرة مع منطق التنظيم و الاطار .تكون لدى الاطار سلطة رمزية تمارس على من ينتمي اليه لا تختلف قهرا على القبيلة و الزاوية و العائلة، يتحدث باسم الاطار و يمارس في اطار و في المنزل يخلع جلباب الاطار و يلبس سلهاما رجوليا فيكون داخل الاطار البطريركي فيعوض ما ضاع من السلطة هناك او يمدد و يوسع دائرتها من الادارة الى النقابة و الحزب فالجمعية. كل الاطارات نخبوية باسثتناء الباطرياركا LE PATRIARCAT فهو ليس اطارا او تنظيما بهذا المعنى انه نظام موجود في كل المجتمع تمارس سلطته في كل بيت حتى في بيوت النخبة المدافعة عن حرية المراة و الطفل، في المزارع و المعامل و المدارس، في كل المؤسسات. ليست هناك اية مفارقة بل في تمفصل النظام البطريركي مع النظام الراسمالي يصبح الاول سندا للثاني و مدافعا عن هيمنته لان فيها استمراريته و ديمومته . لان النقابة و الحزب و الجمعية ليست في البدء ثقافة هذا المجتمع لقد استدمجت في تركيبة تشكل فيها جزاء من كل هو النظام الراسمالي او الاسلوب الليبيرالي البرجوازي على مقاس المجتمعات المتخلفة. كل التنظيمات بما فيها مؤسسات الدولة و الاطارات من اليمين الى اليسار لا تستطيع ان تتخلص من ثقافة الاستبداد الموروث ، في الثقافة السياسية، من القبيلة و الزاوية و السلطان /الفقيه على راس هرم دولة مهزومة و مجتمع قروي و قبلي حواضره عبارة عن قبائل متناثرة في مجال متمدن و متحضر في شكله.
هو هكذا نركض طويلا فنقطع المسافات حتى نتعب من السير و عندما نتوقف لنستريح قليلا نجد انفسنا ناخذ نقطة البدء محطة للاستراحة. فكيف مشينا على طريقا لم نعبره قط ؟
و من يستطيع ان يرفض المشي على هذا الطريق الغريب؟
طريق غير ممتد ما دمنا نجد انفسنا لا نتحرك و لم قيد انملة، هو ليس طريق اذن ما دام لا وجود لطريق لا يؤدي الى ما بعد البداية. هو طريق يدور حول نفسه و يوهم انه لا يلتفت الى الوراء و ليس مشدودا الى نقطة البداية، لان ميله الدائم الى رسم دائرة مغلقة يزعزعنا فنتململ و نعتقد اننا نسير على الطريق و لكن في الحقيقة ليس لدينا طريق لنسير عليه، و حتى اشعار اخر فهذا الطريق ليس طريقا.
النقد و ليس الايمان.
حرية التفكير و التعبير و الاختيار و ليس التوجيه و الفرض و الامر، هي القادرة على اكتشاف الطريق.
تصبحون على الطريق لان الحرية لها طريق.

ابراهيم فيلالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك