الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تقييم مشروع مدارس الريادة: التحديات والفرص في إصلاح التعليم بالمغرب
عزالدين عفوس
2024 / 11 / 6التربية والتعليم والبحث العلمي
التربية والتعليم
،
سوسيولوجيا
تقييم مشروع مدارس الريادة: التحديات والفرص في إصلاح التعليم بالمغرب
نوفمبر 06, 2024
تعتبر عملية إصلاح التعليم في المغرب من القضايا الحيوية التي تهم المجتمع ككل، حيث يسعى الجميع إلى تحسين جودة التعليم وضمان تكافؤ الفرص لجميع التلاميذ.
في هذا الإطار، يُعتبر مشروع "مدارس الريادة" أحد المشاريع التي تسعى إلى تحقيق نهوض شامل بالمدرسة المغربية. ومع ذلك، يواجه هذا المشروع العديد من التحديات التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها لضمان نجاحه وتحقيق أهدافه.
الأساس القانوني والمشاركة المؤسساتية
تتطلب المشاريع الإصلاحية مثل مشروع "مدارس الريادة" المرور عبر اللجان المعنية، مثل اللجنة الدائمة للبرامج والمناهج، والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. تلعب هذه المؤسسات دورًا محوريًا في دراسة المشاريع وتقديم الملاحظات حولها، خاصة فيما يتعلق بنجاحها والتحديات التي قد تواجهها.
ومع ذلك، لم يُعرض مشروع "مدارس الريادة" على المجلس الأعلى قبل البدء في تنفيذه، ولم يتم عرض مناهجه وبرامجه على اللجنة إياها، مما يعني أن الإطار الطبيعي الذي يضمن نجاح المشروع لم يتم احترامه.
هذا الأمر يعكس نوعًا من المركزية في اتخاذ القرار، وهو ما يهدد فعالية الإصلاح.
بطء عملية التنفيذ
تُظهر المعطيات أن هناك بطءً شديدًا في عملية تنفيذ المشروع، ففي السنة الأولى، تم إنشاء 600 مؤسسة تعليمية فقط، فيما حين يهدف للوصول إلى 2000 مؤسسة خلال العام الحالي، وبالنظر إلى العدد الإجمالي للمؤسسات التعليمية في المغرب، المقدر بـ 12,000، فإن تحقيق التعميم الكامل يبدو بعيد المنال، مما يثير القلق حول إمكانية تعميم النموذج.
التحديات المالية
تتطلب عملية التعميم موارد مالية كافية لدعم المشروع، حاليًا، تُعطى تعويضات إضافية للمدرسين العاملين في هذه المدارس، ولكن مع وجود حوالي 300,000 إطار تربوي في المنظومة، فإن توفير الدعم لجميع هؤلاء المدرسين سيكون تحديًا كبيرًا، زد على ذلك التكلفة المالية لتأهيل المؤسسات بما في ذلك التكوين والتجهيزات، وهي لم تُدرس بشكل كافٍ خلال عملية تحديد جدوى المشروع، مما يهدد استمراريته.
القيم والأخلاقيات في المحتوى التعليمي
تواجه مدارس الريادة قضايا أخلاقية تتعلق بالمحتوى التعليمي المقدم، حيث يتعين أن تكون هناك رقابة دقيقة على المضامين المعروضة على التلاميذ، بعض الأنشطة والمحتوى قد تتعارض مع القيم الدينية والثقافية للمجتمع، مما يتطلب حذرًا كبيرًا في اختيار المواد التعليمية.
ينبغي على المعلمين والإداريين أن يعملوا على ضمان توافق المحتوى مع القيم الوطنية والدينية المتبعة، لتفادي أي ردود فعل سلبية من الآباء أو التلاميذ.
أهمية التقييم المستمر
يعتبر التقييم المستمر أحد العناصر الأساسية لنجاح أي مشروع تعليمي، لذلك يجب أن يتم تقييم مشاريع مثل "مدارس الريادة" بانتظام من قبل جهات مؤسسية ومستقلة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
التقييمات يجب أن تشمل معايير واضحة تأخذ بعين الاعتبار جميع جوانب المشروع، بما في ذلك المحتوى التعليمي، والبيئة المدرسية، وتكوين المدرسين والنتائج المحققة مقارنة بالمدارس العادية، وما الإضافة التي أضافها هذا المشروع والتي لا يمكن أن تكون إلا بوجوده.
ملاحظات حول فلسفة المشروع
تطرح ملاحظات مهمة حول فلسفة المشروع ومدى استقلاليته عن التجارب الدولية، فعلى الرغم من أن المشروع يستند إلى تجارب خارجية، خاصة من الهند، يجب التأكيد على أن الاحتياجات المحلية والخبرات الوطنية يجب أن تكون المحور الأساسي في أي إصلاح، ينبغي أن يعكس المشروع تجارب المغرب في التعليم، بدلاً من الاعتماد الكامل على نماذج خارجية قد لا تتناسب مع السياق المحلي، ومع الاختيارات والغايات المسطرة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين وغيره من الوثائق الرسمية التي تحدد التوجهات الاختيارات العامة المتوافق حولها مجتمعيا.
المشروعية والعلاقة بالرؤية الاستراتيجية
مع وجود الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التعليمي (2015-2030)، يطرح سؤال حول مدى توافق مشروع "مدارس الريادة" مع هذه الرؤية والقانون الإطار، حيت يجب أن تتماشى الاختيارات البيداغوجية والمناهج الدراسية مع التوجهات الاستراتيجية المعتمدة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، يبرز هذا الأمر الحاجة إلى استشارة المؤسسات المعنية بشكل فعلي قبل إطلاق مثل هذه المشاريع.
التحديات البيداغوجية
تتعلق التحديات البيداغوجية بالأساليب التعليمية المستخدمة في المشروع، فبينما تم اعتماد مقاربات جديدة مثل "التعليم الصريح" و "التعليم الفعال" وما يحيل عليه ذلك من مرجعيات بيداغوجية والتي يجب النظر في مدى توافقها مع البرامج والاختيارات الحالية.
فهل سيتم تعديل المناهج بحيث تتماشى مع هذه الأساليب الجديدة، أم سيبقى الوضع على حاله؟ هذه التساؤلات تتطلب إجابات واضحة.
التكافؤ في الفرص
تطرح عملية تنفيذ مشروع "مدارس الريادة" إشكالية تكافؤ الفرص، إذ يجب ضمان توفير موارد وإمكانيات متساوية بين كل المدارس المغرية، سواء أ كانت رائدة أم غير رائدة، فقد تم دعم مدارس الريادة بشكل كبير بينما تُركت المدارس الأخرى دون دعم كافٍ، وهذا سيؤدي إلى تفاقم الفجوة، وتعدد المدارس وعدم تكافؤ الفرص بين جميع جهات المغرب.
الخاتمة
خلاصة القول، يُعد مشروع "مدارس الريادة" خطوة هامة نحو إصلاح التعليم في المغرب، ولكن يجب معالجة التحديات المذكورة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة وتحسين جودة التعليم لجميع المغاربة بشكل متكافئ.
إن نجاح هذا المشروع يتطلب تعاونًا فعالًا وإشراكا لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة، والمجتمع المدني، والأطر التربوية والخبراء الوطنيين، ومن الضروري إجراء تقييم شامل ومنهجي لضمان استدامة المشروع وفعاليته في تحقيق تكافؤ الفرص وجودة التعليم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. زينة مكي: حب حياتي مصاب بالتوحد
.. فرار آلاف العائلات من مدينة حمص بعد وصول قوات المعارضة المسل
.. كيف سيطرت المعارضة السورية المسلحة على مدن كبرى في سوريا بسر
.. روسيا وتركيا.. خلاف أم توافق في سوريا؟ | #ملف_اليوم
.. نشرة إيجاز - قوات المعارضة السورية تعلن السيطرة على مدن بريف