الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


...!جماهير كوردستان - العراق بين مطرقة سياسات بوش و سندان تقرير بيكر-هاملتن.

مظفر عبدالله

2006 / 12 / 31
القضية الكردية


نشر تقرير بيكر_هاملتن قبل ايام حيث استغرقت كتابته قرابة ثمانية اشهر.خلال هذه الفترة، زار بيكر وهاملتن واعضاء مجموعتهم العراق وعدد من دول الجوار لاجراء محادثات ومشاورات حول المازق الامريكي في العراق وسبل حل لاخراج امريكا من هذا المازق.ان محتوى التقرير يظهر في الوصايا التسع والسبعين التي قدمت الى الرئيس الامريكي جورج بوش وادارته لكي تدرس ويقرر عليها خلال الفترة القادمة.
ان محتوى التقرير كما قلنا يتبين من الوصايا التي تطلب من ادارة بوش ، او لنقل تفرض على ادارة بوش، تغير استراتجيتها السياسية في العراق وتبني استراتجية جديدة على ضوء هذه والوصايا ، وخاصة فيما يتعلق باعادة النظر بدستور العراق وتقوية الحكومة المركزية في بغداد من كل النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية وتقليص صلاحيات ودور الاقاليم. والمعروف بان الاقليم الوحيد المقصود في العراق هو اقليم كوردستان تحت سلطة الحزبين القومييين الكرديين، اي الحزب الديمقراطي الكردستان والاتحاد الوطني الكردستاني.هذا اضافة الى اعادة البعثيين الى السلطة واعطاء دور اكثر للاحزاب الاسلامية السنية وارضاء دول الجوار خاصة ايران وسوريا واشراكهم في انهاء الوضع الماساوي في العراق حسب ادعاءاتهم.
الجدير بالذكر ان مع نشر التقرير تم تنيظم احتجاجات كثيرة على صعيد العراق خاصة من قبل الاحزاب الشيعية المشاركة في الحكم و كوردستان العراق بكل الوسائل، من اعلان مواقف بصورة بيانات او مقابلات او تنظيم احتجاجات. ان هذه المواقف الاحتجاجية صدرت من كل من جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق و مسعود البارزاني رئيس الاقليم ورئيس برلمان ورئيس حكومة كوردستان واحزاب كوردستانية اخرى. الاعلان عن هذه المواقف من الحكام في كردستان لم يكن فقط بصورة بياينات او مواقف سياسية بحتة بل وصلت الى تنيظم احتجاجات كبيرة في كوردستان والخارج وتم جمع التواقيع وارسال الرسائل الاحتجاجية الى السفارات الامريكية والبريطانية وحتى الى رئيس امريكا، جورج بوش.
ولكن هذه الاحتجاجات التي تم تنيظيمها من قبل هولاء ليست ضد كل التقرير بل على بعض البنود التي هي ضد مصالح هذه الاحزاب القومية وخاصة تقوية سلطة بغداد وتقليص صلاحيات الاقليم وتاجيل بند 140 من الدستور الذي يخص مدينة كركوك ومسالة توزيع واردات النفط.
ولكن هناك سؤالين جديين في خضم كل هذه الاوضاع التي يمر بها العراق او كوردستان العراق الا وهي هل ان استراتجية بوش وادارته كانت صحيحة خلال كل السنوات الماضية وخاصة بعد شن الحرب على العراق واقامة حكومة باسم حكومة فدرالية ديمقراطية وتعددية والتي هي في الحقيقة كارتونية ومنصبة من قبل الاحتلال؟؟!!والسؤوال الثاني هو، هل اعلان كل هذه المواقف الاحتجاجية وتنيظم الاعتراضات العملية على كل الاصعدة من قبل رئيس العراق و رئيس اقليم كوردستان والاحزاب القومية الاخرى ضد تقرير بيكر- هاملتن تنبع من زاوية مصالح جماهير كوردستان؟؟!
في الحقيقة لا يخفي على احد وحتى على الهيئة الحاكمة في امريكا والمتحالفين معها خاصة في العراق وكوردستان العراق بان الاستراتجية السياسية لبوش في العراق خلال حكمه او حتى حكم اسلافة بما فيها حكم المجرم بوش الاب، هي استراتجية الحرب والحصار الاقتصادي والاحتلال والقتل والابادة الجماعية بكل الوسائل. وتاتي كل هذا تحت يافطة الحرب على الارهاب وخاصة الارهاب الاسلامي والضربة الاستباقية واسقاط الدكتاتوريات التي لديهم الاسلحة الكيمياوية والبايولوجية والجرثومية.ولكن في الحقيقة بالعكس من هذه الادعاءات فان الاستراتيجية السياسية لبوش وكل المؤسسة الحاكمة في امريكا ليس الا حرب ودمار وتدمير البنية التحتية للمجتمع العراقي بالكامل وكل المؤسسات الاقتصادية والسياسية والمدنية وقتل جماعي وتشريد ملايين الناس.
ان وضع كوردستان العراق خلال كل هذه السنوات اي اكثر من 15 سنة ليس وضعا شاذا فحسب بل كانت الجماهير ضحية صراع وحرب الحزبيين القوميين و وارهاب الجماعات الاسلامية. ان نظرة سريعة على الوضع في كوردستان نجد انه في الحقيقة عبارة عن تشريد ملايين الناس خلال السنوات الماضية والفقر والبطالة والفساد والرشوة وخرق الحريات السياسية والمدنية. نتيجة لهذه الاوضاع الماساوية تم تنيطم العديد من الاحتجاجات الجماهيرية ضد سلطة هذين الحزبين خلال السنوات الماضية وكان اخرها سلسلة من الاعتراضات الجماهيرية قبل بعضة اشهر والتي قمعت حتى وصل الحد الى قتل واعتقال المحتجين من قبل قوات امن الحزبيين الحاكمين .كل هذه المور هي سمات اساسية لمجتمع كوردستان، اضافة الى بقاء مصير جماهير كوردستان معلقا خلال ال 15 سنة الماضية وسلب حق جماهير كوردستان في تقرير مصيرهم بانفسهم وتلاعب بمصير هذه الجماهير تحت يافطة الفدرالية. وهذه الفدرالية ليست الا وضع جماهير كوردستان مقابل جماهير العراق في نزاعات قومية وشوفينية. ان جماهير كوردستان وخلال كل هذه السنوات كان تحت مطرقة الاستراتجية السياسية لبوش واليوم وضعت الجماهير على سندان تقرير بيكر-هاملتن لكي تكون الجماهير اكثر ضحية بين هذه السياسات. وياتي تقرير بيكر_ هاملتن نتيجة فشل كل سياسات بوش في العراق والتي هي بحد ذاتها ضربة لكل سياسات التي تسمى، استراتجية الشرق الاوسط الكبير والنظام العالمي الجديد .يعتبر تقرير بيكير _ هاملتن جزء من كل هذه السياسات وهو ليس لا ينقذ امريكا وجماهير العراق من هذا المستنقع بل يعمق هذا المستنقع الى ابعد الحدود.ومن ناحية اخرى ان كل هذه السياسات من قبل امريكا بعكس ما يدعونه بانها ضد الارهاب ومن اجل القضاء على االارهاب في الحقيقة تقوي الجماعات الارهابية من بقايا البعث و ارهاب الحركات الاسلامية والجماعات الطائفية والقومية الرجعية الاخرى التابعة لدول الرجعية في المنظقة وعلى راسهم ايران وسوريا والسعودية...الخ .
ان تقرير بيكر- هاملتن لا ينقذ جماهير العراق من هذا المازق الخطير كما ان الاحتجاجات الخجولة من قبل الاحزاب القومية في كوردستان ليس دفاعا عن مصالح الجماهير. ان الاحزاب الحاكمة في كوردستان تذرف دموع التماسيح اليوم هذه ليس من اجل مصالح الجماهير بل من اجل سلتطهم القمعية و المنفصلة عن جماهير.
ان الشرط الاساسي لانقاذ الجماهير في العراق من هذا المازق التي خلق من قبل بوش وكل الهيئة الحاكمة في امريكا ومن نفوذ الجماعات الاسلامية الارهابية والبعثية هي ليست توصيات بيكر-هاملتن ولا في سياسات الاحزاب الحاكمة في العراق وكوردستان العراق والتابعة لامريكا، بل في رص صفوف الجماهيرفي منظمة جماهيرية تحررية لطرد المتحل وتهميش كل الجماعات الاسلامية والقومية والطائفية وتشكيل حكومة علمانية وغير قوميةوغير دينية في العراق.ان هذا المطلب يتمثل اليوم في افق واهداف ومهام منظمة مؤتمر حرية العراق.
فيما يتعلق بكوردستان العراق، فان الحل الوحيد هو رص صفوف الجماهير ايضا تحت شعار الحق في اجراء استفتاء جماهيري و حر على الاستقلال .وان مصلحة جماهير كوردستان والعراق هي بانفصال واقامة حكومة مستقلة علمانية في كوردستان.ان هذا المطلب وهذا الشعار ضربة قوية ليس لامريكا فقط بل حتى للاحزاب القومية الكوردية التي تتجار بمصير جماهير كوردستان لعشرات السنين. من اجل تحقيق هذا المطلب يجب البدء بحركة جماهيرية وبافق مختلف عن افق الاحزاب القومية. ان هذا المطلب كان مطلب الشيوعيين وعلى راسهم الحزب الشيوعي العمالي خلال السنوات الماضية ولكن ما تزال الجماهير لم تنتظم حوله ولذالك ما يزال يبدو انه شعارا بعيد التحقيق.لذا يجب على الجماهير وعلى راسها المنظمات اليسارية والشيوعية والراديكالية ان تلتف حول هذا المطلب وان يكون محورا للعمل المشترك اذا كانت تسعى من اجل العمل المشترك.

نهاية سنة 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط