الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إعدام صدام مناورة سياسية امريكية وصورة بشعة للانتقام الطائفي
طه معروف
2006 / 12 / 31الغاء عقوبة الاعدام
نفذ في العراق فجر السبت حكم الاعدام الصادر من الادارة الامريكية (كقرار سياسي)بحق صدام ونفذت بأيدي امراء الميليشيات المسلحة الشيعية الموالية لحكومة الاسلامية الايرانية بغية تعميق وتوسيع الصراع والانتقام الطائفي وتحويله الى ركن اساسي لقتل الجماهير .
ان عرض صور مشهد الاعدام من قبل الجلادين الملثمين من العصابات الطائفية وفي أيديهم حبل المشنقة هي بحد ذاتها جريمة لا تقل عن الجرائم التي ارتكبتها صدام في حقبة حكمه الدموي .ان هذه الايادي التي شنقت به صدام هي نفس الايادي التي تشنق يوميا عشرات الابرياء من الجماهير العراقية حتى بات سنة 2006 تعرف بالسنة ضحايا (جثث مجهول الهوية) التي تشرف عليها وزارة الداخلية المالكي بصورة مباشرة. ان اعدام صدام هي في الحقيقة رسالة امريكية ارهابية لإخضاع البشرية بهذه الاساليب الهمجية اولا والطريقة المثلى لدولة التي يدعي للعالم الحر، لترهيب مخالفها بهذه الطريقة البربرية .عكس ما يدعي بوش حول عقوبة الاعدام على صدام بانه" نقطة تحول في المسيرة الديمقراطية المزعومة" ،فأن ممارسة واحياء عقوبة الاعدام من قبل الميليشيات المسلحة هي العودة الى عهود البربرية في قمع وترويع الجماهير.ان عقوبة الاعدام هي جريمة وهي نفس اساليب التي اشتهرت بها النظام البعثي القومي السابق والذي تمارس الآن بأكثر الطرق الوحشية من قبل عصابات المالكي ومقتدى صدر وحكيم .
ومن جانب آخر فان اعدام صدام هو اهانة لضحايا آلاف من المعارضين السياسيين للنظام( بغض النظر عن الهوية الطائفية والقومية) ولعملية الابادة الجماعية لجماهير الكرد في كردستان كما انه تشجيع للنظم الاستبدادية بارتكاب الجرائم بحق الجماهير وإلا لماذا تركزت جرائم صدام ونظامه على مدى 35 سنة على مسألة طائفية بحتة وفي ظل المحكمة الصورية في منطقة الخضراء .
ان حرب امريكا على العراق وفرض حصاره الجائر وفتح ايدي الميليشيات الارهابية الطائفية هي كلها الجرائم ضد الانسانية يستحق جلاديها المثول امام المحاكم الدولية وان هؤلاء مثل صدام متهمين بجرائم مروعة التي سببت في خلق اكبر كارثة للجماهير العراقية وان ضحايا السياسة والحرب الامريكية في العراق لا يقل عن ضحايا جرائم صدام طوال حكمه الدموي في العراق ان لم يكن اكثر منها.
ان الحديث عن المحكمة او العدالة في ظل الاحتلال والحرب الارهابية وحكم الميليشيات الطائفية والعرقية هي خدعة امريكية اخرى لتغطية على فشلها المحتوم في العراق وان ورقة اعدام صدام هي من بين اهم الاوراق لدى قوى الاحتلال التي اختارت لإيجاد سبيل للخروج من العراق بعد ان تم تحويله الى موطن للميليشيات المسلحة وانجاز مهمة تدمير العراق ووضع الجماهير امام رحمة بنادق وسيوف الميليشيات الارهابية سواء كانوا من الكتل الشيعة الايرانية او السنية .
ان اعدام صدام هي صورة مشوهة عن العدالة وتحريض على الانتقام والارهاب ودفاع بعض من رؤساء الدول الغربية او دول مايسمونه "بعالم الحر"هو وصمة عار في جبين هذه الحكومات التي يغمضون عيونهم على مآسي والويلات التي سببتها امراء وجنرالات الحرب في امريكا بالعراق .
30-12-2006
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف محمد سلهب يفتتح مطبخاً في زحلة لمساعدة أهالي المنطقة
.. أفيخاي أدرعي يحذر سكان جنوب لبنان النازحين من العودة إلى بيو
.. تفاقم أزمة النازحين في بيروت وسط جهود حكومية للاستجابة
.. تنديد دولي بعد إطلاق إسرائيل النار على بعثة الأمم المتحدة في
.. سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة تنتقد سياسة إسرائيل في غزة