الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبرالية مستنقع ما بعد الحداثة

بارباروسا آكيم

2024 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد الانهيار القيمي و المعرفي و الأخلاقي الذي تسبب به مستنقع ما بعد الحداثة أي فوضى التيارات الليبرالية المتطرفة في الغرب و التي بدأت تحاول ليس فقط التشكيك
بالثوابت الأجتماعية بل حتى التشكيك بالثوابت العلمية التي لا يختلف حولها اي طفل في المرحلة الإبتدائية ..
بدأت تتحول شيئا فشيئا الى نوع من الأناركية الفوضوية العدمية

هذه المرحلة التي وصلت اليها العقلية الغربية و التي  بشر بنتائجها فريدريش نيتشة عن مخاطر مفهوم المساواة

لكن ماكان ملفت للإهتمام حقا هو هجوم جراوي الليبرالية على ريتشارد دوكنز !
حيث إتهموه بأنه عدو للجراوي ! لمجرد أن الرجل قال بأن الجنس البشري يتألف من جنسين لا غير وهو الذكر و الأنثى !
و الحقيقة إخواني فأنا لست معنيا بدوكنز أو بغيره و لست هنا بصدد الدفاع عنه

ولكن صدقا اود ان اطرح سؤالا ..

وهل هناك جنس آخر بنظر إخوتنا الليبراليين ؟!
يقول هؤلاء نعم !
فحسب الباحثة العظيمة Judith Butler يجب أن يكون هناك تعريفات جديدة للأجناس البشرية بناءا على الرغبة الجندرية ! و التي تطالب اليوم بتعريف جديد للنسوية بالنظر ايضا الى المتحولين جنسيا !

الحقيقة أَعزائي إن أحد اسباب هزيمة الديموقراطيين هذه الهزيمة الشنعاء هو إستغراقهم في الدفاع عن قضايا بعيدة تماما عن إهتمام او احتياجات المجتمع و هو ماتستطيع ان تسميه مستنقع ما بعد الحداثة
هذا المستنقع الذي انتج اوباما و بايدن و هاريس

فحينما تصبح النسوية بالنسبة لهؤلاء هو حق تحول المرأة الى رجل و الرجل الى إمرأة ، فأنت ببساطة قد حولت هذا الكائن الجديد الى مسخ لاهو رجل و لاهو إمرأة !
لأنه سيكون كائن غير قادر على الإنجاب و غير قادر على عيش حياته بدون أخذ اطنان من الهرمونات و الذين غالبا يموتون في اعمار صغيرة أو ينتحرون ..

وهذا السبب بالذات هو مادعى شخص مثل الملياردير ايلون ماسك الى أن يغير موقفه مائة و ثمانون درجة لأنه عايش بنفسه ماذا يعني مستنقع ما بعد الحداثة.

فلابد إنكم لا تزالون تتذكرون ذلك الجدل الصاخب في الكونغرس الذي اثاره اناركية التيارات الليبرالية العام الماضي

بتاريخ ٢٠ ابريل ٢٠٢٣ ناقش مجلس النواب الأمريكي قانون حماية النساء و الفتيات وسط صخب حضور الرياضيات المتحولات جنسيا و ما رافقه من ضجة إعلامية واسعة النطاق .
وقد إختتمت الجلسة بإقرار القانون .
حيث صوت كل أعضاء الحزب الجمهوري لصالح هذا القانون بينما صوت ضده كل الديموقراطيون .
لكن وسط ذلك الصخب و الضجيج كانت هناك بعض المفارقات المضحكة .

حينها طرح النائب رالف نورمان سؤالا على النائب مارك تاكانو بالشكل التالي :

إذا عَرَّفَ مايك تايسون نفسه كإمرأة ، فهل يمكنه منازلة النساء في الحلبة ؟
فرد تاكانو : بإختصار نعم !!

و حينها تحول تاكانو الى موضوع للسخرية على وسائل التواصل الإجتماعي لمدة طويلة من الزمن ..

و كانت هذه المناقشة ترفق دائما بمقطع فيديو كوميدي لتايسون وهو يلاكم إمرأة تدعى سيندي

https://youtube.com/shorts/sq0Jo8hKWtQ?si=qKXufxd6dM8SjIXl

● رالف نورمان هو سياسي من الحزب الجمهوري

● مارك تاكانو هو سياسي من الحزب الديموقراطي

___________________________________________________________

● الجراوي : هو مصطلح يستخدمه الإخوة العراقيين للإشارة الى المتحولين جنسيا الذين يحبون القوم الزط

● بتاريخ ١ فبراير غرد ريتشارد دوكنز على منصة X

The way the non-binary faithful obsess about intersexes, and about individuals who can’t produce gametes, amounts to a pathetic clutching at straws while they drown in postmodern effluent. Yes, some fish change from sperm-producing male to egg-producing female (or vice versa). That very statement relies on the gametic definition of male & female. Ditto hermaphroditic worms & snails who can produce both male & female gametes. In any case, the existence of intersexes is irrelevant to transexualist claims, since trans people don’t claim to be intersexes. Also, as if it matters, humans are not worms, snails,´-or-fish. The rare tetra-amelia syndrome (babies born without limbs) does not negate the statement that Homo sapiens is a bipedal species. The rare four-winged bithorax mutation does not negate the statement that Drosophila is a Dipteran (two winged) fly. Similarly, the occasional individual who can’t produce gametes doesn’t negate the generalisation that mammals come in only two sexes, male and female, defined by games size. Sex is binary as a matter of biological fact. "Gender" is a different matter and I leave that to others to define.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حول الموضوع
بارباروسا آكيم ( 2024 / 11 / 17 - 14:14 )
ايلون ماسك يتحدث الى جوردان بيترسون

https://youtu.be/x0uiD362T48?si=xY515o2zpmfpbx4A


2 - الحداثة ام مابعد الحداثة
منير كريم ( 2024 / 11 / 17 - 23:21 )
الاستاذ المحترم بارباروسا اكيم
اظن في المقال خلط بين الحداثة ومابعد الحداثة
الحداثة جوهرها الفكر الحر اي الليبرالية وهي ما تسود في البلدان الغربية الديمقراطية الان
اما مابعد الحداثة فهي التراجع عن الليبرالية نحو القيم الدينية والمحافضة
شكرا لك


3 - ملاحظة ختامية
بارباروسا آكيم ( 2024 / 11 / 18 - 01:18 )
ملاحظة هامة نسيت أَن اذكرها في المقال
وهو إنني لا أحب نيتشة و أعتبره ليس اكثر من تمثيل فج للسوداوية
مع التقدير


4 - الأخ منير كريم المحترم
بارباروسا آكيم ( 2024 / 11 / 18 - 08:33 )
كلا أخي العزيز
Postmodernism is a term used to refer to a variety of artistic, cultural, and philosophical movements that claim to mark a break from modernism. They have in common the conviction that it is no longer possible to rely upon previous ways of depicting the world. Still, there is disagreement among experts about its more precise meaning even within narrow contexts.

الحداثة هي
Modernism
بعد الحداثة هي
Postmodernism
و معنى كلمة
Post
باللغة اللاتينية هو بعد
وهي حركة قائمة على التشكيك بكل المسلمات الكبرى و الثوابت و الروح الجمالية التي أنتجتها عصر الحداثة
مع التقدير


5 - البطرانين من الشبع بالحريات
د. لبيب سلطان ( 2024 / 11 / 18 - 11:12 )
استاذ بابروسا
في ثمانينات القرن الماضي دخل الدفاع عن المثليين معتركا اجتماعيا كونهم اعضاء اقلية في المجتمع ويجب ان يقر لهم عدم اخفاء هويتهم ضمن حقوقهم الطبيعية كباقي افراد المجتمع وكان الليبراليون قد تبنوا هذه المعركة من باب ان من يعترف بحقوق المثليين سيعترف بحقوق وهوية اللاتين والافارقة واقرار حقوق المرأة لخ .باعتبار ان جميعهم اقليات ويجب تحريم وتجريم ثقافة التمييز ..نجح هذا النهج في كسب اصوات الجمهور وتقبل المثليين ونظر اليهم بعطف من هذا الباب..ولكن الاخيرين وسطحيي الليبراليين جعلوها مذهبا وليس موقفا.. تضامنيا مع اقليية ..اصبحوا يطالبون بالزواج والتبني ..كما ترى سلوكهم في الشارع يلعب النفس كما نقول بالعراقي..في دار سينما مع ابني جلس اثنان منهم يتبادلون القبل..وطلب ابني ذو عمر 10 سنوات منهم ان يذهبوا للتواليت والحمد لله قالها ابني والا اتهمت بالتمييز واحتقار المثليين رغم اني فعلا مع ضرورة احترام ذاتهم الخاصة ولكن كل مازاد عن حده انقلب ضده..نفس الامر مع حركة الفيمينست النسوية..اليوم تبث ثقافة كره الرجال وتعود التخلي عنهم ..بل اخرها طلبوا مضاعفة الضريبة على الرجال ،مختصرا صارت تعنفص


6 - الأستاذ لبيب سلطان
بارباروسا آكيم ( 2024 / 11 / 18 - 13:31 )
و الله أخي د. لبيب سلطان أحيانا كنت أفكر ..
كيف أشخاص مثل هؤلاء سيصلون الى البيت الأبيض و يحكمون أكبر دولة في العالم و يحملون معهم الحقيبة النووية ؟
كيف مثل هؤلاء الفوضويين سيقررون مصير العالم ؟

تخيل بأن هذا العجوز الخرف المدعو بايدن الذي هو رئيس اقوى دولة في العالم يناقش مسألة حق الأطفال بإقرار حقوقهم الجندرية ؟!
أطفال !!
مع العلم إنه كل الأبحاث العلمية واطباء الأعصاب تقول بأن الإنسان يكتمل نمو دماغه في سن ٢-;-٠-;- الى ٢-;-٢-;- سنة مما يعني إنه يجب رفع سن البلوغ من ١-;-٨-;- الى ٢-;-٠-;- او حتى ٢-;-٢-;- سنة

أما هذا العجوز الذي هو نفسه بحاجة لمن يرعاه يريد من الأطفال أن يقدروا و يقرروا مصيرهم !!

تخيل بأن هذا الخرف كان يحمل معه الحقيبة النووية و يتجول بها طوال الوقت و لم يتسبب بكارثة ؟

مصيبة و الله الحال البائس الذي وصلت اليه أمريكا مع شلة اوباما

مع محبتي و تقديري


7 - بين العقلانية واللاعقلانية
منير كريم ( 2024 / 11 / 18 - 20:10 )
شكرا استاذ بارباروسا اكيم على ردك
والذي لايختلف عما في تعليقي
للتركيز
الحداثة نتاج العقلانية ومابعد الحداثة هي ارتداد نحو اللاعقلانية في محاولة لاستعادة ماقبل الحداثة
واذا استقصيت التيارات الفكرية للشعبوية والدينية والاسلامية المشذبة تجد انها وجدت ضالتها في
مصطلح مابعد الحداثة
مابعد الحداثة لاتعني اكثر حداثة من الحداثة المفهومان متناقضان
شكرا


8 - ‏ترامب يشكل خطرا حقيقيا
د. لبيب سلطان ( 2024 / 11 / 19 - 02:50 )
الاخ باربرورسا
رغم ان بايدن هرم ولكنه رجل مؤسسات ويحترمها ولا يحدث انقسامات في المجتمع الاميركي عكسه تماما ترامب فهو يثير الانقسامات العرقية ولا لحد يستطيع التنبؤ بما يفعله ولا يحترم المؤسسات وخذ دليلين عنها الاول ما افصح عنه رئيس الاركان الاميركي انه اتصل بنظيره الصيني عام 2019 ليطمأنه ان لاتوجد استعدادات نووية ضد الصين ..كما وصرح للاعلام ان الحقيبة النووية اذ هي مع ترامب ولكن القرار سيقيم من المؤسسةالعسكرية ( ويعني ذلك لفقدانها الثقة بترامب وقراراته) وتم علنا الكشف مؤخرا وبعد فوز ترامب ان اجتماعا لكبار العسكريين قد عقد في البنتاغون لمناقشة استراتيجية المؤسسة تجاه قرارات قد لا تتماشى وسياسات المؤسسة وترامب نفسه اعلن انهلاسيقلم اظافرهم) وقد رشح وزيرا للدفاع من اغلامه المطيعين صدره ويده ملطخة بالتاتو ومتهم باعتداء جنس اهانة للمؤسسة فترامب كأي ديكتاتور يهمه الولاء الشخصي وليس الكفاءة وسنشهد صراعا داخليا كبيرا في اميركا بينه وبين اعلامها ومؤسساتها كما خلال حكمه الاول..واوربا كذلك تحسب حسابها من اميركا زمن ترامب العوبة بيد رجال اعمال طارئين من اليمين المتطرف ..لاشيئ يوحي بالثقة


9 - الأخ منير كريم المحترم
بارباروسا آكيم ( 2024 / 11 / 19 - 06:57 )
شكرا عزيزي منير كريم على التعليق
مع كامل مودتي و إحترامي


10 - الأستاذ لبيب سلطان
بارباروسا آكيم ( 2024 / 11 / 19 - 07:13 )
أخي العزيز لبيب سلطان

أنا لست لا من مؤيدي ترامب و لا من محبيه
و لكن على صعيد عقد الصفقات فالرجل يجيد عقد الصفقات

و بالنسبة للمؤسسات فسواء إحترم ترمب هذه المؤسسات أو لم يحترمها
فهذه المؤسسات هي من جرجرت ترمب طوال العامين الماضيين في اروقة المحاكم و هو يستحق ذلك

و لكن للأمانة فأن بعض الأمور و بعد مراجعة طويلة.. فيها تهويل فيما يخص بأن الرجل له ميول عنصرية
او إنه يكره النساء الذكيات

و لكن بطبيعة الحال هذا هو الموجود
و البدائل الأخرى ليست افضل حالا من ترمب
و كما قلت سابقا إن الوضع العام يتطلب هذا النوع من الرؤساء


تحياتي و تقديري

اخر الافلام

.. -جنين شقيقة الروح-.. ما الرسائل التي أراد الناطق باسم كتائب


.. 32-At-Tawbah




.. 32-At-Tawbah


.. عظة الأحد - القس بافلي موريس: المسيح كان جاي عشان يحل مشكلة




.. 31-At-Tawbah