الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الله ماركة مسجلة للأديان
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
2024 / 11 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قام رجال الأديان خلال الأزمنة البدائية وحتى اليوم بتسجيل كلمة الله بأعتبارها تعنى كل شئ ومن يخرج عليها يكون الجحيم نصيبه، وأذعن وخنع ضعفاء النفوس لعقوبات رجال الدين وتحريماتهم وفرضوا على أنفسهم الطاعة العمياء لرجال بشر مثلهم، هذه الطاعة العمياء التى خلقها رجال الدين لكلمة الله أصبحت مصدر الجرائم والأفعال المآساوية فى حياة المجتمعات البشرية، جرائم الشر الكامن فى نفوس المؤمنين بالأديان وتعاليمها جلبت الموت والخراب على شعوب بأكملها ولم يكتفوا بذلك الشر الذى يتوالد عنه شر مقابل ولا نهاية له فى كلا الجانبين!!
إننا بشر نخطئ ونصيب هذه طبيعة بشرية واقعية ومنطقية لكن أفعال الشر هى ما أصطلح رجال الدين والمؤمنين على تسميته بأنها عقائد وتعاليم ماركة مسجلة مصدرها الله، وهذا هو السبب فى أستمرار جميع المؤمنين بالأديان وبماركتها المسجلة فى أرتكاب جرائم الشر وكوارثها البشرية بدماء باردة منزوعة الضمير وخالية من الإنسانية، لأن الله وراءها كما يعتقدون وأنه يتحتم عليهم ممارسة الشر حتى ينالوا رضى الله عليهم ويغدق عليهم بالهبات التى لا وجود لها إلا فى مخيالهم الدينى!!
أفعل ما تريد من جرائم وفساد أخلاق لأن التعاليم الصحيحة التى تم توثيقها ماركة مسجلة بأسم الله تبيح لك ذلك متى آمنت وأعتقدت به، لا تفكر فى خطأ وصحة ما تفعل لأن الله يفكر مكانك ويعلم أفضل منك ما هو خير الأفعال والأخلاق لك ولكل مؤمن به، إنه يراك من السماء فلا تهرب منه وأفعل ما يريده منك فعله من جرائم شنعاء وسيعطيك المكافأة الغنية وأنت ميت لا حياة فيك، المهم أن توافق إلهك على كل ما تركه لك الأجداد من وصايا وتعاليم كتبوها ثم سجلوها ماركة مسجلة على أسم الله إله الأديان!!
أصبحت كلمة الله هى صك الغفران الوحيد الذى بدونه لن ترى عينيك الراحة ولا جسدك السعادة والمحبة ولا السلام، كلف المؤمنين أنفسهم بتوكيل مجانى من رجال دينهم وإلههم بأن يقلبوا حياة غير المؤمنين إلى بؤس وتعاسة وشقاء وهذيان يومى لأنهم أعداء الإله وتابعيه، هكذا أتفق الجميع بدون تفكير لأن الإله سلب منهم العقل لأنهم غير قادرين على أستعماله، فالإله هو الواحد الوحيد العالم العليم القدير الخبير، آمن حتى تخلص حياتك ويخلص أهل بيتك وتنجو بنفسك وتكتب أسمك فى قائمة جماعة الله الماركة المسجلة الوحيدة!!
ما الفرق بين السومريين والبابليين والفراعنة والهكسوس والعرب والتتار والمغول وهتلر وستالين ولينين وموسولينى وترامب ونيتنياهو وغيرهم من شعوب وقادة وبين كلمة الله التى أخترعها أجدادنا السابقون؟ أليس الجميع أرتكبوا فى الماضى ويرتكبوا فى الحاضر المجازر والفظائع سواء بأسم أنفسهم أو بأسم الله؟؟
هل ننسى ما أرتكبته آلهة الأديان على أيدى رسلها وأنبياءها من سفك دماء غير المؤمنين بهم منذ نوح وحتى اليوم؟؟ الجميع يمتلكون كتبهم التى يقدسونها والتى مسجل فيها كل جرائم الإله أو الآلهة ولا يستحى مؤمن من جرائم إلهه بل يفتخر بها، إنها نفس المشاعر والأحاسيس التى شعر بها فى الماضى والحاضر كل بشر آمن بتعاليم زعيمه وقائده وأنطلق ينفذ الأوامر بنشر الخراب والهلاك وسفك الدماء، ما الفرق بين ما فعله إله اليهود فى الماضى مع ما فعله البشر ويفعلونه حتى اليوم؟ إنه الشر الماركة المسجلة التى تارة ننسبها إلى الإله وتارة ننسبها إلى زعماء البشر والجذور هى واحدة لأننا ورثناها من البشر وقمنا بتصنيفها وفق أهواءنا ورغباتنا إلى أديان غيبية أى وهمية لا دليل على وجودها!!
إنه غباء الأفعال الشريرة التى نمارسها ونعتقد بصوابها لأننها نحن الشعب الوحيد أو الدين الوحيد الذى كل معتقداته صحيحة، إنه غباء الشر والبشر الذين يمارسونه عن جهل تحت وصاية الإله أو تحت وصاية رجال الأديان الإلهية، هذا مؤمن وذاك غير مؤمن هذه أمرأة صالحة وتلك أمرأة شريرة، هذا حلال وذاك حرام ... كلها أفعال بشرية قام البشر أنفسهم وفقاً لأنتماءاتهم الروحية والدينية بتحجيم سلوكيات البشر ومن يطيعها أو يخرج عليها له الثواب أو العقاب، والدنيا مستمرة على نفس الأفكار البدائية الموروثة وهناك من توقف وفكر فيها ورفضها وترك حياته تنطلق من حبسها وسجنها الدينى، وهناك من رفض التنازل عن أفكاره الموروثة وتمسك بها وكل قطيع يعطى نفسه الحق فى أنه أفضل مخلوقات الأرض، فهل فهمنا شيئاً من تاريخنا وحاضرنا وكيف سيكون عليه مستقبلنا؟؟
أتمنى لكم ذلك!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي