الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..(32)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2024 / 11 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تدور حول أهمية الحيادية في البحث العلمي
----------------------------------------
تنبع أهمية الحيادية في البحث العلمي - في تقديري - من ضرورة الحاجة إلى نتائج موضوعية وغير متحيزة ، يمكن الوثوق بها ، واستخدامها كأساس متين لتطوير المعرفة ، وتحقيق تقدم حقيقي في مختلف المجالات.
نعم ، ودون اي شك لدي ، الأديان المتوارثة والمعتقدات الغيبية هي جزء من الثقافات والمجتمعات البشرية، و لكن مسار البحث العلمي شيء مختلف تماماً ، حيث يجب أن يكون مبنياً - كما نعلم - على أدلة تجريبية ومنطقية، بعيداً عن التأثيرات الشخصية والتفاسير العاطفية والخيالات الدينية، وذلك لضمان صحة النتائج ودقتها.
ولأن تحقيق الحيادية يتطلب - بالضرورة - التزام الباحثين باتباع منهجيات علمية وقواعد عقلية تجريبية صارمة، والتأكد من أن التجارب والأبحاث تجرى بشفافية ونزاهة، ومراجعتها من قبل جهات مستقلة عن موضوع وغايات البحث أحياناً .
في تقديري ، لقد بدأ الفهم الفيزيائي الموضوعي البحت خلال عصر التنوير ، حين ابتعد العلماء والفلاسفة حينذاك عن سيطرة المؤسسات الدينية شيئاً فشيئاً .
إلى أن تعزّزت - رويدا رويداً - في ميادين العلم ، فكرة وجود عالم مادي منفصل عن تخرصات العقل الموروث، او مجاهل الخيال المتراكم وأحكام انفعالات النفس ، جراء الجهل والخوف . الأمر الذي سمح للعلماء الأفذاذ - ومازال - بالعمل دون رقابة أو سيطرة أو ضغط غيبي أو اضطهاد مسبق بالوعيد فيما إذا أفضت نتائج العلم الى غير ما يؤمن به الناس .
لاحقًا، مع تقدم الاكتشافات وتلقي الوعي البشري لصفعات الحداثة ، تغير غرض المادية، لتصبح عزاءاً مبالغ فيه لأولئك المؤمنين بالعلم فقط ، ولنقل أداة تخفف من مخاوف الحياة الآخرة والمسؤوليات الأخلاقية المرتبطة بالدين وأوهامه الصلبة .
مما لاشك فيه ، فإن الموضوعية والنزاهة أو الحيادية في البحث العلمي تعزز من:
- المصداقية : عندما يكون البحث مستقلاً وغير متأثر بأي معتقدات شخصية أو دينية، يثق الآخرون بنتائجه بشكل أكبر.
- التطور المعرفي : يسمح الابتعاد عن التحامل الشخصي بتحقيق اكتشافات جديدة يمكن أن تتحدى المفاهيم الراسخة وتفتح آفاقاً جديدة للبحث.
- الشمولية : يتيح التعامل مع الحقائق والبيانات بعيداً عن التحامل الوصول إلى نتائج يمكن أن تنطبق بشكل أوسع على مختلف الثقافات والمجتمعات.
قصارى القول :
إن الحيادية والموضوعية في البحث العلمي هما أمران جوهريان لضمان تقدمه ونزاهته. والسبب في ضرورة الحيادية هو أنّ النتائج يمكن لها أن تتأثر بالمعتقدات الشخصية أو التحيزات المختلفة للفرد ، مما سيؤدي غالباً إلى تحريف الحقائق المكتشفة أو تزييف المعلومات الجديدة . وكذلك من دون الموضوعية، قد يفقد العلم مصداقيته ككل ، ويتم تعطيل قدرته على تطوير معارف جديدة موثوقة لاحقاً .
ولهذا اقول جازماً : لا يمكن للعلم أن يتقدم بمجمتع ما ، في ظل وجود أي نوع من أنواع التحيزات الإعتقادية المعيقة او الإيمانية المتسلطة .
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش السوداني يدخل مجمع الرواد جنوبي الخرطوم


.. رضوان الأخرس: ترمب يريد منجزا سياسيا يقدمه للجمهور الأمريكي




.. خارج الصندوق | تقرير يكشف تقارب إيراني مع -قسد-


.. لحظة استهداف منزل عائلة الدرة بمخيم البريج في قطاع غزة




.. العاشرة | وزير الداخلية العراقي للعربية: نسيطر على الحدود مع