الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خرافات المتأسلمين 69 -خرافة مال ابي بكر
زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي
(Zuhair Al-maliki)
2024 / 11 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الاحاديث والقصص التي يعمل (المتأسلمين ) على نشرها وترديدها قصة واحاديث مال ابي بكر ابن ابي قحافة وكيف كان لهذا المال دور محوري في نشر الإسلام في مرحلته الأولى وقد ترددت الاحاديث عن مال ابي بكر في كتب الاحاديث الستة التي يعتبرها (المتاسلمين ) المصدر الأساسي لما يطلقون عليه (السنة النبوية ) . حتى جعلوا من ابي بكر منفقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وادعوا ان الرسول قال "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر"، وكان مشفقا عليه وناصرا له. وادعوا ان ابي بكر قام بعتق بلال بن رباح والعديد من العبيد الذين زعموا أنه قام بعتقهم وتحريرهم من العبودية وهم ست رقاب، منهم بلال وعامر بن فهيرة، وزنيرة النهدية، وابنتها وجارية كان يعذبها عمر بن الخطاب فابتاعها منه، وأعتقها، واعتق أبا عيسى. وسوف نرجع اليوم الى كتب من يسمون انفسهم ( اهل السنة والجماعة) للننظر مدى صحة هذه الروايات والاحاديث وهل بالفعل كان ابن ابي قحافة يمتلك مالا قبل الإسلام وانفقه في سبيل الإسلام بحيث اصبح من الموارد التي استخدمت للدعوة ام انها من الأكاذيب التي تمت صناعتها لأغراض سياسية بعيدة عن الدين ؟
في البداية نرجع الى اصل ابي بكر ابن ابي قحافة لنعرف هل كان من عائلة غنية ذات مال او ذات مكانة مرموقة تساعده على تكوين ثروة ؟ من المعروف ان ابي بكر ابن ابي قحافة يرجع الى تيم من قريش ولمعرفة مكانة تيم في قريش يكفي ان تعرف ان نوفل ابن خويلد وهو من بني اسد قد شد وثاق ابي بكر وطلحة وهما سيدا تيم وعذبهما ولم تجروء تيم على حمايتهما يقول صاحب المستدرك على الصحيحين في الجزء الثالث الصفحة 416 "فَلَمَّا أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ وَطَلْحَةُ أَخَذَهُمَا نَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ الْعَدَوِيَّةِ فَشَدَّهُمَا فِي حَبَلٍ وَاحِدٍ وَلَمْ يَمْنَعْهُمَا بَنُو تَيْمٍ، وَكَانَ نَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ يُدْعَى أَشَدَّ قُرَيْشٍ، فَلِذَلِكَ سُمَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَطَلْحَةُ: الْقَرِينَيْنِ " (الحاكم النيسابوري ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين ، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1411 – 1990 ؟، الجزء الثالث الصفحة 416 ) ونفس الحادثة في مسند أحمد،الجزء الثالث الصفحة 84 "كان يُقال:لطلحة وأبي بكر قرينان أخذهما نوفل بن خويلد لمَّا أسلما ووضعهما في حبل" . وفي دلائل النبوة للبيهقي،السفر الثاني،صفحة 166 "،فلمَّا أسلما أبوبكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد وشدَّهما في حبل،ولم يمنعهما بنو تَيم وسُمِّيَ أسد قريش" وجاء في البداية والنهاية لابن كثير الدمشقيالجزء الثاني الصفحة 271 "فلمَّا أسلم أبو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد وكان يُدعى أسد قريش فشدَّهما في حبل واحد فلم يمنعها بنو تيم،ولذلك سُمِّيَ أبوبكر وطلحة قرينان" .
وتكفي كلمات أبو سفيان ابن حرب بعد ان سمع أن أبابكر صار الخليفة وصاحب الامر قال (ما بال هذا الأمر في أقل قريشٍ قلة وأذلها ذلةً؟) كما ورد في كتاب الحاكم النيسابوري المعنون المستدرك على الصحيحين . كما يروي عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ان أبا سفيان قال لعلي بن أبي طالب (غلبكم على هذا الأمر أذل أهل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلا ورجالا) .ويروي الطبري في تاريخ الرسل والملوك ، تأليف أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري (224 - 310 هـ) ، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم [ت 1401 هـ] ، الناشر: دار المعارف بمصرالطبعة: الثانية 1387 هـ - 1967 م ، الجزء الثالث الصفحة 209 "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك- يعنى ابن مغول- عن ابن الحر، قَالَ: قَالَ أَبُو سُفْيَانَ لِعَلِيٍّ: مَا بَالُ هَذَا الأَمْرِ فِي أَقَلِّ حَيٍّ مِنْ قُرَيْشٍ! وَاللَّهِ لَئِنْ شِئْتَ لأَمْلأَنَّهَا عَلَيْهِ خَيْلا وَرِجَالا " . وكذلك قال الطبري في نفس المصدر " حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: لما استخلف أبو بكر قال ابو سفيان: ما لنا ولأبي فصيل، إنما هي بنو عبد مناف " . ولمعرفة منزلة تيم بين العرب يكفي ان نقراء قصيدة عمير بن الاهلب الضبي احد انصار عائشة بنت ابي بكر بعد معركة الجمل التي أوردها ( علي بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري عز الدين أبو الحسن ) في كتابه المعنون (الكامل في التاريخ ) الجزء الثالث الصفحة 139 بتحقيق (أبو الفداء عبد الله القاضي) منشورات دار الكتب العلمية، سنة 1407 – 1987 التي يقول فيها مايلي:
لقد أوردتنا حومة الموت أمنا فلم تنصرف إلا ونحن رواءُ
لقد كان في نصر ابن ضبة أمه وشيعتها مندوحة وغناء
أطعنا قريش ضلة من حلومنا ونصرتنا أهل الحجاز عناء
أطعنا بني تيم بن مرة شقوةً وهل تيم إلا أعبدٌ وإماءُ
يروي البلاذري في كتابه جمل من أنساب الأشراف ، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري (ت 279 هـ) ، حققه وقدم له: سهيل زكار - رياض زركلي ، الناشر: دار الفكر – بيروت ، الطبعة: الأولى، 1417 هـ - 1996 م ، الجزء الثالث الصفحة 60 " المدائني عن أبي خيران الحماني، عن عوف الأعرابي: عن أبي رجاء العطاردي قال: رأيت رجلا مصطلم الأذن فقلت له: أخلقة أم حادث؟ قال: بل حادث، بينا أنا يوم الجمل أجول في القتلى إذ مررت برجل فيهم صريع وهو ينشد:
لقد أوردتنا حومة الموت أمنّا … فما صدرت إلا ونحن رواء
أطعنا قريشا ضلة من حلومنا … ونصرتنا أهل الحجاز عناء
لقد كان عن نصر ابن ضبّة أمّه … وشيعتها مندوحة ومباء
أطعنا بني تيم بن مرة شقوة … وما التيم إلا أعبد وإماء
فقلت: من أنت؟ قال: أدن مني أخبرك. فدنوت منه فأزمّ أذني فقطعها وقال: إذا أتيت أمك فأخبرها أن عمير بن الأهلب فعل هذا بك. ومات" . وهي نفس الرواية التي ذكرها الطبري في تاريخه تاريخ الرسل والملوك ، تأليف أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري (224 - 310 هـ) ، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم [ت 1401 هـ] ، الناشر: دار المعارف بمصر
الطبعة: الثانية 1387 هـ - 1967 م ، الجزء الرابع الصفحة 524 . وروى المسعودي في كتابه مروج الذهب ، أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي ، المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد ، الناشر: دار الفكر للنشر والتوزيع ، تاريخ الاصدار: 1393هـ / 1973م الجزء الثاني الصفحة 479 "عن المدائني : انه رأى بالبصرة رجلاً مصطلم الأذن (اي مقطوع الاذن) فسأله عن قصته، فذكر أنه خرج يوم الجمل ينظر إلى القتلى ، فنظر إلى رجل منهم يخفض رأسه ويرفعه وهو يقول :
لقد أوردتنا حومة الموتِ أًمّنا ** فلم تنصرف إلا ونحنُ رواء
اطعنا بني تيم لشقوةِ جـــــدّنا ** وماتيــم إلا أعبـــدٌ وإمـــاءَ
فقلت : سبحان الله ! اتقول هذا عند الموت ! قل : لا إله إلا الله ، فقال : يا أبن اللّخناء ! إياي تأمر بالجزع عند الموت ! فولّيت عنه متعجباً منه ، فصاح بي : ادنَ مني ولقّني الشهادة . فصرتَ إليه ، فلمّا قربتَ منه إستدناني ، ثم التقم أذني فذهب بها ! فجعلت ألعنه وأعدوا عليه ، فقال : إذا صرتَ إلى أمّك فقالت : من فعل هذا بك ؟ فقل : عمير بن الأهلب الضبّي ، مخدوع المرأة التي أرادت ان تكون أميرة المؤمنين " . ونفس الرواية أوردها ( علي بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري عز الدين أبو الحسن ) في كتابه المعنون (الكامل في التاريخ ) الجزء الثالث الصفحة 139 بتحقيق (أبو الفداء عبد الله القاضي) منشورات دار الكتب العلمية، سنة 1407 – 1987.
اما بالنسبة لوالد أبو بكر هو (عثمان أبوقحافة) كان عمله طرد الذباب عن مائدة سيده عبد الله بن جدعان والذي كان عمله كما يذكر ابي محمد عبد الله بن مسلم المعروف بابن قتيبة الدينوري في كتابه المعنون (المعارف ) تحقيق الدكتور ثروت عكاشة منشورات دار المعارف الطبعة الرابعة في باب صناعات الاشراف الصفحة 576 نخاسا له جوار يعملن في الدعارة وكان يبيع اولادهن وكانت قريش تُعير الخليفة الاول بذلك لدناءة عمل أبيه فيروي علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكرفي كتابه المعنون ( تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها) الجزء 66 ص 327 تحقيق محب الدين ابي سعيد عمر ابن غرامة العمروي منشورات دار الفكر للطباعه والنشر والتوزيع بيروت لبنان ( بعث أبو طالب الى رسول الله فقال : أطعمني من عنب جنتك وأبوبكر جالس, فقال أبوبكر : الله حرمها على الكافرين فقال أبوطالب : ( فلأبي قحافة آكل الذبان تدخرها) .
إن ضآلة بيت الخليفة تبدو جلية في هذه النتف فأبيه لم يكن سوى ساقياً للخمر نادلا لسيده عبد الله بن جدعان , صاحب اكبر دار للدعارة في مكة فقد " كان عبد الله بن جدعان نخاسا يبيع الجواري " . قال الدينوري في كتاب المعارف الجزء الأول الصفحة 576 "وكان عبد الله بن جدعان نخّاسا له، جوار يساعين ، ويبيع أولادهن" (أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ)، المعارف ، تحقيق: ثروت عكاشة ،الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، الطبعة: الثانية، 1992 م ، الجزء الأول ، الصفحة 576 ) فكيف بالذي أبوه كذلك يكون صاحب جاه ومال
هل حقاً كان أبوبكر أول الناس إسلاماً؟ هل أبو بكر اول من امن بالإسلام ؟ لو طرحنا هذا السوال على ابن عساكر لوجدناه يروي في كتابه المعنون ( تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها) الجزء 42 ص 39 تحقيق محب الدين ابي سعيد عمر ابن غرامة العمروي منشورات دار الفكر للطباعه والنشر والتوزيع بيروت لبنان قال النبي (ص) : ( صلّت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين, قالوا: ولمَ ذاك يا رسول الله؟ قال: لم يكن معي من الرجال غيره). اي ان ابي بكر لم يسلم طيلة سبع سنوات من البعثة . اما محمد بن جرير الطبري أبو جعفر في كتابه المعنون (تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك ) تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، منشورات دار المعارف ، سنة 1967 ، فقال: (عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، قال: قلت لأبي: أكان أبو بكر أولكم إسلاما ؟ فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين؛ ولكنه كان أفضلنا إسلاما.) . . وإذا أضفنا لذلك قول صاحب الطبقات : (أنّ جميع المهاجرين المسلمين الذين آخى رسول الله بينهم وبين الأنصار في المدينة كانو لا يتجاوزون 45 رجلا) (طبقات بن سعد ج1 ص1 قسم ثاني . فتح الباري ج7 ص210), فأذا جمعنا هذه الحقائق مع حقيقة قول سعد بن أبي وقاص الذي تقدم أعلاه والذي يقول فيه: ( لقد أسلم قبله أكثر من خمسين رجلاً) ونضيف لذلك أن المهاجرين الى المدينة من مكة كانوا حوالي 45 رجلاً والهجرة حدثت بعد أكثر من عشر سنوات من بداية الدعوة بأتفاق المؤرخين , فأن بجمع كل ذلك يتبين أن أبابكر أسلم في أواخر أيام الدعوة في مكة .
بالنسبة لاسلامه فقد كشف ابن عساكر ان أبو بكر لم يسلم بعد سبع سنوات من الدعوه وأشار الطبري الى انه اسلم بعد خمسين . ابن عساكريروي في كتابه المعنون ( تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها) الجزء 42 ص 39 تحقيق محب الدين ابي سعيد عمر ابن غرامة العمروي منشورات دار الفكر للطباعه والنشر والتوزيع بيروت لبنان قال النبي (ص) : ( صلّت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين, قالوا: ولمَ ذاك يا رسول الله؟ قال: لم يكن معي من الرجال غيره). اي ان ابي بكر لم يسلم طيلة سبع سنوات من البعثة . اما محمد بن جرير الطبري أبو جعفر في كتابه المعنون (تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك ) تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، منشورات دار المعارف ، سنة 1967 ، فقال: (عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، قال: قلت لأبي: أكان أبو بكر أولكم إسلاما ؟ فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين؛ ولكنه كان أفضلنا إسلاما.) .
بالنسبة لشراء بلال ابن رباح فان المصادر تشير الى ان من قام بشراءه هو رسول الله وليس أبو بكر وهذا ما أكده أبو جعفر الاسكافي بقوله " وقد نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج رد شيخه أبو جعفر الإسكافي على الجاحظ في خصوص أن أبا بكر قد أعتق بلالا وغيره حيث قال: ”اما بلال وعامر بن فهيرة، فإنما اعتقهما رسول الله صلى الله عليه وآله، روى ذلك الواقدي وابن إسحاق وغيرهما“. (شرح نهج البلاغة ج13 ص273) . ويكفي أن نذكر اختلافها في الثمن الذي أعطاه أبو بكر.فرواية تقول : إنه أعطى ثمنه غلاما له أجلد منه.وأخرى : إنه أعطى غلاما وزوجته ، وابنته ، ومائتي دينار.وثالثة : اشتراه بسبع أواق.ورابعة : بتسع.وخامسة : بخمس.وسادسة : برطل من ذهب.وسابعة : إنه اشتراه بعبده قسطاس ، الذي كان صاحب عشرة آلاف دينار ، وجوار ، وغلمان ، ومواش.وثامنة : ببردة ، وعشر أواق من فضة ، إلى غير ذلك من وجوه الاختلاف والتناقض . كذلك ذكر صاحب كتاب (السيرة الحلبية ) في الجزء الأول الصفحة 424 ان من اشتراه هو العباس ابن عبد المطلب فيروي " أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي أبا بكر رضي الله تعالى عنه، فقال لو كان عندنا مال اشتريت بلالا، فانطلق العباس رضي الله تعالى عنه فاشتراه فبعث به إلى أبي بكر: أي ملكه له فأعتقه" . ( الحلبي ، علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي، أبو الفرج، نور الدين ابن برهان الدين (ت 1044هـ)، السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الثانية - 1427هـ). وكذلك ذكر ذلك احمد بن زيني دحلان في كتابه السيرة النبوية الجزء الأول الصفحة 244 (دحلان ، احمد بن زيني (ت1304 هجرية) ، السيرة النبوية ، دار القلم العربي ، حلب سوريا ، 1417 هجرية ، 1996 ، الجزء الأول الصفحة 244 ) . فإن العباس إن كان قد اشتراه لنفسه، فلماذا لم يعتقه هو نفسه؟ وإن كان إنما اشتراه لأبي بكر فمتى كان العباس وكيلاً لأبي بكر؟ومتى كان العباس يهتم بأمور كهذه، وهو الذي لم يسلم إلا عام الفتح، أو في بدر، كما يقولون؟.
وحاول بعضهم أن يدعي: أن العباس فاوض أمية بن خلف، ثم جاء أبو بكر فاشتراه . وكيف يشكو الرسول ان ليس لديه مال والله اغناه ؟ يقول المباركفوري في كتاب تحفة الاحوذي الجزء السادس الصفحة 492 " يَرُدُّهُ قَوْلُهُ تَعَالَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فأغنى أَيْ بِمَالِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَلَى ما قاله المفسرون " ( أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (ت 1353 هـ) ، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ، الجزء السادس الصفحة 492 ). كما يروي البغوي في تفسيره " (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ) فَقِيرًا فَأَغْنَاكَ بِمَالِ خَدِيجَةَ ثُمَّ بِالْغَنَائِمِ. " (محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت 510هـ)، معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي،المحقق: حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرشالناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الرابعة، 1417 هـ - 1997 م الجزء 8 الصفحة 456) . وهو نفس التفسير الذي ورد في (الجامع لأحكام القرآن)، تأليف أبو عبد الله، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرةالطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964 م، الجزء 20 الصفحة 99 .
مما تقدم يتبين ان كل ما كتب عن مال ابي بكر كان محاولة من كثير من المحاولات التي تصب في مجرى واحد، وتشير إلى هدف مكشوف ، وهو إثبات فضيلة لأبي بكر شأنها شأن كثير من الأحاديث حتى وان كانت تلك الاحاديث تتعارض مع المنطق التاريخي والنص القرأني التي يجعل من اغناه الله بالنص القراني يحتاج الى مال المنادي على مائدة عبد الله ابن جدعان صاحب اكبر دار دعارة في مكة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. استطلاع: 36% من الشبان اليهود بالخارج يعتقدون أن إسرائيل ترت
.. 98-Al-araf
.. 99-Al-araf
.. أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
.. بن غفير يحاول منع الأذان في القدس والداخل المحتل