الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الحديثة علمانية لا دينية

جورج المصري

2007 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدولة الحديثة لا سنية ولا شيعية ولا شيوعية ولا رأسمالية أنما علمانية
عزل الأديان عن السياسة وعزل السياسة عن الدين هو السبيل للهرب من خندق التخلف الرجعي.
بالأديان جمود ورجعية غير عادية تحول أكثر الناس ذكاء إلي أغبي الأغبياء تجد المفكرين تتجمد عقولهم أمام جمود النصوص و يجد رجال الدين فرصتهم الذهبية في التحكم المطلق في أتباع أي عقيدة.

و مسألة القمع الفكري تجدها نسبية جدا من عقيدة إلي عقيدة. فتجد الأديان تتحكم في أتباع العقيدة بدرجات متفاوتة بين عقيدة وعقيدة أخري.

نجد السياسة فيها أخذ وعطاء وجدال أنما الأديان لا يوجد بها أي نوع من النقاش الله قال هذا فهذا هو الصحيح حتى لو لم يكن له أي معني أو وجه للتطبيق في عصرنا الحالي و من يخالف هذه التعاليم يحل دمه وماله وعياله وكلنا نعرف ما هي العقيدة النرجسية التي تعتقد أنها العقيدة الصحيحة الوحيدة و بقية العقائد لا تسوي. وهي العقيدة المتسببة في غالبية المشاكل في العالم الان.

في القرن الماضي وجدنا أن العقيدة الشيوعية تتشابه مع العقيدة السابقة ولكن لان من أتي بالعقيدة الشيوعية لم يلقب نفسه بالنبي أو المرسل لم تعيش العقيدة الشيوعية لأكثر من عدة عقود. في الواقع لم تمت هذه العقيدة وستظل حية في قلوب العديد من البشر في كل بقعة علي الأرض وفي اعتقادي الشخصي أن الشيوعية ستتطور تطور عظيم وستحل محلها شيوعية من نوع جديد تتقارب مع الرأسمالية في حسناتها الاقتصادية وتبتعد عن القهر و الحصار الحديدي التي فرضته العقيدة الشيوعية خليط بين حسنات الشيوعية وحسنات الرأسمالية و تتحقق لتلك البلاد حياة أفضل لأنها تعتمد علي حسنات النظامين وتبتعد عن السيئات المسيئات لكلا النظامين أو كلا العقيدتين.

الشيوعية عقيدة ملهمها الدكتور كارل ماركس (5 مايو 1818 الى 14 مارس 1883 ) الألماني الأصل فهو مؤسس العقيدة الاشتراكية العلمية ويجسد المادية التاريخية بعيدا عن الكنيسة أو الدين ( باعتقاد ماركس الدين أفيون الشعوب ) أو الطائفية المهنية. وكان ذلك قد أخرج صراحة في تعليقه ونقده للاقتصاد السياسي ( كتاب ) في عام 1858.
خطأ الشيوعية بصورتها الأولي أنها عًادت الأديان ومنعتها منعا باتا واعتبرتها عدو حقيقي للعقيدة الشيوعية و بالتالي تهاوت الشيوعية لأنها لم تحل محل الفراغ الطبيعي في الإنسان لاحتياجه الشديد لأله غير منظور يتبعه. وهنا نجد التشابه بين الشيوعية و العقيدة الإسلامية.

الرأسمالية هي ثمرة التطور الصناعي و النقلة النوعية في وسائل الإنتاج المتخلفة في العصر الإقطاعي إلى الوسائل المتطورة في الثورة الصناعية و التي كانت ظهور الرأسمالية فيها كأحد التبعات، عقب التوسع العظيم في الإنتاج بدأت الإمبريالية بالظهور من خلال وجود شركات احتكارية تسعى للسيطرة على العالم فبدأت الحملات العسكرية الهادفة لاحتلال أراضي الآخرين و تأمين أسواق لتلك الشركات و هذا فيما يعرف بالفترة الاستعمارية، ظلت ذيول هذا الاستعمار على الرغم من استقلال العديد من الدول لاحقا حيث مولت هذه الشركات عدة انقلابات عسكرية في فترة الخمسينات و الستينات في دول أمريكا اللاتينية و أفريقيا بهدف الحفاظ على هيمنتها على تلك الدول، تؤمن الأنظمة الرأسمالية بالفكر الليبرالي و هو انتهاج الرأسمالية كاقتصاد و الديمقراطية كسياسة، تعتبر المقولة الفرنسية ( دعه يعمل دعه يمر ) هي الشعار المثالي للرأسمالية التي تعمل على حرية التجارة و نقل البضائع و السلع بين البلدان و دون قيود جمركية، كانت الشيوعية بتمسكها المفرط بالحد من الملكية التي بنظرها السبب الرئيسي لاستغلال الإنسان لأخيه الإنسان كرد فعل على التوسع المفرط في الملكية داخل النظام الرأسمالي المنقسم لطبقتين الأولى ثرية و الأخرى فقيرة اصطلح عليها الدكتور كارل ماركس بـ ( البروليتاريـا ).
في كلتا الحالتين التحكم في الإنسان هو السبب المباشر لسقوط الشيوعية وحتما سيؤدي لانهيار الرأسمالية لأنها سمحت باستغلال الإنسان من أجل حفنة من البشر يتحكمون في ثروة العالم. نري الان أن الشركات العالمية و التي تمثل الوجهة الحضاري للانسان في عصرنا هذا أصبحت مستعبدة لإخطبوط يسمي باسم حقوق المستثمرين و الذي يتحكم في البورصات العالمية والبورصات المحلية. فكل الدول ألان بما فيها أكثر الدول تطبيقا للشيوعية أصبحت تستخدم البورصات كوسيلة لمص دماء العاملين من أجل العاملين (أسما) المستثمرين . نجد أن هذه الشركات الرأسمالية بدأت في تقليل ما تقدمة من خدمات للموظفين المنتجين الحقيقيين لإرباح تلك الشركات متعللين بعلة خفض النفقات من أجل أرباح أكثر للمستثمرين، وبدأت هذه الشركات في استغلال العمالة الأقل تكلفة لخفض تكاليفها مستغلين التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال بغض النظر عن فارق التوقيت بين الدول التي تستغل العمالة الرخيصة فيها وبين الأسواق ألكبري. في الحقيقية هذه الشركات تضع يدها علي مقدرات شعوب أكثر وتنشر سطوتها بطريقة غير مباشرة علي العالم. في حين أن الشركات تخفض المميزات الحالية للعاملين بها تحاول التنصل من وعودها للعاملين في الماضي بمستقبل أفضل ومعاش ورعاية طبية افضل. فمثلا شركة جنرال موتورز أكبر شركة منتجة للسيارات في العالم .أصبحت تكلفة الإنتاج بها اعلي من أي شركة أخري لأنها كانت في الماضي تعطي للعاملين أفضل مميزات بعد سن التقاعد. فكانت الإدارة ترجأ مصروفات اليوم بوعود في المستقبل. فبدلا من أن تعطي العاملين زيادة في الرواتب كانت توعدهم بمميزات في المعاش بعد سن التقاعد و بالتالي كانت تتهرب محاسبيا من أظهار تلك المصروفات المؤجلة في ميزانيتها الحالية مما يجعلها شركة منتجة في نظر المستثمرين وهي في الحقيقة مثقله بديون للموظفين في المستقبل. لمصلحة من كل هذا لمصلحة سماسرة الأسهم وإدارة الشركة . فرئيس الشركة يأخذ مكافأة تصل الي 30 مليون دولار سنويا ويفرق حوالي 150 مليون أخري علي أعضاء مجلس الاداره ، ويأخذ مصافحة يد ذهبية في أخر قبل ان يستقيل أو قبل أن يحال علي التقاعد. في حين أن العمال يطردون في أي وقت دون أي تعويض مادي. و كثر الحديث بين رجال المال المتحكمين في أقتصاد العالم في كيف تخرج جنرال موتورز من هذا المأزق وتظل الدجاجة التي تبيض ذهبا لاصحاب رؤوس الاموال ؟ الحل بسيط وحدث في الماضي ويحدث تقريبا كل يوم في أم الرأسمالية الولايات المتح-ة الامريكية تعلن شركة جنرال موتورز انها في حال إفلاس أي فقرة 11 من القانون الأمريكي وبكل بساطة تمحي ديونها المديونه بها للعاملين ويشتريها فئة جديدة من رجال الأعمال بدون هذه الديون و بالتالي تعود الدجاجة التي تبيض بيضتان ذهبيتان بدلا من بيضة واحدة... أين شركة TWA و أين شركة PAN AM و أين شركة INRON و أين غيرهم و غيرهم مما لا يعرفهم المستهلك العادي. بشاعة وقذارة لا حد لها. أنما بالقانون ولا يستطيع الشعب المطحون من التغلب علي هذه الشركات بأي طريقة لأنها تملك البلايين التي يحتاجها رجال السياسة المنتخبين للوصول إلي الكونجرس او السينت او حتي مقعد الرئاسة . وضاعت أحلام أباء أمريكا في حياة الحلم الأمريكي بسبب فساد كوربوريت أمريكا.
فهنا يتضح لنا كيف أن الرأسمالية القبيحة تتشابه جدا مع الشيوعية الإسلامية التي تقمع الإنسان من أجل فئة مختارة من رجال السياسة في الشيوعية و الرأسمالية ورجال الدين في الإسلام ونجدها بصور مماثلة وبصورة أقل حدة في بقية العقائد الاخري. وان رأينا كيف يتحكم الثلاثة الكبار في الشعوب تجد أن العنف و الجنس هو العامل المشترك بينهم. الشيوعية تطيح برؤوس من يفكر في مناهضتها بمحاكم قوانينها مستمدة من عنصرية المجالس الشيوعية وتبيح الجنس كنوع من المخدر للشعوب و الخمر طبعا يأتي معها بملاليم حتى يظل الشعب مستعبد ومسلوب الإرادة و الرأسمالية تذهب إلي كل بقاع الأرض تستغل حاجة الإنسان لتوفير المأكل و المشرب وتعطيه الفتات وتبيع سلعها لمن يمتلك المال وتحسه علي الاستهلاك دون أي وعي لكي يظل عبدا للاستهلاك ولا ننسي أنها تبيح الجنس و الحرية المزيفة و العنف المقنن بافتعال حروب ضد المعارضين من الفئتين الآخرين الشيوعية و الإسلام.
أما الإسلام فهو الجامع الشامل للشيوعية و الرأسمالية بأبشع صورهم, فأفكاره غير خاضعة للمناقشة لأن فيها يقال لأتباعها أنها منزلة من اله غير منظور والقائمين علي تعاليم تلك العقيدة أكثر تطرفا من كارل ماركس في الشيوعية أومن مؤسسين الفكر الرأسمالي من أمثال فرانسوا كزني الفرنسي او جون لوك الإنجليزي .
الدولة الحديثة لابد وأن تبتعد عن الشيوعية و الرأسمالية إلامبريالية و ألإسلامية الفاشية. العلمانية هي مستقبلة العالم في تحقيق عدالة وسلام اجتماعي للإنسان في القرن الحادي و العشرون. لقد تطرفت الرأسمالية في تضخيم شأن الملكية الفردية كما تطرفت الشيوعية في إلغاء هذه الملكية وتطرف القائمين علي الأديان في خطف ملكية الإنسان وجعله عبدا مصيرا لله وفي الواقع يصير عبدا لأولي الألباب.
الدولة العلمانية الحياة الاقتصادية تخضع فيها لنظام طبيعي ليس من وضع أحد حيث يتحقق بهذه الصفة نمواً للحياة وتقدماً تلقائياً لها. - ندعو إلى عدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية وإنما تقتصر مهمتها على حماية استقرار الأفراد والأموال والمحافظة على الأمن الداخلي والدفاع عن البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟