الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (64) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 11 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (64)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز)
.
أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



لم تقبل الدول العربية الإسلامية فصل الدين عن الدولة، كما في معظم الدول المسيحية. لأن في ذلك نهايتها. فبلا الدين لا مصداقية لها.

في العالم اليوم، يمارس المسيحيون واليهود ديانتيهما بكل حرية، لا دخل للدولة في ذلك. وعند المسلمين لا زالت الدولة تشرف على الدين.

الإسلام دين الله والقرآن كتابه، بلغه نبيه محمد رسول الله. "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". فالحساب عند الله وحده.

ما دام الله هو المحاسب وحده، فلماذا قبول تدخل الشيعة والسنة والقرآنيين والمذاهب، والوهابية والإخوان وغيرهم من التيارات والاتجاهات؟

ما دام الخالق واحد والدين واحد والرسول واحد، فمن حق كل مسلم مؤمن أن يمارس دينه كما شاء ويرضى، حسب إيمانه وقناعته أو ما أقنعوه به.

إن الاختلاف وارد في ممارسة الدين. فلماذا لم نتدبره بعقل وروية، ما دام لم يمس الجوهر والمقاصد. فليفعل كل مؤمن ما يشاؤه ويرضاه.

إن معرفة الإنسان جزئية نسبية مهما كان مصدرها، ولو كان مقدسا ومطلقا. لذا يكون الاختلاف دوما، في الفهم والرؤيا والتفكير والاستيعاب.

إيمان الإنسان عامة، يبنى على معارفه النسبية الجزئية. فعندما نكون أمام نص إلهي مطلق، لا بد أن يحصل الاختلاف في الفهم والاستيعاب.

نبوة محمد (ص) خاصة لقومه؛ وهو عالم ومعلم ومرب وإمام وقائد لمجتمعه، تنتهي مهامه عند موته. وتبقى رسالته أبدية، لأنها للناس أجمعين.

إن حديث النبي (ص)، هو تفاعله مع القرآن والواقع، الذي عاشه بين أفراد مجتمعه. وليس وحيا أو مقدسا، وليس له صفة التشريع الإلهي الدائم.

إن محمد (ص) من مقام النبوة يتصرف كبشر وكإنسان، وهو غير معصوم عن شيء، إلا بإيمانه وعلمه وتقواه. أما من مقام الرسالة فهو مبلغها.

إن الأسوة بالنبي (ص)، تكون بمنهجيته وحكمته، وتكون بالرسول في علاقة القرآن بالواقع منهجيا، وليس بعين أفعاله. إنه الرسالة بعينيها.

اختار الله من أنبيائه رسله؛ فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسول. الرسول نبي اختاره الله لتبليغ رسالته. فهو في اتصال دائم مع الله.

أُرسِل الأنبياء في أقوامهم لإصلاحها. أما الرسل عليهم السلام، تم اختيارهم لتبليغ رسالات الله عز وجل. فالرسالة أبدية والنبوة زمنية.

هناك طاعتان لرسول الله: طاعة متصلة؛ "أطيعوا الله والرسول"، تتعلق بما أمر الله. ومنفصلة؛ "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، تهم الناس.

طاعة الله ورسوله تني طاعة مباشرة، باعتبار الرسول مبلغ لرسالة الله. وطاعة الله وطاعة الرسول، تعني طاعة غير مباشرة، تتعلق بالناس.

حدد القرآن مهام الرسول محمد النبي (ص)، في أمور ثلاثة: التلاوة، والتبليغ، والتبيين، لِما نزَل الله إليه للناس. إنه النبي الرسول الخاتم.

إن الرسول (ص) هو نفسه، مأمور بالتباع ما نزل إليه الله، وبالتباع ملة إبراهيم، وبدعوة الناس لعبادة الله وحده وطاعته، ومبلغ لرسالته.

إن النبي الرسول محمد (ص)، يجمع بين النبوة والرسالة معا. بعث نبيا لقومه ثم اختير رسولا للناس أجمعين. إنه ميت كنبي وخالد خلود الرسالة.

إن الرسول والرسالة واحد، لا فرق بين الحامل والمحمول. فهو كنبي صالح لقومه في حياته، وكرسول حامل للرسالة، قد استمد خلوده منها.

محبة النبي الرسول محمد (ص)، تقتضي الإيمان والعمل بالرسالة التي جاء بها، واتخاذه أسوة حسنة في كل ما هو أخلاقي إنساني.

علمونا قديما، عندما نكتب اسم النبي أو الرسول أو محمد، نكتب أمامه (ص) أو (صلعم)، ونقرأ: صل الله عليه وسلم. فأين المشكلة في هذا؟

حب النبي الرسول محمد (ص) والأسوة به، لا يقوم على أن نصلي عليه بكتابة تامة.. بل على ترجمة مكارم أخلاقه إلى معاملة حسنة مع الناس.

إن الكتابة أي كانت، هي مجرد رسم بالحروف والكلمات والجمل. والقراءة محاولة فك رموز كل ذلك جملة. والمراد منهما معا طلب المعرفة.

يمكن أن تكون كتابة بعض التعابير مختزلة في حروف محدودة، حسب المجال والتخصص. لكن في الغالب عند قراءتها، تُنطق بالكامل بشكل تام.

إن الإسلام الكامل التام، والصافي النقي الخالص، لا نجده إلا عند الفلاسفة والمتصوفة والعلماء، في العالم العربي الإسلامي قديما وحديثا.

إسلام الدولة في العالم العربي الإسلامي، هو إسلام الحكام والمشايخ والفقهاء. لقد مزجوا الدين بالسياسة، وضاع الدين مع مصالح الدولة.

ما يطلق عليه المشايخ بالكفار والخارجون عن الملة، هم في الغالب معارضو السلطة الحاكمة. لان المشايخ هم منبر الحكام للذود على مصالحهم.

إن السلطة الحاكمة في الدول العربية، هي المشرفة والراعية للدين في مؤسسة رسمية، بهيئة من المشايخ والفقهاء، ترعى مصالح الحكام.

مشايخ الإسلام ثلاثة أصناف: الكثير منهم تابعون لسلطة البلاد، القليل منهم متحررون، والقلة القليلة منهم، تنويريون من تخصصات أخرى.

إن الإشراف على دين الإسلام من طرف الدولة، يمنح له الخضوع لسلطة الإكراه، بإشراف من المشايخ والفقهاء، مما يفقد المؤمن حرية الاختيار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل هبط رجال من السماء وأسسوا الحضارة البشرية ؟ ومن هم الأنون


.. وجهاء وعشائر الطائفة العلوية يطالبون بإصدار عفو عام يشمل كل




.. شيرين عبد الوهاب تحيى حفلاً غنائيًا فى دبى الأسبوع المقبل


.. 146-Al-araf




.. 146-Al-araf