الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الأرض والسماء

وهيب أيوب

2024 / 11 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد كل الدمار الذي أحاق بلبنان والخسائر الفادحة التي مُنيَ بها حزب الله وقادته وأتباعه، ما زلنا نسمع ذات الخطاب العنجهي الفوقي من ما تبقّى من قيادات هذا الحزب، مُعلنين كالعادة وبعد كل هزيمة؛ الانتصار الإلَهي على إسرائيل!
لكن في واقع الأمر ومن نتائج تلك الحرب؛ أن حزب الله لم يعُد يشكّل أي خطر يُذكر على الحدود الشمالية لإسرائيل وربما إلى الأبد، بحكم قبوله باتفاق وقف النار ومندرجاته المعروفة، وسيرتد خطره منذ الآن وصاعداً على اللبنانيين أنفسهم والدولة اللبنانية، من حيث أن تلك الحركات والأحزاب الدينية الطائفية في كل المنطقة، كانت أفعالها التدميرية والإجرامية هي على شعوب تلك الدول المتواجدة فيها ومُعادية لكل من خالفها، حتى لو كان من ذات الطائفة!
وهذا كان حالها في غزّة وسوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس والجزائر وأينما وُجِدت.
وجوهر المشكلة المُستعصية في تلك التنظيمات وبيئتهم وأتباعهم؛ يكمن في عقائدهم الدينية الطائفية العنصرية الإقصائية المُغلقة، الراسخة في أدمغتهم منذ قرونٍ طويلة، ويبدو أنّه من المستحيل تغييرها أو التخلّي عنها.
رأينا سابقاً أن بلداً مثل الإتحاد السوفيتي قد تخلّى عن أيديولوجيته الشيوعية التي استمرت لأكثر من سبعة عقود، وتخلّت ألمانيا أيضاً عن أيديولوجيتها النازية، وهذا بسبب أنها أيديولوجيات وضعية، أتوا بها أُناس من أهل الأرض.
لكن مصيبة الإسلام والحركات الإسلامية على مُختلف تنوّعاتها؛ يدّعون أن كل ما يفعلونه هو أوامر من عند الله ورسوله، فكيف يمكن إقناع هؤلاء بمخالفة وتغيير نصوص مُقدّسة مُنزلة من السماء، وهي بمثابة أحكام إلَهية؟
والطّامة الأكبر أن ثقافة هذي الحركات وأتباعهم؛ منحصرة في تاريخ وأحداث وتراث مملوء بالحقد والكراهية وشهوة الثأر والانتقام ينهلون منه على مدار الساعة، ولا أدلَّ على ذلك من تصريح الخامنئي مؤخّراً؛ أن ‏“المعركة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية مستمرة ولا نهاية لها”!
لا يمكن لهذي المنطقة أن تنعم بالسلام والحريّة، سيّما وأن تلك الحركات الدينية العنصرية الفاشية؛ مُعادية تماماً للحريّات العامة والخاصّة، كما تُعادي المرأة بشكلٍ خاص وتضطهدها.
إذاً لا تقدّم ولا ازدهار؛ إلا بهزيمة تلك العصابات البربرية وأيديولوجياتها الفاشية من خلال تيار تنويري تحرّري تقدّمي تغييري جارف؛ يتبنّى الثقافة والقيَم والمبادئ الإنسانية الأخوية دون أي تمييز، تمهيداً لإقامة دول عَلمانية؛ يُبعد فيها رجال الدين المشعوذين المتخلّفين عن التدخّل في شؤون السياسة والمجتمع.
ولا قيامة برأيي لدول هذي المنطقة وشعوبها؛ إلا بتبنّي ثقافة مُغايرة لتلك الثقافة الإسلامية الخُرافية العنصرية، التي تغسِلُ عقول الناس وتقودهم إلى التهلكة والهاوية.
فهل هناك من نُخبة ثقافية وسياسية في منطقتنا هذه، مؤهّلة وقادرة على قيادة هكذا تغيير تاريخي مفصلي يُنقذ شعوبها؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل هبط رجال من السماء وأسسوا الحضارة البشرية ؟ ومن هم الأنون


.. وجهاء وعشائر الطائفة العلوية يطالبون بإصدار عفو عام يشمل كل




.. شيرين عبد الوهاب تحيى حفلاً غنائيًا فى دبى الأسبوع المقبل


.. 146-Al-araf




.. 146-Al-araf