الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
علم الله الأزلي وخلق القرآن: قراءة فلسفية في عقيدة المعتزلة
حمدي سيد محمد محمود
2024 / 12 / 1الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إن الفكر الإسلامي حافلٌ في عمومه بالقضايا الجدلية التي شغلت عقول العلماء والمتكلمين عبر العصور، ومن أبرزها مسألة علم الله الأزلي وما يرتبط بها من أسئلة فلسفية عميقة حول العلاقة بين صفات الله وأفعاله. هذه الإشكالية لا تقف عند حدود التأمل النظري فحسب، بل تتقاطع مع قضايا جوهرية في العقيدة الإسلامية، مثل التوحيد والتنزيه، ومسألة الحرية والمسؤولية الإنسانية، وصولًا إلى الخلاف الكبير حول خلق القرآن، الذي كان محورًا لصراع فكري حاد بين الفرق الإسلامية الكبرى.
إن القول بعلم الله الأزلي يثير تساؤلات فلسفية عميقة: كيف يمكن لله، وهو الأزلي العالم بكل شيء، أن يحيط علمه بأفعال وأحداث لم تحدث بعد؟ وهل يتعلق علم الله بمستقبل المخلوقات كحقائق محددة سلفًا، أم أنه علم يتجدد مع وقوع الأحداث؟ ومن جهة أخرى، تبرز قضية خلق القرآن باعتبارها من المسائل التي حملت أبعادًا عقائدية شديدة الحساسية، حيث ربط المعتزلة القول بخلق القرآن بمبدأ التوحيد الخالص، مؤكدين أن أزلية القرآن تتناقض مع هذا المبدأ، وتؤدي إلى إثبات وجود شريك لله في الأزلية.
هذا النقاش لم يكن مجرد جدل تجريدي، بل كان جزءًا من صراع أكبر حول طبيعة الله وصفاته وعلاقته بالعالم المخلوق. ولعل أكثر الفرق الإسلامية جرأةً في مواجهة هذه الإشكاليات كانت فرقة المعتزلة، التي سعت إلى تقديم تصور عقلاني يوفق بين نصوص الوحي ومتطلبات العقل. لقد رأى المعتزلة أن التنزيه المطلق لله يقتضي القول بأن صفاته – ومنها الكلام الإلهي – حادثة وغير أزلية، وبالتالي فإن القرآن، بصفته كلام الله، هو مخلوق. ومن هنا، برزت الإشكالية الكبرى: كيف يمكن الجمع بين علم الله الأزلي ومبدأ خلق القرآن؟ وهل يؤدي هذا الجمع إلى تقييد حرية الإنسان أو الإخلال بمبدأ التوحيد؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة قادت المعتزلة إلى بناء منظومة فكرية شديدة التعقيد، تقوم على التفريق بين علم الله الأزلي بذاته وعلمه بأفعاله المخلوقة، وعلى إعادة صياغة العلاقة بين الإرادة الإلهية والحرية الإنسانية. هذا الموقف لم يكن دون ثمن؛ فقد جلب عليهم معارضة شرسة من مدارس فكرية أخرى، مثل أهل الحديث والأشاعرة، الذين رأوا في موقف المعتزلة تفريطًا في بعض ركائز العقيدة.
وعليه، فإن هذه القضية ليست مجرد نزاع تاريخي في الفكر الإسلامي، بل هي نموذج حي لتفاعل العقل الإسلامي مع الأسئلة الوجودية الكبرى. ومن خلال تحليل موقف المعتزلة من إشكالية علم الله الأزلي في ضوء تأكيدهم على مبدأ خلق القرآن، تتضح ملامح هذا التفاعل، الذي يتسم بالتوازن الدقيق بين مقتضيات الإيمان ونطاقات العقل.
كيف واجه المعتزلة إشكالية القول بعلم الله الأزلي ؟
إشكالية القول بعلم الله الأزلي وعلاقتها بمبدأ خلق القرآن هي واحدة من القضايا الأكثر تعقيدًا في الفكر الكلامي الإسلامي، وخصوصًا عند المعتزلة الذين كانوا يعطون أهمية كبيرة للتوفيق بين العقل والنقل. لفهم هذه القضية بشكل مفصل، لا بد من التطرق إلى ثلاثة محاور رئيسية:
المحور الأول: الخلفية العامة لإشكالية علم الله الأزلي ومبدأ خلق القرآن
علم الله الأزلي:
يقصد به العلم المطلق الذي يتصف به الله سبحانه وتعالى منذ الأزل، أي أنه عالم بكل شيء، قبل حدوثه وبعده، دون بداية أو نهاية لهذا العلم.
يُثار هنا التساؤل: هل هذا العلم الأزلي مستقل بذاته أم متعلق بأفعال المخلوقات؟ إذا كان متعلقًا بأفعال المخلوقات، فهل يعني هذا أن هذه الأفعال محددة مسبقًا؟ وهنا يُثار التساؤل حول الحرية الإنسانية.
مبدأ خلق القرآن:
اعتقد المعتزلة أن القرآن مخلوق وليس أزليًا، أي أن الله خلقه في وقت معين كجزء من أفعاله.
الدافع وراء هذا الموقف كان رفض فكرة وجود شيء أزلي مع الله، لأن ذلك يناقض مبدأ التوحيد الذي يصرون عليه.
الإشكالية الجوهرية:
إذا كان القرآن مخلوقًا، وكان علم الله يتضمن تفاصيله قبل خلقه، فهل يعني هذا أن علم الله بالأشياء المخلوقة، ومنها القرآن، يسبقه زمانيًا؟
كيف يمكن الجمع بين علم الله الأزلي وحقيقة أن القرآن حادث ومخلوق؟
المحور الثاني: موقف المعتزلة وحججهم العقلية
التوحيد والتنزيه أساس الموقف:
اعتبر المعتزلة أن القول بأزلية القرآن يتناقض مع مبدأ التوحيد، إذ يجعل القرآن شريكًا لله في الأزلية.
بالتالي، رأوا أن القول بخلق القرآن يحمي عقيدة التوحيد من أي شائبة.
علم الله الأزلي عند المعتزلة:
ميز المعتزلة بين علم الله بذاته وعلمه بأفعاله.
علم الله بذاته أزلي وغير متغير، لأنه متعلق بجوهر الله ذاته.
أما علمه بالأفعال المخلوقة (ومنها القرآن) فهو حادث مع حدوث هذه الأفعال، ولكنه ليس علمًا مستجدًا أو متغيرًا بالنسبة لله، لأنه علمٌ "يتبع المعلوم" وليس سابقًا له في الزمان.
مفهوم الحدوث والاستناد إلى الإرادة الإلهية:
رأى المعتزلة أن أفعال الله، ومنها خلق القرآن، هي أفعال حادثة بناءً على إرادة الله.
أكدوا أن القرآن هو كلام الله، ولكنه حادث ومخلوق، لأنه فعل من أفعاله، والله يخلق أفعاله بإرادته في الزمن الذي يختاره.
تأكيد حرية الإرادة الإنسانية:
كان المعتزلة حريصين على تأكيد مسؤولية الإنسان عن أفعاله، لذا رفضوا أي تصور يجعل علم الله الأزلي يؤثر على حرية الاختيار الإنساني.
قالوا إن علم الله بالأفعال لا يعني إجبارًا أو سبقًا للأحداث على نحو يحدّ من حرية المخلوق.
المحور الثالث: الردود على الانتقادات والنتائج الفكرية
رد المعتزلة على القائلين بأزلية القرآن:
اعتبروا أن القول بأزلية القرآن يؤدي إلى القول بتعدد القدماء، وهو ما يناقض التوحيد الخالص.
أكدوا أن القرآن، وإن كان كلام الله، فإنه لا يحمل صفة الأزلية التي تخص الذات الإلهية وحدها.
الحفاظ على التوازن بين العقل والنقل:
حاول المعتزلة معالجة هذه الإشكالية بالاستناد إلى نصوص الوحي وتفسيرها تفسيرًا عقليًا.
رأوا أن اللغة القرآنية ذاتها تدل على الحدوث، حيث يذكر القرآن أفعالًا وأحداثًا تتغير بمرور الزمن.
النتائج الفكرية:
أسهم موقف المعتزلة في دفع النقاشات الفلسفية الإسلامية إلى مستويات أعمق، حيث أصبحت مسألة صفات الله وأفعاله محورية في الفكر الكلامي.
عُدّ هذا الموقف من أبرز القضايا التي أثرت في الفكر الإسلامي التقليدي، وأدى إلى صدام المعتزلة مع التيارات الأخرى، خاصة أهل الحديث والأشاعرة.
وهكذ يمكن القول أن المعتزلة واجهوا إشكالية علم الله الأزلي من خلال التفريق بين علمه بذاته (الأزلي والثابت) وعلمه بالأفعال المخلوقة (الحادثة والمتغيرة). رأوا أن القول بخلق القرآن هو ضرورة عقلية للحفاظ على التوحيد الخالص وتنزيه الله عن أي شريك في الأزلية. في الوقت ذاته، تمسكوا بمبدأ حرية الإرادة الإنسانية، مما جعلهم ينظرون إلى علم الله كعلم يتبع المعلوم في وقوعه، لا يسبق إرادة الإنسان ولا يحد منها.
هذا الموقف يعكس منهجهم العقلاني الذي حاول المزج بين مقاصد الشريعة ومتطلبات العقل، لكنه أدى أيضًا إلى صراعات فكرية مع المدارس الأخرى التي رفضت هذا التفريق.
في ختام هذا الطرح حول إشكالية علم الله الأزلي وموقف المعتزلة من هذه المسألة في ضوء تأكيدهم على مبدأ خلق القرآن، يمكن القول إن هذه القضية ليست مجرد جدل كلامي بين فرق إسلامية، بل تمثل مواجهة فكرية معقدة بين النصوص المقدسة وأسئلة العقل البشري المتجددة. لقد سعى المعتزلة إلى تقديم تصور عقلي متماسك يحافظ على صفاء العقيدة الإسلامية، مؤكدين على تنزيه الله من أي شائبة تشبيه أو تعدد في القدماء، وهو ما دفعهم للقول بخلق القرآن كجزء من أفعال الله الحادثة، وليس كوجود أزلي منفصل.
ومع ذلك، فإن تناولهم لهذه المسألة كشف عن التحديات التي واجهت العقل الإسلامي في محاولته فهم العلاقة بين صفات الله وأفعاله من جهة، وعلاقته بالعالم المخلوق من جهة أخرى. من خلال تفريقهم بين علم الله بذاته وعلمه بأفعاله، ومحاولتهم التوفيق بين علم الله الأزلي وحرية الإنسان ومسؤوليته عن أفعاله، قدم المعتزلة نموذجًا فكريًا يعكس الجرأة العقلية التي ميزت مسيرتهم، وإن أثار جدلًا كبيرًا مع التيارات الأخرى.
إن عمق هذا النقاش يكمن في كونه يعبر عن محاولة للإجابة عن أسئلة لا تزال حاضرة في الوجدان الإنساني: كيف نفهم صفات الله المطلقة في ظل عالم متغير ومحدود؟ وكيف نوازن بين حرية الإنسان وعلمه المسبق؟ إن موقف المعتزلة، رغم انتقاده من خصومهم، يشكل أحد أعمق التجارب الفكرية التي حاولت الموازنة بين العقل والإيمان، مما يجعل دراستها ضرورة لفهم تطور الفكر الإسلامي واستيعاب فاعليته عبر العصور.
ختامًا، يظل هذا الجدل شاهدًا على قدرة الفكر الإسلامي على التعامل مع القضايا الأكثر تعقيدًا دون التخلي عن جوهر العقيدة، ويدعو إلى استلهام روح الاجتهاد العقلي التي ميزت تلك الحقبة، لعلها تسهم في مواجهة تحديات الفكر والعقيدة في عالمنا المعاصر.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - علم الله المسبق بؤدي الى الجبرية
منير كريم
(
2024 / 12 / 1 - 14:54
)
اشكر الاستاذ الكاتب على مقاله المفيد جدا
باختصار ان علم الله المطلق المسبق يقود منطقيا ان كل شيء مقدر سلفا وهذه هي الجبرية او بالمعنى الحديث الحتمية
هذه هي اشكالية الدين التوحيدي التي لافكاك منها
وحل المعتزلة بان الله عليم بذاته هو حل مبهم ولايفي بالغرض
المعتزلة فرقة كلامية وليست فلسفية فلم تستطع الخروج من تناقض التوحيد مع حرية الاختيار (اللاجبرية)ه
مع التحية
2 - انتهى زمن المعتزلة
طاهر مرزوق
(
2024 / 12 / 1 - 19:09
)
الأستاذ الكاتب/
الحقيقة الوحيدة التى يمكننا قبولها فى عصرنا اليوم أن الدين الإسلامى نشأته بشرية وكل ما ترتب عليه من فلسفات وثقافات أنتهى زمانها والكلام فيها وعليها ضياع لوقت الكاتب والقراء أيضاً ، لان القرآن أثبت الكثير من المفكرين مثل فراس السواح وغيره أن كل قصص القرآن أسطورية منقولة من كتب السابقين الأولين ويملك الجميع الآن الكثير من الأدلة والبراهين التى تدحض كل أفكار رجال الدين الإسلامى، خاصة وأننا يومياً فى مجال الأبحاث العلمية نكتشف الكثير من التزوير التاريخى الذى تم تقديمه للعربى على أنها حقائق تاريخية فى الوقت الذى ثبت زيفها وعدم وجود تلك الأحداث تاريخياً إلا فى كتب الدين التى توالدت منذ العصر العباسى.
فكر المعتزلة أصبح فكر لا منطق له لأنه مبنى على أفكار دينية خرافية لم يكن لها وجود فى التاريخ، مما يجعلنا ننظر بعيون علمية للمستقبل ونترك تلك الأفكار التى تترك فينا بصمة التخلف بأسم الدين.
شكراً للكاتب على عرضه لتلك القضية التى تحتاج إلى وقفة جدية حتى لا نستمر فى تقديس فكر الماضى أو الأهتمام به دون الحاجة إلى ذلك منطقياً.
3 - الفرق المتناحره
على سالم
(
2024 / 12 / 2 - 03:31
)
سواء فرقه المعتزله او غيرها فقد قدموا مجهود وحيله لتوضيح الغايه والهدف لرب الاسلام وكتاب القرأن وما به من تناقضات واشكاليات وخزعبلات لغويه سببت الشك فيه , المعضله هنا ان القرأن نزل متقطع فى ايات طويله , كل ايه نزلت فى حادث معين لكى يقول الله رأيه فى هذا الحادث ويتعظ المسلمين , استمر المدعو جبريل فى النزول والطلوع على مدار ثلاث وعشرين عام لكى يكتمل الكتاب ويجيب على كل شئ يخص حياه المسلم ومماته , هنا فيه اشكاليه , الا كان من المدعو اله الاسلام ان ينزل كل الايات فى ساعه واحده وخاصه انه قال ان القرأن مذكور فى اللوح المحفوظ و لانحتاج الى سنيين طويله لكى يكتمل هذا الكتاب , اعتقد انه يوجد اشكاليات كبيره فى قصه خلق القرأن , الغريب ان عوام المسلمين لايفكروا ابدا ويسألوا ويشكوا بل توارثوا الدين عن الاباء والاجداد والشك ابدا لم يعرف الطريق الى عقولهم المؤدلجه البسيطه
4 - المعتزلة مدرسة عقلية ومنه فهي فلسفية
لبيب سلطان
(
2024 / 12 / 2 - 17:17
)
تحية للاستاذ الكاتب وللاستاذ منير
اود التعقيبا على تعليق استاذنا العزيز منير ان المعتزلة فرقة كلامية حيث اعتقد ان ذلك تصنيفا مختزلا حديثا ربما مشتق من مثيله المدرسة السفسطائية الاثينية التي تركز على التفسيرات العقلية للنصوص وهذه غير المعتزلة تماما التي وضت العقل فوق النص خصوصا المقدس كالقراني فان تطابقا اخذ به وان افترقا ترك النص ولو كان قرانيا واعتباره ظرفيا لاغير ووجوب الاخذ بالعقل ( وتطبيق منهج المعتزلة يعني ترك 95!% من القران انها نصوصا غير صالحة ولايقبل بها العقل
والواقع ان وراء منهج المعتزلة العقلي ( الفلسفي) يمكن ارجاع كل معالم النهضة للفكر الفلسفي وكل الحضارة العربية الاسلامية العقلانية التي دامت لاربعة قرون او اكثر
والمعتزلة بطروحاتهم ومنهجهم هم امتداد للمدرسة الفلسفية الاثينية وتناولوا طرح مواضيع عقلية كتلك التي تناولتها الاثينية فمثلا تناولهم ان الانسان مخير ام مجبر هم واقعا تناولوا موضوع الحرية ..وكذلك قضية خلق القران انه ليس ازلي بل خاضعا للعقل ومنه ازالوا القدسية ..وانجبوا عشرات الفلاسفة مثل الكندي والفارابي والجاحظ فهم مدرسة عقلية فلسفية بصرية اثينة
مع التقدير
5 - علم الكلا م والفلسفة
منير كريم
(
2024 / 12 / 3 - 00:08
)
الدكتور لبيب سلطان المحترم
علم الكلام اهتمامه واطروحاته ضمن الدين كما هو الحال مع الثيولوجي
اهمية المعتزلة كفرقة كلامية انها اتخذت منهجا عقليا
على عكس الاشعرية الفرقة الكلامية الاخرى ذات المنهج اللاعقلاني الغيبي كما جاء في نظرية الكسب الاشعرية التي تلغي الحرية ومبدأ السببية في الطبيعة
اما الفلسفة فهي اوسع من علم الكلام وتخضع الدين نفسه للدراسة العقلية والمنطقية
تحياتي
6 - استاذ طاهر تحياتي
ابو ازهر الشامي
(
2024 / 12 / 7 - 22:51
)
مسألة ان قصص القران مأخوذة من كتب الاوليين
امر نص عليه القران نفسه
فالقران نفسه اكد ان ما فيه ورد في كتب السابقين
.. هل انتقل -جحيم غزة- إلى جنين؟ | الأخبار
.. الجزائر.. احتجاجات وإضرابات لتلاميذ المدارس • فرانس 24
.. جهود رجال الإطفاء متواصلة لاحتواء حرائق لوس أنجلس المتأججة
.. مهلا يا ترامب.. هل الذهاب إلى كوكب المريخ وعد كاذب؟
.. بعد لبنان.. وزير الخارجية السعودي في سوريا للقاء السلطات الج