الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين الحقيقي يعارض الطغيان

ديار الهرمزي

2024 / 12 / 2
قضايا ثقافية


الدين في مفهومه العميق هو منهج حياة يهدف إلى بناء الإنسان من الداخل من خلال تهذيب النفس، ضبط الشهوات وتحقيق الانسجام بين الروح والجسد.

كما أنه وسيلة لتحقيق الأخلاق الرفيعة والمعاملة الحسنة مع الآخرين.

الدين الحقيقي لا يقوم على السيطرة على الآخرين بل على الحرية الفردية والإقناع بالحكمة.

أولاً: الدين كتهذيب للنفس

تزكية النفس وتطهيرها:
الدين يركز على تزكية النفس أي تطهيرها من الصفات السلبية مثل الحقد، الحسد والطمع.

يقول الله تعالى:
قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
(الشمس: 9-10).

التزكية تشمل التحكم في الغرائز وتهذيب السلوك.

السيطرة على الشهوات:
الشهوات جزء من طبيعة الإنسان والدين لا ينكرها بل ينظمها بما يخدم الفرد والمجتمع.

الإسلام مثلاً يوجه الإنسان لضبط شهواته عن طريق العبادات مثل:
الصوم:
تدريب على الصبر والتحكم في الجوع والرغبات.

الصلاة:
وسيلة لتصفية الروح والتخلص من التوتر والغضب.

الزكاة:
تهذيب للنفس من الأنانية وتعويد على الإيثار.

تحقيق السلام الداخلي:
الدين يعلم الفرد كيف يجد الطمأنينة والراحة النفسية من خلال القرب من الله.

يقول الله تعالى:
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
(الرعد: 28).

السلام الداخلي يأتي من الشعور بأن كل ما يحدث في الحياة هو بإرادة الله وحكمته.

ثانياً: الدين ليس سيطرة على الآخرين

حرية الإيمان والاختيار:
أحد المبادئ الأساسية في الدين هو حرية الإنسان في اختيار عقيدته.

يقول الله تعالى:
لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
(البقرة: 256).

الدين يُقدم كدعوة مبنية على الحكمة والإقناع لا على الإكراه أو التسلط.

الدين معاملة وليس هيمنة:
الدين ينعكس في السلوك اليومي والمعاملة الحسنة وليس في السيطرة على الآخرين.

يقول النبي ﷺ: الدين النصيحة.

النصيحة هنا لا تعني الفرض بل التوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة.

رفض الطغيان باسم الدين:
استغلال الدين كوسيلة للسيطرة على الناس أو لتحقيق مكاسب شخصية يتعارض مع جوهره.

التاريخ مليء بالأمثلة التي توضح كيف أُسيء استخدام الدين لتبرير الظلم، لكن هذه التصرفات تناقض جوهر الدين الذي يدعو إلى العدل والرحمة.

ثالثا: الدين كإصلاح للمجتمع من خلال إصلاح الفرد

الدين ليس مجرد علاقة شخصية بين الإنسان وربه بل هو وسيلة لإصلاح المجتمع عبر تهذيب أفراده.

تعزيز الأخلاق:
الدين يعزز قيم العدل، الرحمة، التسامح والمساواة.

يقول النبي ﷺ: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

التعاون والتكافل:
الدين يشجع على التعاون بين أفراد المجتمع من خلال قيم مثل:

التكافل الاجتماعي:
كإطعام الجائع ورعاية المحتاج.

الإحسان:
تقديم الخير دون انتظار مقابل.

نبذ التفرقة والهيمنة:
الدين يدعو إلى التعايش السلمي بين البشر بغض النظر عن اختلافاتهم.

يقول الله تعالى: وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا (الحجرات: 13).

رابعاً: الدين ومواجهة السيطرة على الآخرين

الفهم الخاطئ للدين:
بعض الأفراد أو الجماعات يسيئون فهم الدين ويحولونه إلى أداة للسيطرة والتحكم.

هذه الظاهرة تُعرف بالتطرف الديني وهي بعيدة كل البعد عن جوهر الدين.

الدين ضد الطغيان:
الدين الحقيقي يعارض الطغيان سواء كان باسم السلطة أو الدين.

يقول النبي ﷺ: إن الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم.

الدين كنظام حياتي متكامل
الدين، في جوهره يهدف إلى:
إصلاح النفس:
من خلال تهذيبها وضبط شهواتها.

تحقيق السلام الداخلي:
عبر تقوية العلاقة مع الله.

بناء مجتمع متماسك:
قائم على الأخلاق والتسامح.

احترام الحرية الشخصية:
ورفض الهيمنة والسيطرة على الآخرين.

الدين هو رحلة روحية وسلوكية تبدأ بإصلاح النفس لتثمر في علاقات إنسانية قائمة على العدالة، الرحمة والاحترام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دخول حظر تيك توك في الولايات المتحدة حيّز التنفيذ


.. قبل بدء وقف إطلاق النار.. دبابة إسرائيلية تستهدف فلسطينيين ف




.. القناة 12 الإسرائيلية: الصليب الأحمر في طريقه لجلب المحتجزات


.. من ستوديو الجزيرة.. الزميل وائل الدحدوح يستضيف مراسلي غزة




.. تحرّكات في محيط سجن عوفر قبيل الإفراج عن أسرى فلسطينيين