الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيت هو ركننا في هذا العالم

عبد السلام الزغيبي

2024 / 12 / 3
قضايا ثقافية


اخترع الإنسان الأول فكرة المأوى وصنع الكهف في جوف الجبل ليحتمي به من الاخطار، ثم تغير شكل المأوى وصنع الانسان بيته من طين وقماش وصخر، ثم انتقل من الجبل والصحراء الى
المدينة.
كل انسان يعتبر المدينة الذي ولد ونشأ فيها هي أجمل مكان في الدنيا ، وان وطنه احسن وطن في العالم قاطبة. تعلق المرء بالمكان، شي طبيعي لارتباطه وجوديا وعاطفيا، ، بالبيت الذي ولد وعاش وترعرع فيه، بالحي والبلدة او المدينة، والوطن الكبير.
يقول الكاتب الفرنسي "غاستون باشلار : "البيت هو ركننا في هذا العالم!"، ويصفه بالقول هو "المكان الذي مارسنا فيه أحلام اليقظة وتشكل فيه خيالنا ومن غيره يصبح الإنسان كائنا مفتتا".
حسب علماء الاجتماع، فأن البيت يعني الاحتواء والحماية والأمان. والإنسان بطبعه يهتم بأن يكون له بيت يأوي اليه ويؤسس فيه عائلة، لذلك يسعى بكل جهده إلى امتلاك بيت، والمحافظة عليه،
ولهذا يتعلق الإنسان بمكان الولادة ومراتع الطفولة والصبا ويتمنى العودة الى المكان الاول حتى لو فرضت عليه ظروف الحياة الخروج منه وهجرانه لأنه يعتبره جزء أساسي من بنيته النفسية
وملاذه الأخير في هذا العالم.
القيم المكانية كما يعرفها علماء الاجتماع،هي علاقة وثيقة بين المرء والمكان،باعتبار ان عنصر المكان، من عناصر بنية المجتمع،وأهم هذه الأماكن التي أعطت قيمة معنوية هي البيت..
لو انتقل المرء لبيت اخر ومدينة اخرى وبلد ثاني ، يضل حنينه الاول وذاكرته تقوده للبيت الاول، حيث الدفء والالفة والجذور الاولى، للشقاوة الاولى والحب الاول، وذكريات الاصدقاء
عندما تزيد قسوة الاغتراب، يزيد معها الشوق لبدايات الاحلام الاولى، وتزيد معها قشعريرة الحنين الى ام الاماكن، سقيفة البيت، الجدران، وسط الحوش، النافذة المفتوحة والباب المشرع، وزرقة
السماء.
دائما يسعي الانسان في محاولة لاسترداد ذاكرة المكان الاول، والماضي الدافئ، والتغلب على العزلة وقسوة الاغتراب، يغرف من خزان الذكريات، ما يساعده على إضفاء معنى لحياته ومنحه شحنة إيجابية للاستمرار.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - عبد السلام الزغيبي
جلال عبد الحق سعيد ( 2024 / 12 / 2 - 22:55 )
مساء الخير
نعم كلامك صحيح عن اهمية البيت بالنسبة للانسان وفي اي مكان في العالم
لذلك نقول مؤكدين ان البيت وطن والوطن بيت
من خلال هذا نعرف ونعايش مأساة النازحين من مدنهم التي دمرتهاالحروب الاهلية وانا واحد منهم
او مدنهم التي دمرها العدوان الغاشم مثلا الاشقاء الفلسطينيين
مؤلم جدا ان يدمر بيتك في حرب وتنزاح من مدينتك المدمرة ايضا تترك خلفك بيتك الذي صار كومة احجار او التهمته النيران بكامل مافيه والتهمت معه حياتك وذكرياتك وحسبك نجاتك من الهلاك وتمضي في نفق مظلم
تحياتي

اخر الافلام

.. دخول حظر تيك توك في الولايات المتحدة حيّز التنفيذ


.. قبل بدء وقف إطلاق النار.. دبابة إسرائيلية تستهدف فلسطينيين ف



.. القناة 12 الإسرائيلية: الصليب الأحمر في طريقه لجلب المحتجزات

.. من ستوديو الجزيرة.. الزميل وائل الدحدوح يستضيف مراسلي غزة




.. تحرّكات في محيط سجن عوفر قبيل الإفراج عن أسرى فلسطينيين