الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل يوجد إعجاز علمي في القرآن؟
رشيد عوبدة
2024 / 12 / 6العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشأنا على فهم أن القرآن الكريم كتاب عقيدة وهداية، هدفه الأساس توجيه الإنسان روحيا وأخلاقيا، وليس كتابا علميا بالمعنى التقليدي أو الحرفي. ومع ذلك، يظهر التساؤل حول ما إذا كانت بعض الآيات تحمل بين طياتها دلائل علمية تُظهر سَبْقاً معرفياً، وهل النص القرآني يتضمن إشارات علمية تتجاوز عصر نزوله؟ بمعنى: هل ما نراه اليوم "إعجازا علميا" في القرآن كان بالفعل كذلك بالنسبة للناس إبَّان عصر النزول؟
إذا نظرنا إلى الحضارات التي سبقت ظهور الإسلام، كالحضارات الإغريقية، الفرعونية، السومرية، البابلية والآشورية...، نجد أنها كانت متقدمة للغاية في مجالات العلم والفكر، سواء في فهم الكون أو في التعامل مع الطبيعة والإنسان، فإنجازاتها العلمية والمعرفية كانت عظيمة إلى درجة قد تبدو لنا الآن وكأنها جزء من "الإعجاز"، مما يثير التساؤل: هل كانوا على دراية بقضايا نعتبرها اليوم جزءا مما نراه إعجازا علميا؟
لو كانت هذه الإشارات القرآنية تمثل كشفا علميا خارقا في زمانهم، لربما أثارت دهشة وتساؤلات لدى معاصري الوحي. لكن غياب مثل هذه التساؤلات قد يعكس أن بعض تلك المعارف كانت متداولة أو مفهومة ومألوفة لدى مجتمعات ذلك العصر، ولو بدرجات متفاوتة، وهو ما يجعل ما نراه اليوم إعجازا ليس بالضرورة جديدا بالنسبة لهم.
هذا الطرح يدعونا إلى إعادة التفكير في مفهوم الإعجاز العلمي، بحيث نضعه في سياقه التاريخي والثقافي، مع مراعاة أن القرآن الكريم ليس كتابا هدفه إثبات النظريات العلمية أو نفييها وتزييفها، بل هو رسالة شاملة تسعى إلى تهذيب الإنسان وإرشاده إلى الحق والفضيلة، وتوجيهه نحو حياة متزنة ومتصلة بالخالق.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 38-At-Tawbah
.. 38-At-Tawbah
.. ترامب يحضر صلاة في واشنطن ويستمع إلى الأذان وعظة، فكيف كان ر
.. ترامب يستمع للأذان في كاتدرائية ويحضر عظة لم تعجبه.. ماذا حد
.. في إندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة: جزيرة فلوريس، -منجم- كهنة