الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظالم بنون النسوة

هشام الصميعي

2007 / 1 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


حداء نعيمة و كرفطة الوزير
نعيمة امرأة قروية من إحدى مناطق الأطلس المتوسط المهمش وهي تلخص معاناة العديد من نساء المغرب المنسي نعيمة عنوان لامرأة مكافحة تعاني في صمت حتى لا تزعج فطور المسئولين. ربما كبريائها يمنعها من البوح أو الشكوى وهي لا تحتاج مع كل جهودها المضنية لشهادة تقديرية أو اعتراف. وليست بحاجة إلى تلك الخميسة التي تزفها السلطة كل سنة إلى نساء يمثلن نموذج للمرأة الناجحة تحت أضواء الكاميرات المعتمة. بكل بساطة إنها امرأة تلخص سيرة المرأة القروية .
تستيقظ نعيمة المرأة المطلقة و الأم لطفلة في ربيعا التاسع تسهر على تدريسها على الساعة الخامسة و النصف صباحا تفتح باب الكوخ الصغير تشق طريقها تحت الصقيع و موجة البرد القارس إلى حقل البطاطس حيت تشتغل طوال اليوم في ظروف شاقة و بأجر هزيل لا يرقى شهريا حتى لشراء كرفته للوزير أو قارورة صغيرة من عطر باريسي لزوجته .و على الساعة الخامسة تعود نعيمة متعبة مع موات اليوم حيت يتراءى لها احتضار الشمس في الأصيل لتقوم بتقطيع الخشب الذي تشتريه بربع أجرها اليومي لتهيئ المدفئة لمواجهة البرد القارس تحتضن طفلتها بحنان.. و تخلد للنوم ..لا أحلام تترائي في الأفق . يوم الأحد لا تعرف نعيمة عطلة نهاية الأسبوع تستيقظ باكرا لتبيع ماحضرته بالليل من فطائر لمرتادي السوق الأسبوعي .

سميرة تقصف كل ليلة
حكاية سميرة تختلف عن نعيمة بعض الشيء لكن بطعم معاناة متكررة. بعد تلات سنوات على زواجها وإنجابها لطفلة في ربيعها الثاني ابتدأت المشاكل و السبب هو إصرار الزوج على دعوة أصدقائه لاحتساء الخمر في بيت الزوجية ليلتين في الأسبوع و السهر حتى ساعات متأخرة من الليل يسودها الهرج و المرج ..وهو ما حول البيت كما تقول سميرة إلى ملحقة لمقصف . و في كل مرة كانت فيها الزوجة تتدخل لتني الزوج على المضي في هده الطريق العوجاء كان يواجهها بلكمات أو بإشهار بطاقة الطرد من البيت في وجهها( الدار داري خرجي منها ال ما عجبك حال) ومع توالي العنف ضدها هجرت سميرة بيت الزوجية لتغادر رفقة صغيرتها الدار البيضاء و تلتحق ببيت عائلتها بأحد المداشر. بعد أيام توجهت سميرة إلى جمعية تناهض العنف ضد المرأة استمعت المشرفات إلى معاناتها ونصحنها برفع دعوى قضائية. لكن سرعان ما ارتطمت كما العديد من النساء في مثل هده الحالات بعراقيل إدارية أولها أنها لا تستطيع الحصول على نسخة من وثيقة الزواج من المحكمة بسهولة حتى يتأتى لها اتبات واقعة الزواج و حقوقها المترتبة عنه أمام القاضي. التجأت سميرة المعنفة في البداية إلى شيخ الدائرة الترابية ليمنحها شهادة الحياة أي شهادة تثبت أنها حية رغم أنها تمشي على قدمين فدلك لا يكفي. الشيخ لم يمنحها الحياة( عفوا شهادة الحياة) إلا بعد مضي أربعة أيام قضتها بين الهبوط و الطلوع لمقر القيادة وهي تتأبط طفلتها بين أدرعها. ولما أخبرته بأنها متزوجة و لها طفلة صغيرة مترتبة عن زواجها أمرها الشيخ بالبحت عن شهود ممن حضروا عقد الزواج بعد بحت مضني جاءته سميرة بخمسة شهود كلهن من النساء فرفض الشيخ منحها شهادة الحياة هي وطفلتها بدعوى أن شهادتهن غير جائزة .

أمينة لا تعرفها المدونة
سيرة أمينة تستحق أن تكون موضوع لسيناريو من أفلام الواقع وهي بكل تلخيص شخصية تراجيدية بدون مساحيق. تقول عن نفسها أن النحس يطاردها تنتمي إلى أسرة فقيرة تزوجت في سن مبكر( 15سنة) بمجرد أن رمقها شيخ في الستين من عمره وهي تلعب في فناء البيت(تتذكر وهي تضحك) عقد عليها الزواج في مجلس العائلة من غير مشاورة لتلتحق بالعيش معه بعد عقد القران في بيته الذي يعيش فيه باقي أبنائه و بناته الكبار من زوجته الأولى . أنجبت منه ابن هو الآن في ربيعه العاشر و طفلة في ربيعها الثامن. وبعد وفاة زوجها لم يمضي أسبوع على جنازته حتى تم طردها من بيت الزوجية من طرف أبناء زوجها المتوفى بعد أن سلبوا منها كل وثائقها لكي لا يرث الأبناء الجدد بل حرموها حتى من ملابسها بالمغربية نقول( خرجت برأسها عريان ). مند هده الحادثة المؤلمة التي بقيت عالقة في ذاكرتها اشتغلت أمينة كخادمة بعشرات البيوت لتعيل أبنائها وهي تقاسي من اجل أن يستكمل أبنائها الدراسة تعيش رفقتهم في بيت اكترته لا تتعدى مساحته بضع أمتارا معدودات . وعندما اتصلت أمينة بمكتب صرف التقاعد بالرباط لتطلب مستحقات زوجها صعقت عندما أخبروها بأن لا حق لها في مستحقات تقاعد زوجها المتوفى بعد أن أخبروها بأن زوجها الذي اعتنت به في لحظات مرضه ومكثت معه إلى أن توفي كان قد طلقها بدون علمها ربما بفعل ضغوطات أبنائه و بناته من الزوجة الأولى حتى يتسنى لهم حرمانها من الميراث . ولازال أبنائها محرومون من ميراث أبيهم إلى حدود كتابة هده السطور .
فاطمة أخد أوراقها و تركها رهينة .
فاطمة تزوجت بأحد المهاجرين المغاربة بالديار الفرنسية و بعد سنوات من التحاقها بالعيش معه أنجبت منه طفلا هو الآن في السابعة عشرة من عمره. كانت حياتها هادئة بديار المهجر إلى أن حدت ما حدت في إحدى مواسم الصيف و بعد عودتها مع زوجها إلى المغرب لتمضية العطلة أصر عليها الزوج(لغرض في نفسه) أن تمكث ببيت عائلتها فيما سيتكلف هو بانجاز بعض الوثائق و بعد أن أخد منها كل وثائقها الشخصية من بطاقة وطنية و جواز سفرها و أوراق إقامتها بديار المهجر غاب الزوج عنها إلى الأبد و لم يعد . مرت عشر سنوات على مقلب الزوج و تركها معلقة إلى الآن .


سعاد أنجبت معاقا فطلقها
سعاد امرأة تتمتع بقدر من الجمال و الثقافة فهي حاصلة على شهادة جامعية وتنتمي إلى عائلة محافظة دفعتها إرادتها في البحت عن الاستقرار و تكوين أسرة إلى قبولها الزواج من رجل يكبرها بتلاتين سنة بمجرد خطبتها بل رضخت إلى كل شروطه بأن يكون زواجه منها دون إقامة فرح بالمناسبة. و لم تمضي سنة عن زواجها حتى اكتشفت أن زوجها متزوج بامرأة ثانية و أن له منها أولاد هم في سنها تقريبا لكن هده ليست هي المأساة . فبمجرد ما أنجبت منه طفلا معاقا وهي التي لم تخرج بعد من مرحلة النفاس حتى وصلتها ورقة الطلاق . و الأدهى من دلك أن الزوج ليس أميا وهو ينتمي لسلك القضاء ويعرف جيدا حقوق النساء لكن و في الوجه الأخر أخد يستعمل ترسانة القوانين التي يحفظها لكي لا يؤدي لها حقوقها أمام القضاء بل رفض حتى شراء كرسي متحرك لابنه المعاق .
هي معاناة حقيقية من صميم حياتهن العادية وكل تطابق في الأسماء هو من قبيل الصدفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا


.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة




.. LBCI News(04-05-2024)- شبكة اغتصاب الأطفال.. شبهات عدة وقضاء


.. حملة توعوية لمحاربة التحرش الجنسي في المغرب




.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام