الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الإسلام هو الحل ؟

جورج فايق

2007 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرا ما سمعت هذا الشعار ليس الآن فقط و لكن منذ زمن بعيد و أن أجد هذا الشعار معلقاً في لافتات الانتخابات و على ملصقات المرشحين في الشوارع
أتذكر و أنا طفل صغير أني رأيت هذا الشعار في الشارع بجانب صور لأشخاص قساة الشكل و قد أتخذ جميعهم في ذلك الوقت شعار المسدس و كان منظرهم مرعباً بلحيتهم الكثة و نظرات القسوة و الشدة في أعينهم و ما زاد المنظر قسوة و رعب هو المسدس شعارهم الانتخابي في ذلك الوقت بالإضافة للسيف مع القرآن شعار جماعتهم فاجتمعت أركان القسوة متمثلة :
1- كتاب كريم يحث على إقصاء وذل الأخر المخالف لكتاب الله و سنته
2 - أشخاص قساة يبدو من ملامحهم أنهم لا يعرفون الرحمة أو الشفقة لتنفيذ دستورهم السماوي العنصري
3 – أدوات إقصاء و تأديب المخالف متمثلة في السيف و المسدس
و كان منظر هؤلاء يثير في نفسي الخوف كطفل دون أن أعي لما و دون أن أفكر في الأركان أو غيرها فكل ما أراه شخص قاسي الملامح و بجانبه سيف و مسدس
وعندما مر الزمن رأيت حديثاً أشخاص آخرين منتمين لنفس التيار و يرفعون نفس الشعار الإسلام هو الحل و للحق لم يعد لديهم هذه النظرة القاسية و الوجوه المكفهرة بل رأيت وجوه باسمة و لحى مهذبة و بعضهم بدون لحى و ملابس مودرن أخر موضة و لغة ودودة تقطر سماحة وود للمخالفين لهم رغم بعض السقطات التي تكشف النيات مما جعلني أفكر هل نحن ظلمنا هؤلاء القوم ؟ أما أنهم يتخفون و راء قناع السماحة و الحرية و الديمقراطية
رأيت أيضاً أن المسدس لم يعد شعارهم و لكن بقى الكتاب و السيف و شعار الإسلام هو الحل و كلما قرأت تصريحات مرشدهم و نوابه و رأيت تصرفات هذه الجماعة اقتنعت أنهم كما هم لم يتغيروا و أنما الذي تغير إستراتجية غزو المجتمع لفتح مصر على حد تعبيرهم و أن الوجوه السمحة ما هي ألا قناع يخفون وراءه القسوة و الظلم و أن اختفاء المسدس أو السلاح ليس إلى ما لا نهاية و وسوف تأني مرحلة استخدامه لحسم وصلهم لما يريدون ثم تأتي مرحلة الجزمة لكل مخالف
و لكن دعونا نفكر في شعارهم الذين متمسكين به ألا وهو الإسلام هو الحل و يعتقدون أن الحل السحري لكل مشكلات مصر بل أنه الحل للكل مشكلات العالم أجمع
و رغم أن هذا الشعار مرفوض من جميع الغير المسلمين و بعض عقلاء المسلمين الذي لا ينطلي عليهم الشعارات الزائفة و اللعب على وتر الهوس الديني للشعوب فهم يعلمون أنهم يسخرون الدين لخدمة أهدافهم و يرون أن هذا الشعار يقطر عنصرية و رفض للآخرين و ينقص حقوق غير
و لكن بعيداً عن تعصبنا ضد هذا الشعار دعونا نفكر هل يملكوا فعلاً حل لكل مشكلتنا بدينهم ؟ و لما لا ؟ كل شيء جائز
هل نكره الخير لبلادنا لأننا متعصبون ضد الإسلام ؟ دعونا نطرح تعصبنا جانبا ونفكر في أن الإسلام هو الحل

الإسلام هو الحل طالما فكرت في معنى هذا الشعار و كيف أنه الحل لكل المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية و السياسية و غيرها و قد أعناني التفكير و لم أجد حلاً إسلاميا لأي مشكلة فقلت لنفسي ربما لأني غير مسلم لا أفهم جيداً و ربما الحلول مخفية في أماكن لا يعلمها غير المسلمون حتى لا تقع هذه الحلول في يد المسيحيين أو اليهود و يستخدمونها و ينهلوا من فائدتها فقلت أسلم حل أن أرى ذلك عملياً في دول طبقت الشريعة الإسلامية و أرى حالها على كافة المستويات ربما فعلاً نهضت الشريعة الإسلامية بهذه الدول و جعلتها من الدول المتقدمة و لم يطل بحثي كثيراً فوجدت هذه الدول هي السودان و إيران و السعودية و أفغانستان
دعونا نرى مثل فعل تطبيق الإسلام و شريعته في هذه الدول ربما يعجبنا حالهم و نطبقه على أنفسنا بهم فوراً لنصبح مثلهم في مقدمة الأمم
و لم أجد ملخص لدحض خرافة شعار الإسلام هو الحل ألا رأي كاتب يدعى بني كرشان له مدونة عظيمة على الانترنت فيقول :

من الدول العظيمة التي قامت بتطبيق الشريعة الإسلامية الجمهورية الإسلامية التي أدى تطبيق ولاية الفقيه فيها إلي رفع المستوي المعيشي للشعب الإيراني بشكل لم يشهده التاريخ من قبل، حني إن الإيرانيون صاروا يستوردون العمالة من الخارج..حكومة طالبان التي قصف عمرها جورج بوش بسرعة للأسف ، حققت اعلي نسب للتعليم و محو للاميه خاصة بين النساء..و السعودية أصبحت مثالا للعدالة بين كافة الشعوب في المساواة المذهبية و الحريات الشخصية و حرية
المرآة و إلغاء القبلية ، والسودان انتهت حروبه الأهلية وأصبح من كبري الدول المصدرة للغذاء من بعد ما جاءهم الترابي بأتربة الفكر الإسلامي، إما جمهورية موريتانيا الإسلامية فحدث ولا حرج..فقد منعت الرق و العبودية.. و صارت عملتها الوطنية.. الاوقيه.. تهز الدولار و اليورو كلما ازداد الطلب عليها

وعندما قرأت هذا فكرت
ماذا فعل تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان أو إيران أو أفغانستان أو السعودية ؟ أنها دول طبقت الشريعة الإسلامية بعضها كان سنة و الأخرى شيعة ماذا جنوا منها ؟ و إلى ماذا وصلوا ؟ هل أصبحت أحدهم عضو في مجموعة الدول الثماني الكبار أو من الدول المانحة و المقدمة معونات للشعوب الفقيرة أم هم أنفسهم يريدون مساعدات و إمدادات أن لم تكن مادية فعلمية و تقنية
هل هذا هو النموذج التي تريدوا أن تصبح مصر عليه ؟ هل تريدوا لمصر الفقر و القمع و القتل و الجهل و التخلف
؟ ألا يكفي ما نعنيه من مادة واحد و هي الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع
و ما نجنيه من عنصرية هذه المادة التي تفرق بين الشعب الواحد على أساس ديني
و أن كان الإسلام أثبت نجاحه في وقت كان أو زمن لكنا رحبنا بحلكم و من هنا نجد أنه من الغباء أن ننادي بنموذج أثبت فشله على مر العصور و نعتقد أنه حل لكل مشكلاتنا بينما تطبيق النموذج الديمقراطي العلماني في الغرب جعل هوة المسافة بينهم و بيننا لا يمكن تقليصها و ليس اللاحق بهم لما تقدمت اليابان و الصين رغم عدم تطبيقهم شريعة الإسلام و لا أي شريعة أخرى
و كيف يكون الإسلام حل للمشكلات العلمية مثلاً :
هل أطلاق الأطباء اللحى و طبع علامة الصلاة على الجباه و تقصير الجلباب أو
البنطلون و ارتداء الطبيبات النقاب أو الحجاب سوف يقضي على السرطان و الإيدز و الفشل الكلوي و أمراض الكبد و يجد مصل للأنفلونزا الطيور

كيف سيحل الإسلام مشكلة البطالة في مصر هل سيجعل خريجين الجماعات يبيعون كنافة و بسبوسة أو سواك و مسك على أبواب الجوامع
كيف سيحل الإسلام مشاكل الإسكان في مصر سيرجع بنا لعهد الخيمة و السقيفة
كيف سيحل الإسلام مشاكل الزحام و اختناق المرور و تلوث الهواء هل سوف يعودوا بنا إلى عصر الدابة و الجمل
وغيرها من المشكلات لم أجد لها حل لا في الإسلام أو دين أخر
لأن الدين هو مجرد علاقة بين الإنسان و ربه و ليس حل لمشكلتنا فالدين يرتقي بأخلاق و سلوك الأفراد و ليس بعقلهم و علمهم و مثال بسيط على ذلك أن ترك التلميذ دروسه و أهملها و جلس يصلي ليل و نهار لن ينجح لأنه كان ببصلي و كذلك العالم أن ترك معمله و جلس يسبح لأي أله كان لن تنجح تجاربه فهو لابد أن يعمل لكي يصل للنجاح
و لذلك أن الإسلام ليس هو الحل لأي مشكلة مما تعانيه أي دولة و ألا كنا أول المطالبين بتطبيقية من منا يكره أن يكون لديه حل سحري يجعل من مصر دولة متقدمة راقية غنية مثل الولايات المتحدة أو دول الاتحاد الأوربي أو اليابان ؟ من منا يكره أن تكون دولتنا في مصاف هذه الدول ؟ بالطبع أي عاقل مهما كانت ديانته أو انتماءه الفكري لا يكره التقدم و الرفعة لبلاده
هل الإسلام قادر على جعل مصر مثل هذه الدول ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah