الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخب السياسية العراقية :وحرية التعبير عن الرأي

عبد الرزاق السويراوي

2007 / 1 / 17
المجتمع المدني


يمكن إلحاق موضوع حرية التعبير عن الراي ضمن التصور العام للسياقات الديمقراطية الصحيحة . وقد يصعب الإتيان بتعريف متكامل ومحدد لهذا المفهوم , وأعني به حرية التعبير عن الرأي , نظرا لتعلقه وإرتباطه بجملة من الأنشطة والممارسات , ولكن لا بأس بالقول بأنّ التعبير عن الرأي , يعني بشكل عام , حرية التعبير عن الأفكار عبر اللجوء الى العديد من الوسائل ومن بينها الكلام المباشر أو الكتابة في الصحافة والدوريات وغيرها , أو عن طريق الوسائل الأعلامية المرأية منها والمسموعة وغيرها من الوسائل الأخرى التي من شأنها العمل على إيصال ما يُطرح من أفكار ورؤى الى الآخرين أو حتى لمجرد التعبير عمّا يدور في الذهن من أفكار . على أنّ هذا الحق في طرح وجهات النظر والآراء لكي يكون متكاملا , يجب أنّ لا يخضع لأيّ نوع من الرقابة صادرة من جهات رسمية أو غير رسمية , داخلية أو خارجية , ولكن في قبال هذا الشرط , يجب أن لا يتبادر الى الذهن بأن يصار الى التعسف في إستعمال مثل هذا الحق , بحيث يسوّغ المساس بالأخلاقيات العامة والأنظمة المرعية التي هي ملك للجميع , لكي يتاح بذلك توفر موازنة تجمع الى جانب ضرورة الإلتزام بالمبادئ الإنسانية , حق التعبير عن الرأي .
في بداية الحديث ذكرت بأن مفهوم حرية التعبير عن الرأي , يرتبط ببعض الممارسات والنشاطات الأخرى , من هنا فأني أودّ بعد هذه المقدمة أن اسلط الضوء على هذا المفهوم وحصرا بالآلية التي تشتغل عليها بعض النخب السياسية العراقية وما أدّتْ اليه من نتائج , خاصة ما يتعلق منها بالمسألة الأمنية في الساحة العراقية الآخذة بالتفاقم يوما بعد آخر .
في الواقع , أن حرية التعبير عن الرأي , بقدر ما هي ضرورة ملحة وحاجة انسانية يفرضها منطق الحياة المعاصرة , فأن إساءة فهمها أوالإساءة في إستخدامها يتحول كجرعات دواء يتناولها المريض خلافا لإستشارة الطبيب , ذلك لأنها قد تضرّه من حيث يريد الإنتفاع بها . ممّا يعني أنّ حرية التعبير عن الرأي سلاح بحدّين , إذا لم يُحْسن فهمها وإستخدامها . ولعلّ الواقع الراهن في الساحة العراقية خير شاهد على ذلك , فالعراق بعد نيسان 2003 إنتقل من مرحلة الحكم الإستبدادي الى مرحلة أقل ما يقال عنها أنّ حرية التعبير فيها عن الرأي سواء على مستوى الأفراد او الجماعات باتت متاحة للجميع ودون تمايز , ولكن الذي حصل وما زال يحصل , أن الكثير من القيادات السياسية الفاعلة في العراق , سواء كانت على المستوى الحكومي الرسمي أو من النخب في الأحزاب السياسية ,لم يُحسن البعض منهم إستعمال هذا الحق , بحيث وصل الأمر بالبعض منهم أن يعسف في إستعمال هذا الحق ,فمعركة الحوارات الساخنة والتصريحات النارية عبر وسائل الأعلام وخاصة الفضائيات بات كل طرف من الأطراف المتصارعة يحاول إثبات صواب رؤيته مهما كان الثمن ويسعى جاهدا الأستدلال على خطأ الآخر , وبالتالي محاولة الإجهاض عليه بأيّ شكل من الأشكال , وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد رغم أهميته , وإنما راح البعض من المتحاورين لا يلتزم حتى بمبدأ مسؤولية الحوار البناء الذي يمكن بواسطته الوقوف على القواسم المشتركة بين الجميع وبالتالي التوصل الى الرؤى الناجعة التي ترسم منهج الخلاص من قبضة الأوضاع غير السليمة . والذي يزيد الأمر تعقيدا أنّ الكثير من هذه الشخصيات لها من الأتباع العدد الكثير , ولعل مكمن باب الخطورة الأهم هو في هذا الجانب , إذا ما إخذنا بنظر الأعتبار ان تصريحات هؤلاء الساسة وما تتركه من أثر على أتباعهم فأنها تتفاعل مع الظواهر السلبية الموجودة التي تحرك جزءا كبيرا من حالة الحراك السياسي وإفرازاته الأخرى . من هنا ينبغي على الكثير من النخب السياسية الإلتفات الى هذا الجانب وضرورة الوعي بخطورته والإبتعاد عن التعسف في إستعمال هذا الحق والحرص على إستخدامه بما يتناسب مع حساسية الظرف الراهن , خدمة للصالح العام بدلا من ترجيح المصالح الشخصية الضيقة فمن دون ذلك يصبح حق التعبير عن الرأي أداة تدميرية أكثر منها أداة خلاّقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طواقم الدفاع المدني بمدينة رفح تنتشل 7 شهداء من محيط مخازن و


.. الأونروا: نحو 10 أطفال يفقدون ساقاً أو الساقين يومياً في غزة




.. تقرير دولي يقول إن خطر المجاعة قائم في كل أنحاء قطاع غزة


.. الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو وقائد أركان ال




.. كلمة ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة | #عاجل