الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عناصر السيميولوجيا أخيرا
حكمت الحاج
2025 / 3 / 24الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

عناصر السيميولوجيا.. أخيراً!
• حكمت الحاج
سعادتي لا توصف اليوم بعثوري على نسخة (مستعملة ولكنها بحالة جيدة) من الترجمة الانگليزية من كتاب رولان بارت الشهير "عناصر السيميولوجيا" (Elements of Semiology) بعد سنين طويلة من التيه ما بين رولان "بارت" ورولان "بارط"، ورولان "بارثس"، و"عناصر" و"أسس" و"مقومات" السيميولوجيا أو السيمياء أو السيميوطيقا أو علم العلامات أو الإشارات، وما إلى ذلك من ترهات الغابة المتشابكة لما يسمى بالثقافة العربية، القائمة على مبدأ الإرتجال وعدم المسؤولية، والاعتماد على مجتزءات نسخ لترجمات عربية أقل ما يقال عنها انها مشوهة وغامضة وغير أمينة وتفتقد الجمال علاوة على ذلك.
√كتاب "عناصر السيميولوجيا" (Éléments de Sémiologie) لرولان بارت، الذي صدر لأول مرة بالفرنسية عام 1964، يُعتبر نقطة تحول حاسمة في مسيرته الفكرية، حيث بدأ بالانتقال من البنيوية إلى السيميولوجيا. في هذا الكتاب، يستفيد بارت من النموذج اللساني لدى فرديناند دي سوسير ليؤسس مشروعًا أوسع لتحليل الأنظمة الدلالية خارج اللغة، مثل الموضة، المطبخ، والإعلانات.
√النقلة من البنيوية إلى السيميولوجيا√
في هذا الكتاب، بدأ "رولان بارت" بتوسيع نطاق التحليل البنيوي، لكنه سرعان ما تجاوز الحدود الصارمة للبنيوية التي تركز على البنى المغلقة. كان للبنيوية طابع صارم، إذ تركز على دراسة الأنظمة بوصفها بنيات داخلية ثابتة. أما السيميولوجيا، فهي تُعنى بالأنظمة الدلالية في تفاعلها مع الثقافة والمجتمع، وهو ما أعطى بارت حرية أوسع في تأويل المعاني ورصد تحولات الدلالة.
النقطة الجوهرية في هذا التحول هي أن بارت بدأ ينظر إلى العلامات بوصفها ليست مجرد كيانات داخلية ثابتة، بل كعلاقات متغيرة داخل السياقات الثقافية. في هذا الإطار، لم يعد الهدف فقط هو تفكيك بنية النصوص، بل تحليل كيفية إنتاج المعاني وتداولها في النسق الاجتماعي.
√النسخة الإنگليزية ودورها في انتشار أفكار بارت√
لقد ساعدت الترجمة الإنگليزية التي قام بها أنِيت لافيرز وكولين سميث عام 1967 ساعدت على إدخال رولان بارت إلى الفضاء الأكاديمي الأنگلوساكسوني، مما مكّنه من التأثير على النقد الأدبي، والدراسات الثقافية، وتحليل الخطاب الإعلامي في الغرب عموما. وعلى الرغم من دقة الترجمة، فإن بعض المفاهيم السيميولوجية، كما ورد في التقديم، كانت جديدة على القارئ الناطق بالإنگليزية، مما أدى إلى استيعاب بارت هناك بوصفه مفكرًا معقدًا ولكنه ثوري في مجاله. ولولا هذا الفضاء الأنگلوساكسوني لما تسنى لبارت أن يشهد كل ذلك التأثير، وتلكم الشهرة في الأوساط النقدية العالمية.
إجمالًا، يمكن القول إن "عناصر السيميولوجيا" هو العمل الذي شهد خروج بارت من قيود البنيوية ودخوله في مشروع السيميولوجيا الثقافية، الذي سيتبلور لاحقًا في أعماله مثل "أسطوريات" و"لذة النص"، حيث بدأ باستكشاف الدلالة في مستويات أكثر مرونة وأقل تقيدًا بالأنظمة المغلقة للبنيوية الكلاسيكية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شبكات | بالفيديو.. الرئيس الفلسطيني يشتم حماس

.. الأنظار تتجه إلى ديربي ميلانو بين الإنتر وميلان لحسم بطاقة ا

.. شاهد | بركان كيلاويا في هاواي يثور مجددا وينثر حمما بارتفاع

.. تفاعلكم | تغير لهجة ترامب مع الصين.. تراجع عن الحرب التجارية

.. مجموعات مستوطنين تهاجم بلدة سنجل قرب رام الله.. وتقوم بإحراق
