الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قراءة نقدية حول خطة استشرافية لتطوير وتجويد التعليم في الوطن العربي 2026-2035م-الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الجزء الثالث)
حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)
2025 / 3 / 25
التربية والتعليم والبحث العلمي

استمرارًا للمقالات السابقة حول القراءة النقدية لهذه الخطة الاستشرافية التي تهدف إلى تطوير وتجويد التعليم في الوطن العربي خلال الفترة من 2026 إلى 2035م، أود في هذه القراءة التفكيكية بأن تساعدنا على رؤية الخطة بشكل أفضل وأعمق، من خلال طرح عدد من الملاحظات والمقترحات حول الخطة. حيث سأكتفي في هذا السياق بالتنويه واختصار الملاحظات والمقترحات في عدد من النقاط وهي:
• إذا أمعنا النظر في ملامح الخطة سوف تتكشف لنا سريعا وجود نوع من الاختصار في الحديث عن التعليم الابتدائي والثانوي، من ثم أعتقد بأنه من المهم تخصيص فصول خاصة لهذه المراحل، لما تمثله من أهمية بالغة كأولوية في مسيرة التعليم، حيث تشكل الأسس التي يُبنى عليها التعليم العالي.
• بالرغم من أهمية إطار المؤهلات العلمية للتعليم العام، إلا أنه لوحظ افتقار الخطة في الحديث عن هذا الموضوع. وفي هذا السياق نود التذكير إلى أهمية إطار المؤهلات في تحديد المعارف والمهارات المطلوبة لكل مرحلة، فضلاً عن خصائص خريجي كل مرحلة. بالتالي نعتقد بأهمية تحديد ما يجب أن يتسم به الخريجون في كل من التعليم الأساسي والثانوي، مما يسهم في رفع جودة التعليم بشكل عام.
• من خلال الاطلاع على الخطة، تتجلى الحاجة إلى إدراج أمثلة عملية وملموسة على تطبيق المبادرات والممارسات المطروحة، مثل التعلم الإيكولوجي أو استراتيجيات تعليمية جديدة، وكذلك أمثلة مباشرة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع ذكر تجارب فعلية في بعض المدارس، مما يعزز مصداقية الخطة ووصولها إلى القارئ، ومتخذي القرار.
• بالرغم من إشارة الخطة إلى عدد من التحديات المهمة حول التعليم العام، إلا أن تناول هذه التحديات يحتاج إلى مزيد من العمق والتحليل، مثلا تبرز الحاجة إلى التوسيع لمناقشة العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على التعليم، مثل النزاعات والحروب.
• هناك حاجة للتطرق بشكل أعمق إلى تحليل الفجوات بين الدول العربية، مع التركيز على الفروقات بين الدول الأكثر والأقل نموًا وتأثيرها على جودة التعليم. وللمزيد من الإيضاح والتبسيط تبرز الحاجة إلى إدراج أمثلة عن الدول التي حققت تقدمًا أو تلك التي تواجه تحديات كبيرة، مما سيوفر سياقًا مهمًا للمسؤولين وصانعي القرار.
• من الجيد أن يتم ذكر مبادرات أو برامج تعليمية في التعليم العام الناجحة تم تنفيذها في الدول العربية، مع توضيح كيفية تأثيرها على نتائج التعليم. وحتى نقرب المعنى أكثر يمكن ان نشير بأنه من المفيد تقديم نماذج يحتذى بها، مما يعزز من قيمة الخطة ويشجع على تبادل الممارسات والتجارب الناجحة.
• لعله من المفيد أن تتضمن الخطة قسم يتناول كيفية استفادة الدول العربية من التكنولوجيا والابتكار في تحسين التعليم العام، خاصة في ظل التحديات الحالية.
• إن أبرز ما يلاحظ في الخطة فيما يتعلق بالتعليم العام الحاجة إلى إدراج المعلومات حول أسباب عدم التحاق التلاميذ والطلبة بالتعليم العام، مثل الفقر والنزاعات والعوامل الاجتماعية، مما يعزز الفهم بشكل أشمل وأعمق لجميع العوامل المؤثرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب توضيح كيفية تفسير البيانات الموجودة في الجدول، مما يساعد على إبراز أهمية الأرقام وتأثيرها على السياسات التعليمية.
• لفت النظر إلى أهمية تحليل الفجوات بين الدول العربية في معدلات التسرب من المدارس، مع تقديم أمثلة على الدول التي تواجه تحديات كبيرة. وعموما فإن ما يعنينا الإشارة إليه في هذا الخصوص هو أهمية استخدام إحصائيات مقارنة بين الدول العربية والدول الأخرى لتحليل معدلات التسرب بشكل أشمل وأعمق.
• وجب التنبيه إلى أهمية ذكر بعض المبادرات أو البرامج التي تم تنفيذها في الدول العربية لمعالجة تسرب التلاميذ والطلبة في التعليم العام وتأثيرها على عودتهم إلى التعليم. هذا الأمر يعد ضروريًا لزيادة الشفافية وفهم القارئ للتجارب الناجحة التي يمكن أن تكون نماذج يحتذى بها، وهذا حسب اعتقادي التحدي الكبير.
• إن المتمعن في الخطة يلاحظ أهمية تناول كيفية استخدام التكنولوجيا والابتكار لمساعدة التلاميذ والطلبة في العودة إلى التعليم. تعتبر هذه الفكرة ذات أهمية بالغة وملائمة في عصرنا الرقمي، بالتالي فمن المهم التعرض لمنصات التعليم الإلكتروني والدورات التفاعلية والموارد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت، حيث إن هذا سيوفر بدائل قوية للتعليم التقليدي. كذلك من الأفضل تقديم دراسات حالة أو أمثلة ناجحة توضح كيفية تطبيق هذه الأفكار في العالم العربي، فالحكم على الشجرة كما يقال يكون من خلال ثمرها.
• أخيرًا فأنه من يحسن التأمل والتدقيق يستطيع أن يدرك بسهولة الحاجة إلى تسليط الضوء على الفئات الأكثر ضعفًا، مثل الفتيات والأطفال ذوي الإعاقة، بالتالي تبرز الحاجة إلى التركيز على التحديات الخاصة التي تواجههم في الحصول على التعليم جيد ومستدام كونه أمر بالغ الأهمية، وهذا يعني أهمية دراسة الحلول الممكنة لهذا الفئات من المجتمع، وكذلك تقديم اقتراحات واضحة للسياسات أو البرامج التي يمكن تنفيذها لتحسين حالة هؤلاء الفئات....وللحديث بقية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شبكات | بالفيديو.. الرئيس الفلسطيني يشتم حماس

.. الأنظار تتجه إلى ديربي ميلانو بين الإنتر وميلان لحسم بطاقة ا

.. شاهد | بركان كيلاويا في هاواي يثور مجددا وينثر حمما بارتفاع

.. تفاعلكم | تغير لهجة ترامب مع الصين.. تراجع عن الحرب التجارية

.. مجموعات مستوطنين تهاجم بلدة سنجل قرب رام الله.. وتقوم بإحراق
