الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول النظرات اليسارية والعلمانية إلى الاسلاميين:هل كأس البيرة هو المقياس؟

محمد سيد رصاص

2007 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لايطبق الحداثيون العرب الحداثة الغربية في نظراتهم للاسلاميين,حيث يلاحظ عبر التاريخ الغربي الحديث,وخاصة في القرنين الماضيين,بأن النظرة التي سادت في الغرب لمقاييس التقدم والتحضر,قد بُنيت على التتالي التالي,وعبرها يُقاس الانسان:1-تعامله مع الأشياء(الطبيعيات+الاقتصاد),2-طريقة تعامله مع البشر الآخرين,3-الأفكار,وليس العكس كما يظن الكثير من المثقفين العرب,كماأن الحقول الثلاثة المذكورة يُنظر لها,كلاً أوجزءاً,من خلال رؤية,تخضع فيها تعاملات وسلوك وأفكار البشر إلى نظرة وظيفية لاترى شكل الفكر أوالسلوك بل وظيفيته ودور حامله الاجتماعي في لحظة ومرحلة تاريخية محددة ومدى انسجامه أوتناقضه مع المهام والطبيعة المرحلية التي يمر بها المجتمع المعني.
نرى عند غالبية الماركسيين العرب,ولدى الكثير من الليبراليين العلمانيين الذين رفدهم الكثير من أتباع موسكو القدماء بعد عام1989,معايير شكلانية في النظرة للأفكار الاسلامية وحامليها,تختلط مع استقطابات كان ينظر اليساريون من خلالها إلى الاسلاميين من الخندق الآخر المقابل في فترة الحرب الباردة,الشيء الذي نراه الآن عند الليبراليين العرب الجدد ولكن عبر موقع حدَدته استقطابات مابعد11أيلول التي وضعت واشنطن,زعيمة المشروع الليبرالي العالمي,في موقع متصادم مع الاسلاميين,حيث يتجاوز الليبراليون الجدد بغالبيتهم حدود العداء للاسلاميين ليصلوا إلى الاسلام ذاته.
تتحدد هذه المعايير عبر مقاييس شكلانية:الحجاب,طول التنورة,ثمَ عبر مقاييس سلوكية تجاه أشياء معينة,مثل الخمور,وليس عبر مقاييس تقاس بها حداثة الانسان المعاصر,مثل درجة استيعابه للعلوم,أواتقانه للتقنية,أومدى انخراطه الناجح والمثمر في العملية الاقتصادية,مع غض نظر عن شكل ومضامين فكره واعتقاداته, حيث كان إسحق نيوتن متديناً,وكان أبو القنبلة الهندية النووية هندوسياً متديناً يعبد البقرة,فيما كان أحد الصانعين الأساسيين للقنبلة الذرية الاسرائيلية هو يوفال نائيمان وهو شخص شديد التدين والتعصب القومي ساهم في انشاء حزب(هاتيحيا) الذي انشق عن (الليكود)بسبب رفضه اتفاقيات كامب دافيد,في تأكيد- من قبل هذه الأمثلة العملية- للفكرة السائدة في الغرب حول انفصال (المعقولية الذهنية) عن (المعقولية العملية)من حيث أن ميدان الأخيرة هو العلم والاقتصاد والسياسة,فيما مجال الأولى هو الأفكار,وهو انفصال مكرَس معرفياً منذ كانط عبر كتابيه"نقد العقل المحض" و"نقد العقل العملي".
نلاحظ هنا- عند اليساريين العرب وعند العلمانيين الليبراليين-نظرة يتم فيها تغليب الفكري على ماعداه,وفق رؤية قياسية معيارية لما يراه أصحابها أنه الحداثة,يتم من خلالها تحديد محتوى النظر إلى الآخر,وفي الحالتين,أي حالة يساريي موسكو المتضادين مع الاسلاميين في فترة بريجنيف وأندروبوف وحالة ليبراليي واشنطن العرب الجدد,تُوضع مقاييسهم للحداثة في واجهة خطابهم,مغلِفةً استقطاباً سياسياً محلياً مع مركز دولي ضد الاسلاميين,وخافيةً وساكتةً عن انخراط عملي في الحداثة-عبر العلوم والتقانة والاقتصاد- تفوق عبره الاسلاميون العرب على الاتجاهات الايديولوجية الأخرى خلال العقود الثلاثة الماضية,يمكن قياس مداه من خلال خريطة توزعهم الغالب في الكليات العلمية الجامعية العربية,فيماكان غيرهم متركز أساساً في كليات الآداب والفنون, حيث يلاحظ أن الاتجاهات الايديولوجية صاحبة المد السياسي تكون ممتدة في العلوم والاقتصاد والتقنية,فيما المتركزة في الآداب والفنون تكون في حالة جزر سياسي,وهو مايمكن ملاحظته من الفوارق بين امتداد الماركسيين العرب في جامعات الأربعينيات والخمسينيات بالقياس إلى مابعد السبعينيات ,حيث يلمس هنا -عند من هم في حالة جزر سياسي - النزعة الحالمة وغير العملية, وحتى عندما يهتمون بالاقتصاد فإنهم لايتجاوزون الإطار النظري إلى الميدان النظري-التطبيقي,كماأنهم يعطون للأفكار والألفاظ دوراً أساسياً في العمليتين الفكرية والسياسية,وليس للوظيفية العملية للأ فكار أو للتوازنات والمصالح وتوازن القوى في اللعبة السياسية,بعكس من هم في حالة مد سياسي. .
هل يمكن قياس الشيخ الشهيد أحمد ياسين من خلال أشكال الزي التي ترتديها بناته,أومن خلال موقفه من الخمور,أومن قضايا قانون الأحوال الشخصية,أم عبر مقاييس أخرى في مجتمع وشعب هما تحت الإحتلال,ومايعنيه هذا من أن التناقض الرئيسي للمرحلة التاريخية لهذا الشعب متحدِدُفي(الوطني), وأن كل الحقول الأخرى ,بمافيها (الديموقراطية)و(التحديث), تتحدد من خلال التوافق أوالتناقض مع المحدِد الرئيس؟...............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني


.. سياسي يميني فرنسي: الإخوان ساهموا في نشر الإسلاموفوبيا في أو




.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف