الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من كتابي رجال ونساء (المصطفى الزموري)

للاإيمان الشباني

2025 / 4 / 2
المجتمع المدني


المصطفى الزموري


مصطفى الزموري، المعروف في الأوساط الغربية باسم إستيبانيكو، هو أحد الشخصيات التاريخية البارزة التي تحمل بين طياتها قصة حياة مليئة بالمغامرات والتحديات. وُلِد في مدينة أزمور المغربية عام 1503، في زمن كانت فيه السواحل المغربية تحت السيطرة البرتغالية. تشير بعض المصادر إلى أن أسرته عانت من المجاعة التي اجتاحت البلاد بين عامي 1520 و1521، مما دفعهم إلى بيعه إلى تجار الرقيق البرتغاليين مقابل الحصول على الغذاء.

نُقل الزموري إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث بيع لنبيل إسباني يُدعى أندريس دورانتيس دي كارانثا، الذي أخذه لاحقًا معه في رحلته إلى العالم الجديد. كانت تلك الفترة مليئة بقصص الاستكشاف التي تحفز المغامرين على البحث عن الثروات، فانضم الزموري إلى بعثة استكشافية إسبانية متجهة إلى سواحل أميركا الشمالية. تعرضت الرحلة إلى سلسلة من الكوارث الطبيعية والسياسية، وانتهت بغرق السفن التي كانت تقل المستكشفين، ولم ينجُ من البعثة سوى أربعة أشخاص، كان الزموري أحدهم.

وجد الناجون أنفسهم على سواحل ولاية تكساس الحالية، حيث وقعوا في أسر القبائل الأصلية، وبقوا في الأسر لمدة ست سنوات، وخلال تلك الفترة اكتسب الزموري مهارات فريدة في التواصل مع السكان الأصليين، إذ تعلم لغاتهم وأساليبهم في العيش. استطاع بعد سنوات من الأسر أن يهرب مع رفاقه الثلاثة، وانطلقوا في رحلة عبر الجنوب الغربي للولايات المتحدة الحالية، حيث استمروا في التنقل لأربع سنوات أخرى.

تميز الزموري بقدراته الفائقة في التواصل والتفاوض مع القبائل الأصلية، فكان يستخدم لغة الإشارة ويتقن لغات عدة، ما جعله وسيطًا فعالًا بين المستكشفين الأوروبيين والسكان المحليين. سرعان ما اكتسب مكانة هامة في البعثة بفضل ذكائه وسرعة بديهته. وبناءً على ذلك، كلفه نائب الملك الإسباني في أميركا بقيادة بعثة استكشافية جديدة للبحث عن المدن السبع الأسطورية، التي كانت الأساطير تروي عنها أنها مليئة بالذهب والثروات الطائلة.

انطلق الزموري مع فريقه في مهمة الاستكشاف، لكن الرحلة لم تسر كما كان مخططًا لها، إذ انتهت بقتله على يد أفراد من قبيلة زومي في ما يعرف اليوم بولاية نيومكسيكو الأميركية. كان سبب مقتله غامضًا، إلا أن بعض الروايات تذكر أن السكان الأصليين اشتبهوا في نواياه أو شعروا بالتهديد من وجوده.

تبقى قصة مصطفى الزموري إحدى الحكايات الفريدة التي تعكس قدرة الإنسان على التكيف والصمود في مواجهة المصاعب. فقد كان من أوائل المستكشفين الأفارقة الذين وطأت أقدامهم أراضي أميركا، كما لعب دورًا محوريًا في فهم طبيعة العلاقة بين الأوروبيين والسكان الأصليين. رغم أنه غالبًا ما يُنظر إليه في التاريخ الغربي كشخصية ثانوية ضمن البعثات الاستكشافية الإسبانية، فإن إنجازاته تدل على أن دوره كان أكثر أهمية مما يُروى عنه
لقد جسدت حياة الزموري التحديات الكبرى التي واجهها المستكشفون في القرن السادس عشر، من العبودية إلى الحرية، ومن الاستكشاف إلى المأساة. وبينما يبقى اسمه غير معروف على نطاق واسع، فإن قصته تظل رمزًا للمثابرة والقوة في وجه الظروف القاسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني: الوضع الإنساني في غزة لا يطاق


.. وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لنتنياهو: الولايات المتحد




.. هيومن رايتس ووتش: الحصار الإسرائيلي على غزة تحول من -تكتيك ع


.. الأمم المتحدة ترفض الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة




.. ليبيا: هدوء حذر في طرابلس بعد 3 أيام من اشتباكات عنيفة والأم