الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين المسيح والكسيح وصندوق القمامة

فيليب عطية

2007 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعتقد ان اكثر الاشياء ايلاما للنفس ان يتحول الحوار الي مسخرة :علي الطرف الرئيسي للحوار سيدة فاضلة تحاول ان تضع ايدينا علي موقع الداء الذي ينخر في عظام مجتمع يدعي العقلانية والتقوي والورع وهو يعاني من كل سمات التخلف والفقر والغباء ،فيبرز لها علي الفور اراجوز مشاكس ليصيح :ماذا تقولين ؟ نحن خير امة اخرجت للناس ،ونحن الذين اخترعنا المزولة والكباس ،ونعوذ بالله من شر الوسواس الخناس.....الي آخر هذا الهراء الذي اعتقل عقلية امم وشعوب كانت بكل المقاييس صانعة للحضارة فتحولت علي ايدي شراذم من رعاة الابل الي ملعب لكل الغزاة من الشرق والغرب ،ولايهمنا هذا فبين ايدينا كتاب الله المبين وسخرية ارحم الراحمين
ويتحول الحوار الي نوع من الفكاهة الرخيصة عندما ينقلب الامر الي موازنة بين الشرق المسلم والغرب المسيحي ،رغم ان هذه التسميات والتصنيفات قد اصبحت من مخلفات التاريخ غير ان المحاور الاراجوز يضعها محكا ومحورا للحديث فيهرع الي الانجيل ليستخرج بعض كلمات المسيح :وانظروا من من الغرب الآن يسير علي هدي تلك الكلمات!ولابأس ان نرجع الي الصحافة والاعلام وسجلات الاحوال الشخصية ومصلحة السجون والمجاري لنثبت بالدليل القاطع ان الغرب سافل وابن كلب وليس بالمتدين ولا المسيحي،وانتظروا ماهي الا عملية او عمليتين من ابداعات القاعدة المتينة حتي يشرق نور الله علي تلك الامم الجاهلة ويصبح الجميع في الهوا سوا
الامر بالطبع ليس كذلك بالمرة ،فنحن عندما ننظر الي الغرب لاننظر اليه كزريبة دينية بل ننظر اليه كنسق حضاري استند الي العقل كمرجع وحيد للفكر الانساني ، وانهال بالنقد علي كل معوقات الاستنارة ، وفعل مالم تستطع امة لااله الا الله ان تفعله حتي الآن وهوفصل الدين عن الدولة او علمانية الدولة التي مازال ينظر اليها محاورنا الالمعي علي انها الكفر والفسوق....انه الغرب الذي انجب لنا فولتير ومونتسكيو وروسو،كما انجب لنا نيوتون واينشتين ومالايحصي من العلماء والمبدعين ،انه الغرب الذي يستعد الآن لغزو الكون كله ولايتراجع عن معرفة سر الحياة بل وان يقوم الانسان نفسه بدور الخالق العظيم
قضية كقضية ان يكون فلان زير نساء او ان يكون علان فاقد القضيب ليست قضية من قضايا الفكر المعاصر ،وقس عليها عشرات بل مئات القضايا التي مازالت تشغل الصبية في عالمنا المتخلف
الايدعو للسخرية حقا ان يعمل انسان علي كمبيوتر وهو لايدري شيئا عن التاريخ العلمي والفكري الشاق الذي قطعه الانسان للوصول الي معرفة هذا الاختراع
واليس من السخرية حقا ان يستخدم هذا الاختراع وغيره من المخترعات لترويج كلمات من العصور الوسطي بل واجبار الآخرين علي اعتناقها ان لم يكن طوعا فجبرا بالارهاب والقتل والتدمير....وكل حسنة بعشرة امثالها
ولنوجز الآن بعض الحقائق فيما يتعلق بالديانات السماوية او ما يطلق عليه هذا الاسم ،وهي حقائق لايجرؤ احد من الاراجوزات علي بحثها مع ملاحظة ان الوظيفة الاجتماعية للدين فوق العين والراس ولامحل هنا للبحث فيها
اولا: الله هو بشحمه ولحمه واساطيره "يهوه "العبري الذي يمكن ان نتلمس اصله وفصله في سيناء المصرية وفي بابل العراق
ثانيا: الوحي نوع من التدليس العقلي ،وهذا ليس رأيي بل رأي علماء كبار في بغداد عاصمة الخلافة ،ولم يتردد الخليفة في قطع رؤوسهم
ثالثا:لم يعد اي تشريع من تشريعات القرون الوسطي يناسب عالما في القرن الحادي والعشرين ،وشتان بين عالم يعيش علي تجارة الابل وعالم يعيش الآن في دنيا البنوك والشركات والكارتلات والاحتكارات
رابعا:ان الجنة والنار التي تستخدم الآن بكثرة لاخضاع ضعاف العقول اختراع مصري فرعوني صميم ولانريد لصا يبيع الماء في حارة السقايين
فلنكف عن الغباء والمسخرة ،وليذهب كل انسان الي المكان الذي يريده لعبادة ربه سواء اكان كنيسة او جامع او معبدا يهوديا او بوذيا ،المهم ان يؤدي دوره في بناء مجتمعه ،وعندما يتصور انه جهبذ قادر علي محاورة الآخرين ،فليعرف آداب الحديث فليس بالثغاء وحده تبوح بسرها العبقرنوية‍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا




.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين