الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عسكرة المجتمع.. النخب السياسية المتهم الأول.. والمتهم الثاني المواطن!!

غسان سالم

2007 / 1 / 20
المجتمع المدني


ثمة سؤال حزين يدور في خلدي منذ 9/4/2003 والى يومنا هذا، سؤال تكرره أفواه العراقيين على مسامعهم الصماء، بسبب الانفجارات التي تأكل أجسادهم، كما يأكل الهم أحلامهم بالعيش الهني.
سؤالي المتواضع هو: إلى أين تقودنا مسيرة الديمقراطية؟ وهي ديمقراطية النخب السياسية، وكنتونات المليشيات الهازئة بأرواح المواطنين.!
إلى أين يقودنا هذا الوجع اليومي، والحزن المزمن؟ الذي لم تنفع معه وصفات المشاريع السياسية المقبورة في رحمها قبل أن تولد، لنخبنا السياسية المتراجعة دائما وأبدا.
في 9/4 تنفسنا الصعداء، وحملنا في رؤوسنا احلاما عديدة وكثيرة، من عيش رغيد وبلد آمن، ومواطنة حقة، مجتمع يسوده الأمن ويتخلل أركانه السلام..
فيما مضى كنا نعرف من هو العدو، واليوم أصبح حتى جاري –الذي ألاصقه أكثر من خمسين عاما- عدوي، وأصبحت رسائل التهديد -بالرحيل أو القتل- تصلني من زميل الدراسة الذي قضيت معه سنين طفولتي وشبابي، كلها –الجيرة، الزمالة، الوطن، الحمام المهاجر!- لم تقف امام هذا التسويق الرخيص للطائفية.
الكل يعلم إن النخب السياسية هي السبب الأول في عسكرة المجتمع، وهي المبادر الأول لهذه الحرب غير المعلنة، التي تسوق المواطنين بالعشرات في كل يوم إلى محرقتها –قاتلا أو مقتولا.
تصالحوا، تقاتلوا، هم آمنون، ونحن من تسحقنا عجلة الانحطاط الحضاري الذي بات هما لا رجاء لانتهائه.
هذه الحرب القذرة التي أخرجت ديدان الأرض لتأكل أجساد الإحياء وهم على وجه البسيطة، لم تعد هذه الديدان قادرة على الانتظار ريثما تدفن الأجساد، إنها عَجِلة كعجلة ساستنا الذين جاءوا بمشاريعهم من منافيهم وهم يحملون أمراضا نفسية عديدة ومعدية، أصابت الشارع العراقي بالعدوى التخاطرية.
كنا نأمل من هذه النخب السياسية أن يتصارحوا ويتصالحوا ويشفوا من إمراضهم، قبل أن يجلسوا على كراسي أحزان العراقيين ويتاجرون بها.
كنا نأمل لكن، أمالنا كانت مجرد هباءا منثور، وكراسي الحكم أظهرتهم على حقيقتهم الناكرة للديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة الحقة، وكشفت –هذه الكراسي- مشاريعهم العتيقة والبعيدة عن أمالنا بالمواطنة وبلد تسوده الحداثة في الحكم والتطبيق.
وها هم بعد كل مرحلة يظهرون وجوههم على حقيقتها وينقضون اتفاقاتهم ووعودهم، فلا الدستور عليه اتفقوا -بل بإرادة العم سام توافقوا- ولا على الفدرالية رضوا، بل جاءوا بما جاء به قبلهم من علل وتبريرات ومسوغات، وكل تبريراتهم حق يراد به باطل، كما أن باطلهم حق يراد به منفعة خاصة تتجاوز على المال العام.
والمواطن الغائب عن الحدث العراقي هو المتهم الثاني، لأن هذه النخب تحكم الآن بإرادته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل


.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ




.. نتنياهو: شروط غانتس تعني هزيمة إسرائيل والتخلي عن الأسرى


.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأونروا: 160 موقعًا أمميًا دمرته




.. الصفدي: الأونروا ما زالت بحاجة إلى دعم في ضوء حجم الكارثة في