الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن الماء بين اليهود والحقاخاسوت

فيليب عطية

2007 / 1 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


موسي هي الكلمة الفرعونية او الهيروغليفية التي يمكن ترجمتها علي وجه الدقة بابن الماء ،وان دل هذا علي شئ فعلي دراية اليهود الكاملة باللغة المصرية القديمة فأي اسم غير هذا يمكن ان تطلقه اميرة فرعونية جميلة علي طفل تلتقطه من الماء ،واذا تركنا بحيرات مصر من البرلس والبردويل الي الفيوم وناصر لن يكون هذا الماء غير ماء النيل الذي ظل علي امتداد التاريخ العقدة المستعصية لكل اجلاف الصحراء في الشرق او الغرب ،ودعونا لانتحدث عن دموع ايزيس التي تجعل النهر يفيض ولا عن تماسيح النيل ولا عن الخبرة الحياتية الطويلة لسكان الوادي في ترويض النيل للاستفادة منه فهذه كلها تحتاج الي مجلدات وليس مجلد واحد ،وانما سنركز علي تلك الاسطورة التي اعتبرت من حقائق التاريخ ولايجرؤ احد علي المساس بها ،ولما لا وقد اعتبرت من صلب التوراة والقرآن ،ومن ذا الذي يجرؤ علي القول بأن حكاية موسي من البداية الي النهاية محض اسطورة صاغها اليهود ليعلنوا امام العالم كيف وقف نبيهم وتاج رأسهم امام فرعون الجبار وليكيلوا لمصر ضربات عشر لايوجد في التاريخ او البرديات القديمة اية اشارة الي حدوث اي منها ،كما لاتوجد اية اشارة الي هذا الاعجاز المثير للسخرية لانشقاق البحر وغرق فرعون رغم ان هوليوود ما زالت تجد في الامر حتي الآن مادة مسلية لافلامها
من المعروف ان مصر من البلدان القليلة التي اقامت نظاما مركزيا للحكم ارتبط به نظاما عسكريا واداريا لايباري اذا استثنينا بالطبع فترات الفوضي والتفسخ وهي قليلة ومعروفة ويمكن للباحث في التاريخ المصري ان يجدها بمنتهي السهولة ،فاية فترة للتفسخ والفوضي يمكن ان تتيح لطفل لقيط الوصول الي القصر الفرعوني بل ويشب ويرعي وعندما يخضر شنبه يذهب الي الفرعون ليقول هؤلاء العبيد اهلي وان لم تطلقهم ساسلط علي مصر الويل والثبور وعظائم الامور، اما كان الاجدر بالهه بدلا من الاستعانة باسراب الجراد وفلول الصراصير والفئران ان يحمل عبيده هؤلاء علي سحابة من الحرير كي ينزلهم في ارض الاباء والاجداد لقوم يشك في ابائهم واجدادهم فهم ليسوا سوي قوم رحل يلتصقون باي ارض وقد تسللوا الي مصر عدة مرات حتي ان الباحثين يجدون اشارات لهم في حفائر النوبة ناهيك عن وجودهم في اليمن وجزيرة العرب واي مكان يجدون فيه عشبا لبعيرهم
اذن من اين اتت تلك الاسطورة التي انفردوا هم وحدهم بذكرها واعجبت ما جاورهم من الاقوام فالتقطوها هم ايضا واعتبروها من تراثهم والي الجحيم بالفراعنة والمصريين والي الجحيم بالوثائق والمستندات
من المعروف بالطبع ان من تناولوا دراسة الاساطير قاموا بتصنيفها طبقا للمعني الذي تشير اليه فهناك مثلا اساطير الطبيعة التي نجد الكثير منها في التراث الفرعوني والبابلي والاغريقي وهناك الاسطورة التاريخية التي تستند الي حدث تاريخي لكنه صيغ في قالب الخوارق والمعجزات....الخ فالي اي تصنيف يمكن ان ننسب اسطورة ابن الماء هذا ؟ اكاد اطرح تصنيفا جديدا لم يرد في اي من المؤلفات التي اهتمت بتحليل الاساطير ..انها الاسطورة السيكوباتية او اسطورة المرض النفسي فكم اللعنات والضربات الذي تحفل به الاسطورة يبرر هذا التصنيف ،ولكن لايخلو الامر من شبهة تاريخية اذ يشير التوافق الزمني بين تلك الاسطورة وبين حكم الهكسوس الي ان تلك الاسطورة من الاساطير المرتبطة بطرد الهكسوس من مصر
من المعروف ان الهكسوس او الحقاخاسوت اي ملوك الرعاة غزوا مصر واقاموا فيها فترة من الزمن تتعدي الثلاثة قرون ،وهم لم يستولوا علي مصر كلها ومن المرجح انهم اقاموا دولتهم في شرق الدلتا ،وهو المكان المفضل الذي يمكن لليهود ان يصلوا اليه بسهولة ويجدوا فيه ملاذا ومرتعا،وبعض الباحثين يختصر الامر كلية ويعتبر ان الهكسوس هم اليهود انفسهم لكنه ليس بالرأي المرجح والاكثر منطقية ان يكون اليهود من رعايا الهكسوس لاسيما ان نظام العبودية لم يكن معروفا في مصر الفرعونية ولاتوجد اية وثائق تشير الي اقنان الارض رغم التفاوت الطبقي الواضح بين الطبقة المالكة والفلاحين غير ان المجتمع كان يعمل بكفاءة طبقا لقوانين نوت وماعت ربة العدالة
وعندما خرج سقننرع وابنه العظيم احمس لتطهير الدلتا من الغزاة ،اتجه الهكسوس الي مرابع شبه الجزيرة العربية ،ويريح البعض انفسهم بالقول انهم اختفوا من التاريخ اما اليهود فقد وجدوا في المرابع المتاخمة لسيناء فرصتهم لكتابة التاريخ علي هواهم
وهكذا خرجت الينا اسطورة ابن الماء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل