الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات شهور العزلة

هشام الطوخى

2007 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكفوا يوماً عن دعوتى لمعاودة الكتابة ، وهذا يعنى أنهم على ايمان عميق بأنهم يتركون أثراً ما ، وأن كل صوت " ليبرالى جديد " مهما كان متواضعاً ... باهتاً وخجولاً يستطيع أن يكسب فى أرض العروبيين مساحة ..... للعقلانية !

بين وقت وآخر يُدخلنا الحزن الى أيام العزلة ... نتأمل ... و نتأمل ... ونتأمل ...

تتداخل لقطات قديمة و حديثة لمراحل العبث والهلوسة ...
مشاهد لمرحلة الحشيش :
و " ارفع رأسك يا أخى ..... لنقطعه " .
.....................................
و " ....... هيه هاى المرجلة " .
و مشاهد للرئيس " المؤمن " وهو يسلم المرحلة للكهنة ... تجار البانجو ... فى دولة " العلم والايمان " !

أثناء هذه الأيام الغامضة والأيام التى تلتها من سنوات عصر التحنيط ... حين كنا نستكشف نظريات الفيزياء والبيولوجى والفلك والتاريخ وتضاريس الجغرافيا بين سطور الشعر الجاهلى و نصوص القرآن والحديث ... لم تكن تقابلنا مشكلات كبيرة - نحن الطلبة النجباء ، والأساتذة المخلصين " لكبير العائلة " - غير " حصة الفسق " التى تتعرض للجهاز التناسلى فى الانسان ، و " حصة النجاسة " التى تتناول ثلاثمائة عام من المرحلة القبطية فى أربعين دقيقة ، و " حصة الكفر " التى تتناول نظرية النشوء والارتقاء !
لكن ...

ولأننا - جميعاً - كنا على القدر الواجب من المسؤلية ... فقد مر الأمر كله كما يُفترض له أن يمر !!

فى " حصة الكفر " ... مضى مدرس البيولوجى المخلص - مغالباً كل ارتباك مُفترض - يشرح ويُنهى نظريته فى طلقة واحدة ...
:
" يقول داروين أن الحيوانات فى صراعها من أجل البقاء يمكنها أن تتطور بمرور السنين ، وأن الانسان أصله قرد ! .... بهذا أثبت داروين اليهودى أنه قد تحول الى حمار .. " !
و ينفجر الضحك ، و يتحول فصل الدراسة الى " سيرك " ، وتتنهى النظرية القديمة بأخرى جديدة .....!!

كنا نجباء تماماً ، ومخلصين تماماً ... لدولة " العلم والايمان " ، ثم لدولة " عصر التحنيط الحديث " !

أستعيد هذه الأيام الغامضة فيوسوس لى " بعلزبول " بالسؤال ... هل كان مدرس البيولوجى - الى درجة ما - على صواب ؟! ... هل من الممكن أن " يرتقى " البشر عكسياً فيتحولوا ربما .... الى جراد ؟!!!

نشاهدهم ...
نشاهدهم الآن ...

يأتون من الصحراء ومن الأحراش ... بالغِلِّ المنتفض فى العروق ... يَئِدُون النساء و يقتلون الرجال ... يُطفئون الأنوار ، و يُسكتون الموسيقى ، ويطمسون الألوان بالنفط ...
يُخرجون مشاعر العصور الوحشية من داخل نفوسهم لينشروها على شرفات المدن ... مدينة مدينة ....
جائعين خرجوا ليأكلوا العالم فى طريقهم ... بنهم لا ينتهى ولا يرويه - للأبد - شيئ ...

نتأمل ... و نتأمل ... و نشتبك مع النصوص ...
" ان أكثر أنواع الصمت عناداً هو الكلام ! " ... كيركجارد ... أبو الوجودية .

يشتبك الذين يتعاطون المخدرات بالدم ، و نشتبك نحن مع النصوص .... !

تهزمنا النصوص فنعود ... ولو من باب التأملات .
ضعفاء تهزمنا نصوص !
وشبق للعقلانية !!

العقلانية التى ستسود لتخلف الخرافة على هذه البقعة من الأرض قبل أن يتحلل كل اللحم الحى الموجود على ظاهرها الآن ...
ولو كنا غير محظوظين بما يكفى لنشهدها ونراها .. نحن ... الموجودون هنا بالمصادفة التاريخية ... مصادفة الزمان والمكان !

سيمر من هنا جيلان قبل أن يزول تأثير البانجو ، كما احتاج الأمر لنصف قرن لزوال أثر الحشيش !

نصف قرن !
نصف قرن كامل ... مرت ما بين انقلاب الكولونيل وسقوط السفاح !

سوف تستقر الصخرة فوق قمة الجبل ... و لو كان سيزيفوس حينها قد مات !
هو حكم التاريخ ... تاريخ الهوموسابينز ... النوع البشرى الوحيد المتبقى فوق الكوكب الأزرق منذ خمسة وعشرين ألف عام !

فيأيها الضعفاء فى قوة سيزيفوس :
احملوا صخراتكم وامضوا ...
لتُكمِلوا المسيرة !
فالآلهة الصغيرة تحتضر
والكهنة يقطعون ...
خطاهم الكبيرة الأخيرة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah