الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاري .. يا مصر

سالار الناصري

2007 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حذاري يا مصر ان تغمضي عينيك عن خطر الفتنة وصليبها ما زال شاهدا في بغداد كل يوم يقتل بين ذراعية مئات من الاطفال والنساء والشباب..
حذاري يا مصر ان تخلعي تدينك في طريق السياسة فيتحرق ابنائك في أتون التطرف والحرب الاهلية ومجازر طقوس الذبح على الهوية الدينية والطائفية ..
حذاري يا مصر من ان يغرَوك بتطبيق الشريعة وظلامة الدين اللامتسلط ،وبأحقية الامام الاسلامي في ان يحكم باسم الله فقد أغروا بغداد من قبل وها هم اليوم جماعات وأحزاب وتيارات اسلامية يحكومون ويتصارعون ويذبحون الشعب العراقي من الوريد الى الوريد باسم الله ،وما ابشع الصور وما افدح الخسائر وما اعظم المصائب وما اعمق الجروح ..
باسم الله بغداد تذبح بسكين الاسلام السياسي ، وتحتل بشعارات الاسلام السياسي، وتحترق بفتاوى رجال الدين وعلماء الاسلام .
حذاري يا مصر من ان تستجيبي لمن يمتطي الدين ويجعله وسيلة لاهدافه وغاياته،
حذاري يا مصر ان تبيعي مساجدك لمن سيقتل ابناءك ان تمكن ، ويملا عقله وقلبه اليوم بفتاوى التكفير والذبح على الهوية ، ولمن يفخخ جامعاتك وسوحك وأسواقك بعربات الموت والاحزمة الناسفة،ولمن يجعل صباحاتك دكناء بلون الظلمة ، وجريحة بعمق المأساة.
حذاري يا مصر ان يقودك التدين المسيس مهما كان شكله واتجاهه ،لان لك في بغداد عبرة ،
ولا يشوش حكمتك طالب سلطة ، او من من يطبق شفتيه عن أنياب ذئب ،
ولا يذهب بيقظتك مغامر في سبيل مصلحة انانية ،وبعضا ممن ختم الله على قلوبهم فاصبحت الشريعة ما يشعرون ، واصبح الدين ما ينطقون.
حذاري يا اهل مصر من الحركات السياسية الاسلامية فانها طريق الى حفرة ليس لها من قرار ،
شاهدوا بغداد لتروا مشايخ السياسة كيف يذبحون الاطفال ويقصفون المستشفيات ويقطعون الرؤوس ويفخخون الاسواق ويبتكروا الوسائل لأجل المزيد من سفك الدماء .
حذاري يا اهل مصر ..
فالذين كانت عيونهم تفيض من الدمع خشية من الله هاهم تقطر سيوفهم في بغداد من اعناق الضعفاء والمساكين والكسبة من الاحياء الفقيرة وابناء بيوت الصفيح ..
والذين كانوا يرَغبون الناس بالاحسان صاروا يخطفون النساء فمنهن من تغتصب وتبقر ارحامهن لأنهن اماء وتباع الصغيرات الجميلات في سوق دبي لنخاسة الفتيات العراقيات (المصريات مستقبلا لا سمح الله بذلك).
والذين يأمرون الناس بالعفو والمرحمة صاروا اليوم مهندسين تفجيرات اماكن العبادة ومفخخي الجامعات ،والذين كانوا بالامس يتظلمون من غياب الديمقراطية استولوا اليوم على السلطة فاصبحوا دكتاتوريون وطغاة بلحى وعمائم ،
والذين كانوا ينادون بقطع يد السارق في ما لو سرق ثلاث ارغفة خبز اصبحوا اليوم يسرقون الاف الملايين من الدولارات في بلد تحكمه الحركات السياسية الاسلامية من جميع الملل والنحل حيث بلغ فيه فسادهم الاداري (170 %) وهي نسبه صارخة عن الجماعات الحرامية التي تنهب البلاد وتقتل العباد .
حذاري يا مصر من لحى تنمو باموال من الخارج،
ومن عمائم تلتف على الدين رغبة في التسلط ،
ومن فتاوى تكتب باقلام المخابرات الدولية وحبر المصالح الانوية،
حذاري يا مصر ان تسلمي زمامك لمن يذبحون العراق اليوم باسم الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا