الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهى لا نفع له

ماريو أنور

2007 / 1 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


غالباً ما يحول الإنسان الله إلى ما هو نافع , بيد أن النفعية لا تتزاوج مع الإله الحب . فمن الضروري , ومهما كلف الأمر , أن تنقل قضية الله التي , إذا بقيت في إطار النافع , تقودنا إلى طريق مسدود , إما إذا وضعناها في صميم ألا نفعي أو المجانية , فستقودنا مباشرة إلى السر الذي لا يوصف .
لقد استخدم الإنسان الله طويلاً لسد فراغات العلم ,, بدلاً من أن يتأثر بذلك النشيد العظيم الذي يتمثل في أخبار الخلق , راح يبحث فيه عن معلومات حول تكوين العالم , وجعل من الخالق أول الممارسين لهذا العمل , فقادهم هذا التصور إلى طلاق بين الإيمان و العلم . ولا يزال الكثيرون اليوم يجهلون إن العلم و الإيمان يتحركان في نطاق خاص بكل منهما , ولا يتنافسان , فالعلم يبحث عن كيفية الأشياء ليتممكن منها ويسيطر على العالم بالتقنية . أما الإيمان فإنه يقبل معنى و يقبل سبباً ويعطى الوجود نفحة حياة . ومن ذا الذي يجعل العلم والحب في تنافس ؟ ولم يخترع الإنسان منافسات بين العلم والله ؟
وجعلوا الله رجل أمن فأناطوا به مراقبة الملعب الكبير الذي يعيش فيه الناس , وقد حدد المشروع الأعظم ما هو جائز أو غير جائز , مرة واحدة وإلى الأبد , بطريقة حاسمة و بدون شرح أو تبرير . لكي يعطى النتائج في نهاية الدورة فيكأفى الصالحين ويعاقب الأشرار معتمداً في حكمة على شرائع و قوانين موضوعة بشكل نهائي من خلاله .!!!!!!!!!!!
للأسف نحن نرفض أن نكون أحرار ونقول : مكتوب , أسرتي , خطاياي , كما يسير العالم .... لأن لدينا قلوباً ضعيفة تستسلم .!!!
لم تكن الحرب العالمية الثانية ولا معسكرات التعذيب و لا قنبلة هيروشيما أمراً محتوماً . فكل هذا كان ثمرة قرارات حرة حولت التاريخ في هذا الاتجاه . ما من شيء مكتوب . فالإنسان هو الذي يقرر .
لقد تعودنا أن نجعل الله مسئولاً عن البؤس والفقر و المجاعة . لكننا نعلم كلنا أن مواردنا كافية لتلبية احتياجات جميع الناس . كلنا نعلم أن في كوكبنا فيض نبذره بطريقة مخزية , بينما يموت آلاف الأشخاص يومياً من الجوع . فالبؤس لي أمراً محتوماً , المجاعة ليست قدراً , بل نحن الذين نرفض المشاركة , وأنظمتنا هي المصممة بطريقة رديئة , قلب الإنسان هو الذي لا يريد أن يتغير .
فلهذا يجب أن نبحث عن الإله الذي لا نفع له , الإله الغير نافع . فلم البحث عن فائدة في الله ؟ .... لا شيء فيه .... لا نفع له .... ولكن حذار من أن نفقد معنى اللا نافع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟