الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا هو أنا

عادل ندا

2007 / 1 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المنطق المغلوط: "من لا يرى ما أرى, أعمى."
"ومن يفكر بطريقة مختلفة عنى لا عقل له. ومن لا يحس بما أحس, هو فاقد للإحساس."

المنطق المغلوط: "من انكر الهولوكوست كافر. من قال انه ليس عربى او مسلم, كافر."
"من يعارض الظلم كافر. من يعارض السياسة الغربية, كافر. من يعارض الرأسمالية كافر. من يعارض إسرائيل معترض أساسا على حكم الإله ومشيئته. من يطالب بحقة كافر. فأقيمو الحد على عل كل الكفار. والكفر ردة حتى بلا حيثيات. وحد الردة هو الموت. إقتلوهم جميعا إن لم ينتهوا."

ويتم تنفيذ الأحكام. "طهروا البشرية فنحن العنصريون الأواحد. ولا حق لاى عنصر آخر فى الوجود." هذا هو المنطق. المنطق المغلوط طبعا. ولا أيه؟ والله أعلم.

المنطق المضاد: إن لم يحترم من يظن أنه قوى الضعيف, فلا قوى ولا ضعيف. إن لم يحترم من يظن أنه يمتلك الحقيقة المطلقة, الحقائق الأخرى الغير مطلقة والنسبية. فلا حقيقة. بلاها حقيقة.
خواء إنسانى.

مشكلة الإنسان الخلود. لا تريحه أى رسالات ولا حتى أى تصورات عن إمكانية الخلود المنشود. نحن لسنا مؤمنين الإيمان الكافى الذى نسير به على الماء أو نطير به فى الهواء وبدون سلطان. تحقيق المستحيل.

وبرغم التقدم العلمى وتحقيق المستحيل شكلا لا مضمونا طبعا. دائما ما نحس بالدونية. دونية أمام طموحاتنا الوهمية. دونية تعيق الإنسان عن تحقيق طموحاته البسيطة والعملية, لا الخيالية.
خيالية كالرغبة فى الخلود. والرغبة فى التأله. والرغبة فى الطيران بلا طائرة.
تداخل الحلم مع الواقع.

أنا إله. وأنا الإله الذى لا إله غيره.
حتى فكرة نفخ روح الإله في الإنسان لم تريحه ولم ترضيه. الرغبة فى الجنون. أن أكون مطلقا بلا حدود. حرية بلا حدود. الرغبة فى إذاء الآخر أو الحكم عليه, رغبة مجنونة فى الخلود الوهمى.

ولكن, كيف يخلد من هو ليس بموجود؟
يلغى نفسه ويعيش إدعاءاته فى التأله المنشود. الموت بلا خلود لكل من يدعى. الموت حتمى. الموت حق وواقع لا محالة. فلتواجه الواقع والحقيقة أيها الإنسان. فلا خلود لما هو ليس بموجود.

فالإدعاء قتل للنفس. وكثرة الإدعاءات موت سحيق. انا لست أنا. فانا الموجود وهم الإرادة المتوهمة المضلة المتضخمة والمنتفخة بالوهم. إرادة تحقيق الأوهام. أيها الإنسان إعترف. أنا إنسان. أنا هو أنا. مجرد إنسان.

إنسان بالتركيبة التى عليها الإنسان هنا والآن وفى هذا الظرف. هذا الإنسان هو أنا. أنا الضعيف أمام نفسى والمنسحق أمام ضعفى وإدعى العكس. انا ضد الحقيقة. ولا أعترف بالحقيقة. لأنى لا أتحملها, صعب, ضعف. ومهما كانت وتنوعت الأسباب.

الوعى بالذات فى مقابل إيهام الذات.
الذات الحقيقية التى ندفنها أو نتركها تغرق فى الوهم وتتلاشى. وهم القوة لأننا نرفض الضعف. الضعف والقوة المطلقان فرضيتان فى الخيال.

القوة المطلوبة دائما نسبية. والقوة المطلوبة للخلود خيال. وهم الخلود رغم اننا نموت. وهنا والآن فقط أنا موجود. أنت موجود. لا تتنازل عن مشاعرك التى هى جزء من ذاتك فى مقابل وهم. أعترف أنا جبان مرعوب. أنا إنسان. هنا والآن جمود. أصرخ لاااااااا.

أضحك. أضحك, أضحك حتى على نفسك. أنت لست بمجنون.
أنت تدعى حتى الجنون.

فلنعترف, نعترف بمفردات الواقع ونتعامل معها بواقعية. ليس فى أيدينا تلك الخيوط الوهمية. فلا يمكن أن أعيش المطلق على الأرض. الأرض نسبية. لا يمكن أن أعيش الغيب أو اتمثله. هذا محض خيال.

الإنسان مليئ بالخيالات والتخيلات والأوهام والإدعاءات, ورايح تقتل أخوك الإنسان؟
ماذا تقول؟ أنا قاتل ولست بمقتول. أنا قاتل حتى لا أكون المقتول. إدعاء الجبروت المنسحق لميت خدعة كبرى. مقتول مقتول أيها الإنسان. هل المسألة بيدى لا بيد عمر؟ هل هو إنتحار؟ إعترف!
يا شيخ روح موت.
وهم الموت خروج.
وهم الموت, خروج عن الواقع للموت.

وأخيرا وإن كنت تعى, أو إن وعيت بالفعل. فلا تدع الوعى بالحقيقة المرة, يعيق التلقائية الحقيقية الشفافة.
تلقائية الطفل الذى لابد وان يكون موجود, حى. وسعيد يمارس الحياة بحرية وطلقائية. إبكى من قلبك. وإضحك من قلبك. أنا مخنوق.

الحل؟
الحل فى الحوار. فلنسحب الجيوش ولنبدأ الحوار.
الحوار تحت تهديد السلاح ليس بحوار.
أو فلا حوار.
ولنذهب جميعا للجحيم.
وقل على الدنيا السلام!
الكل يمارس منطق الإنتحارى الذى يفجر نفسه.

فلتتواصل أيها الإنسان.
تواصل قبل فوات الأوان.
أفيقوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح