الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون بين منهجية وحذق اللينينية ... وشيمة وحماقة العربان !

عارف معروف

2007 / 1 / 30
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


وعد الشيوعيون ، مجموعة البكر وصدام ، بانهم سيتخذون موقفا منهم على اساس سياساتهم وممارساتهم اللاحقة ، بعد ان يستلموا السلطة ! وما ان استلم هؤلاء ، تلك السلطة برضا وسكوت الشيوعيين ، كما اوردنا ، واستنادا الى وقائع ملموسة ، حتى دارت عجلة الموت وبدأ ضحاياها يهصرون بين اسنانها ... وطنيون وقوميون ... شيوعيون وليبراليون ، اسلاميون وغيرهم ....ولقد كانت السياسة ، هذه المرة ،ووسائلها " جديدة وحاذقة" بلبلت " ذكاء " القيادة الشيوعية الوقاد واوقعت " عبقريتها " الخالدة في حيص بيص ، فلم يكن هناك بيان رقم 13 ، ولا حرس قومي او معتقلات خلف السدة ، كان كل شيء "تقدميا واشتراكيا ومعاديا للراسمالية "، لكن على الشيوعيين ان يختفوا في اعتقالات ومعتقلات سرية وكانت السلطة تنكرهم تماما او يموتون في اقبية سرية او في الشوارع دهسا بسيارات مسرعة مجهولة ، او يقطعون اربا من قبل مجرمين مجهولين وتنعاهم السلطة نفسها قبل الحزب !! لكن ذلك لم يكن بالامر المهم في تقييم طبيعة السلطة والفئة الحاكمة الجديدة ،انما المهم والحاسم حقا هو انها كانت" اول نظام من خارج المجموعة الاشتراكية يعترف بالمانيا الديمقراطية " !
كان بعض الشيوعيين يعتقلون ثم يطلق سراحهم بعد ان يحطموا او يتعرضون لابتزاز لاطاقة لهم به ، وكانوا يعودون للنضال في صفوف الحزب متفاخرين بقصص بطولية في مواجهة تعذيب وحشي لا ينتهي الا بالاسقاط او الموت ، لكنهم يكونون في حقيقة الامر قد ارتبطوا بميثاق سري كريه واخذ منهم التعهد بالعمل ضمن صفوف الحزب لصالح الاجهزة الامنية وهكذا بدأ تلغيم هيكل الحزب منذ وقت مبكر جدا ،وحتى في مفاوضات الجبهة التي لم تنشر جهة ما محاضر اجتماعات او مفاوضة بصددها ولا يعرف الا مفاوضيها تفاصيل ما تم الاتفاق عليه، حتى خلال ايام المفاوضة باتجاهها كان الضرب تحت الحزام وسحق الاصابع بغية الابتزاز ، سياسة ثابته للسلطة والبعث لاخراج وتحقيق جبهة وتحالف بالمواصفات التي يريدون ، فقتل الخضري وشاكر محمود وغيرهم غيلة، اما ساحات الاعدام "النظامية " فكانت تشهد اعدام مجموعات ليست قليلة خصوصا من العسكريين ، واكثرها من الشيوعيين ، بدعوى انهم متطرفون او من جماعات الكفاح المسلح او القيادة المركزية او غير ذلك !! وكان الشيوعيون، الرسميون، يجدون في ذلك مبررا كافيا للسلطة ولم يبدوا اعتراضا او اشارة حقيقية الى المصائر المفجعة لهؤلاء، وان ابدوها فعلى طريقة اضعف الايمان و" انا لله وانا اليه راجعون"!لقد كانت البدايات المسكرة لذلك التحالف "العظيم"، الذي ارتكبت في حمأته حماقات دونها حماقات السكارى بل هي اقرب الى لوثات المجانين واليكم بعضها ....
1- في الايام الاولى لحرب تشرين 1973 اسقطت طائرتين من طائرات السرب العراقي الموجود في مصر وكان النقيب الطيار : سلام .... احد الذين استشهدوا في تلك الواقعة ، كان النقيب "سلام" ابنا لاحد الشيوعيين السابقين وكان مبعدا الى تلك القوة في مصر نتيجة هذا الامر فما كان من صحافة الحزب الا ان رثته بحرقة والم واشادت بوطنيته واستبساله وذكرّت بماضي والده وتاريخه المشرق ... وحتى الان فان الامر منطقي ومعقول ومقبول لكنه استدعى كتابات يومية بصدد الموضوع ، شارك فيها كتاب وشعراء ورسامون ، و"على حس الطبل " كما هي العادة التي تربوا عليها في ظل ذلك النوع من الممارسة والتربية الحزبية القائمة على الاوهام والعوالم الافتراضية التي لاتمت الى الواقع بصلة او تاخذه بعين الاعتبار او تحاذرمن ممكناته واحتمالاته ، هذا اذا افترضنا حسن النية طبعا، بدأت الجريدة بنشر عريضة لبعض الضباط الشيوعيين المتقاعدين، من المعروفين، تطالب بقبول تطوعهم واعادتهم الى الجيش للمساهمة في "حرب تشرين الوطنية "،لكن الامر تطور، فجأة، الى نشر عشرات القوائم التي ضمت المئات من الاسماء للعسكريين الشيوعيين السابقين ، من ضباط ومراتب واحتوت على معلومات مهمة عن الاسم والرتبة والصنف والعنوان وغير ذلك، وعلى مدى ايام ... ولم تصدق الاجهزة الامنية المتيقظة، والمتحفزة ابدا ، نفسها حيث لم تكن تحسب ان الشيوعيين يمكن ان يكونوا بمثل هذه البلادة والرعونة فيقدموا لها صيدا ثمينا لاتحلم به ، بلا مقابل ولمجرد سورة حماس ! لقد ضمت تلك القوائم مئات الاسماء... من السادة غضبان السعد وسعيد مطر وغيرهم حتى آخر جندي مطوع مطرود من الجيش في مطلع السبعينات ! ولقد تم وبتوجيه من صدام نفسه تحديث المعلومات عن القاعدة العسكرية الاحتياطية الممكنة للشيوعيين وخيوط تنظيمهم العسكري المحتمل حتى في حالة كونه تنظيما نائما او مجمدا ، وبالفعل فقد اعتمدت هذه القوائم والمعلومات في المتابعة والاعتقال والسحق الذي تم لاحقا منذ منتصف وحتى نهاية السبعينات!! فهل كان الحزب الشيوعي يأمل فعلا ان تؤدي هذه العرائض الى اعادة هؤلاء العسكريين الى الجيش حقا ، وكيف كان سيكون امر عملهم فيه وحزب البعث يعلن على رؤوس الاشهاد احتكار العمل الحزبي في صفوف الجيش ؟الامر الذي اقره الحزب الشيوعي وتعهد بالالتزام به ؟! لايبقى، اذن ، سوى القبول بافتراض ان الحزب الشيوعي لم يكن يعي ما يفعله او انه يعرض هؤلاء العسكريين الى الكشف والتاشير والمراقبة من قبل الاجهزة الامنية !
2- في شهر صفر من عام 1976انتفضت جموع الزائرين والمعزين بمناسبة اربعينية الامام الحسين ، عفويا ، بسبب الضغط الكبير من قبل الاجهزة الامنية ورعونة عناصر التنظيم الحزبي البعثي في تلك المنطقة باساءته اليهم ومنعه اياهم من ممارسة طقوسهم في "الطبخ" بهذه المناسبة ، وتطور الامر الى نوع من التظاهر ثم العصيان ، جابهته السلطة بعنف بالغ واجراءات عسكرية لا تتناسب وطبيعته او حجمه فاستعملت الطائرات في قصف المتظاهرين والمحتجين وكذلك الدبابات وشكلت محكمة حزبية خاصة لمحاكمة ومعاقبة المعتقلين من المتظاهرين ، احتج احد اعضائها بالفعل واعرب عن امتعاضه من قسوة الاحكام وشدة الاجراءات فطرد من قيادة الحزب " السيد برهان الدين عبد الرحمن عضو القيادة القطرية انذاك " لكن قيادة الحزب الشيوعي، استنفرت الحزب في عموم البلاد باقصى درجات الاستنفار ، واوعزت الى تنظيمها المحلي في النجف وكربلاء، خصوصا، بالتصدي للمؤامرة الرجعية الامبريالية وسحقها في المهد ودون رحمة " وبتشجيع وحفز من النظام، لعب اعضاء وجماهير الحزب هناك دورا بالغ السؤ في التصدي للجماهير وتزويد الاجهزة الامنية بالمعلومات والمبالغة في قراءة وتقييم كل واقعة وتصرف ومهما كان بسيطا وقراءة ما خلفه من نوايا شريرة ومخططات امبريالية لا تستهدف العراق فحسب بل والمنطقة وربما العالم وطليعته الاتحاد السوفيتي " العظيم "! بل ولكي يكون الشيوعيون ،اكثر ملكية من الملك ،فقد عقدت اللجنة المركزية للحزب، اجتماعا كاملا، نتج عنه بلاغ اكد على طبيعة ذلك التحرك المعادية للوطن والمدعومة امبرياليا ورجعيا ووجه للسلطة نصائح" مجانية " كثيرة في كيفية التصدي لهكذا مؤامرة ليس عند حصولها او تفاقمها بل باجتثاث امكانيتها اصلا وذلك بالتوجه الى الشباب واستيعابهم وابعادهم عن التاثر بمثل هذه الاجواء والدعوات ، وكأن السلطة والنظام ، كانا مقصرين حينذاك في هذا الشان !
3- سلك الحزب الشيوعي ، او قيادته المعنية ، ذات السلوك ازاء الانتفاضة الكردية خلال منتصف السبعينات ولا نريد التعرض لتفاصيل معروفة !
4- بعد ان استكمل النظام سحق وابادة القوى والعناصر الوطنية واليسارية خارج اطار الحزب الشيوعي العراقي ، منظمات وافراد ، توجه الى الحزب ومنظماته وبدأت الاعتقالات وحملات التصفيةوالاسقاط تتوجه الى قاعدته في المحافظات . وحيث كانت هذه القواعد تطالب قيادة الحزب بتفسير او موقف كانت تُرد بان ما تتعرض له هو مجرد ممارسات فردية ، او تجاوزات لا تقرها قيادة الحزب الحليف ، او تعبيرات واساليب لجناح يميني داخل الحزب الحاكم والسلطة يستهدف المسيرة عموما ويبغي عرقلتها والاطاحة بالتحالف عن طريق هذه الممارسات ، وكما سبق واشرنا ، فقد كان هذا الجناح السديمي وهما آخر من اوهام تلك القيادة ، كان يُطلب الى تلك القواعد الصمود في وجه الحملة ، ولكن الصمود من اجل ماذا ؟... من اجل تحويل الجبهة الوطنية الى كيان حقيقي وتحالف جماهيري على مستوى القاعدة ! وكأن جماهير البعث كانت جماهير وقاعدة حزبية حقيقية ذات ارادة ووعي ومقدرة وليست جموعا من الانتهازيين والوصوليين الموالين للسلطة دون قيد او شرط ، وكأن الحزب نفسه ، حزب البعث ، حزبا حقيقيا وليس كيانا سلطويا بني من الاعلى باستثمار امكانات السلطة والدولة . كانت القيادة الشيوعية تبحر موغلة في عالمها الموهوم في حين تجد قاعدتها نفسها تقف ، اكثر من أي وقت مضى ، على ارض رخوة تماما ، وتسير بلا قناعة او ثقة ،وحينما تحولت تلك الممارسات الفردية والتجاوزات غير المنضبطة ، الى قاعدة وحملة شعواء للاسقاط مورس التعذيب خلالها بابشع صوره ، كانت صحافة الحزب تجد في الحديث عن التعذيب في غواتيمالا او كولومبيا "شجاعة "واسلوبا فريدا في المواجهة حيث كان يقال للقواعد الحزبية ... الا ترون ،السنا نتحدث عن التعذيب ... اننا لانقصد غواتيملا فعلا وانما كل نوع من التعذيب في أي مكان من العالم ... وهكذا ،وكان اقصى ما ذهبت اليه تلك الصحافة من جرأة انها نشرت ، ذات مرة، وفي صفحتها الداخلية! ، خبرا صغيرا مفاده " توفي في احد مستشفيات بغداد ، متاثرا بجراحه ، الرفيق ...." !في اشارة خجولة وخائفة الى استشهاد احد الرفاق تحت التعذيب في اقبية الامن العامة واستلام ذويه لجثمانه من احدى المستشفيات!
كان التاكيدعلى لينينيتهم، موضع فخر وتباهي الشيوعيين، لكن من السمات والخصال المعروفة عن لينين واللينينية ، هي النظرة الثاقبة والمعرفة الاصيلة والممارسة الحاذقة في حين ان ما لمسناه ونلمسه مما اوردنا من الامثلة ،وهي غيض من فيض، لا يصدر الا عن بلادة حس وجهل بالواقع وحماقات هي في افضل الفروض افعال غير عقلانية ناجمة عن شيمة وحماسة بدو واعراب . انها ممارسات ومواقف ابعد ماتكون عن اللينينية واقرب ما تكون الى" شيم العُربي_ الاعرابي _ واخذ عباته" ، وسواء كان الامر صادرا عن سوء طوية وقصد او بلادة وحماقة فقد انتج مفاعيل كارثية دمغت المنهج والطريقة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط