الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويدخلون في مغاير الصخور وفي حفائر التراب من أمام هيبة الرب أش 2: 19

نشأت المصري

2007 / 1 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ويدخلون في مغاير الصخور وفي حفائر التراب من أمام هيبة الرب أش 2: 19
نبوة قالها إشعياء النبي على أبناء العهد القديم وكان كل الغرض منها توضيح هيبة الرب في اليوم العظيم عند مجيء الرب ليدين الأرض وفي هذا اليوم لا يجد الخطاة ما يسترون به خزيهم من خطاياهم ويبحثون عن الجبال والآكام لتسقط عيهم من هيبة وجه الله الذي أعطى البشرية كل سبل الخلاص والبعد عن الخطية والبعد عن الشر .
ولكن كتاب الله بنبواته لا يستهدف يوم الحساب فقط بل يضع أمامنا تنبؤ عن أحداث وعصور وأحقاب ينطبق عليها قول الكتاب, ليروي التاريخ هذه الأحداث وتكون إشارة لليوم الأخير.
كإشارة السيد المسيح لنهاية العالم مع خراب أورشليم في القرن الأول الميلادي في آن واحد كأن خراب أورشليم بالنسبة لأهلها صورة مصغرة لخراب العالم في المجيء الثاني.
كما تكلم أيضا عن الموت الجسدي لوضع صورة أمام القارئ عن الموت الأخير في يوم الحساب مع إبليس وجنوده.
كما أعطانا صورة لقيامته من الأموات ليضع أمامنا الرجاء لقيامة أجسادنا في يوم الحساب العظيم.
آسف أيها القارئ العزيز لقد أبحرت في التفسير ولكن موضوعنا هذا بعيد عن الوعظ فهو يخص التخلف ونواتجه.
ولكي أقرب فكرتي اسمحوا لي بشرح بعض الأمثلة من الحياة العامة:
ـ إذا دخل إنسان إلي مكان مظلم تماما بعيد عن أشعة الشمس وعاش به فترة من الزمان ثم خرج فجأة من مكانه ليلتقي بأشعة الشمس فماذا يفعل فإنه يبحث عن شيء يستر به عينيه من الشمس المباشرة لألا تحرق شبكية عينيه أو يضع وجهه في الأرض أو يدخل مرة أخرى للظلام,أو يبحث عن المغاير والصخور لتبعد عنه أشعة الشمس.
وهذا طبعا خلاف الإنسان الذي يعيش في نور الشمس فلا يحتاج إلى ما يستره عن أشعة الشمس.
ـ إذا كان لأب ولد غير مجتهد في تعليمه والأب يداوم تأنيبه علي عدم اجتهاده ويوجه له النصح بصورة مستمرة ولكن الابن مصر على عناده ومصر على مخالفة والده وفي نهاية العام وعند ظهور النتيجة برسوبه فنجد الابن يتذكر وصية أبيه وعندما يتقابل معه نجده يخشى أن يرفع عينيه وينظر لأبيه من الخجل .
ـ إذا وجد مجرم مخالف للقانون يستخف بذكاء بعقول الآخرين من البشر مستغل كل قدرته لسلب أموال ومقتنيات الغير , حتى أنه يصاب بالنرجسية والإعجاب بالذات عند قيامه بأعماله الإجرامية , وفي يوم لا يخطر على باله يسقط في يد من هو أذكى منه ويقدم للعدالة ليجد نفسه أمام الحكم المتناسب مع أفعاله , أعتقد أنه يشعر بالخجل ويضع وجهه في الأرض ولا يقدر أن ينظر إلى الشرفاء لأنهم بالنسبة له كالشمس بالنسبة لخفافيش الظلام.
وقس على هذا أمثلة متعددة في حياتنا مما يبحثون عن مغاير الصخور وتراب الأرض لتستر عورتهم.
ولكن إذا عشق هؤلاء الظلام وأصبحوا يتباهون بأفعالهم ويتخذون من الظلام مأوى ومن الرياء سبيل ومن القتل إسكات لصوت الحق , لنجد أنفسنا أمام طغاة لا يبالون بشيء ولا يسمعون أحد بل يسمعون أنفسهم لهذا نجد أن ردود أفعالهم تختلف عن الأمثلة السابقة:
ـ فنجد الذي يخاف نور الشمس فبدلا من أن يدرج نفسه لتقبل الشمس نجده ينام النهار ويسعى بالليل ولأنه عريان يخشى لألا أحد ينظر عريه ويبث الرعب في أبناء النهار وأبناء النور, وكأنه تحول لكائن من كائنات الظلام.
وأمثال هؤلاء كثيرين : من لا يقبل رأي الأخر يثور ويجول ويكفر ويحكم بالموت وكل هذا لأن حجته للمواجهة حجة ضعيفة فهو يخاف أن تنفضح فكرته ويسوء وضعه ويفقد سلطته.
ونجد من يجند نفسه وآخرين لمقاومة التحضر والمدنية الحديثة ويتخذ من الجبال والآكام موطنا بعيد عن المدنية لأنها تسبب له تأنيبا للهوس المتملك عليه فبدل ما يصلح أفكاره يفسد أفكار الآخرين معه ويعلمهم مقاومة ومقاتلة هؤلاء النيّرين.
وهذا متمثل في الفاشية الإسلامية والإخونجية وأنصار الإسلام السياسي ممن يتخذون من الأديان وسيلة للوصول للسلطة.
والتاريخ أثبت فشل هؤلاء بفشل حماس لإدارة مجتمع دولي ومدني ناجح , وفشل حكم الدكتاتورية القيادية في العراق وجاري فشله في مصر.
ـ العمى القانوني: وهذا منتشر في أصحاب السلطة وأصحاب القانون ومشرعي القانون فبدلا من التطبيق العادل للقانون نجدهم يبحثون لفرض قانون وضعي لهم ليتخذوا منه منهجا بعيد عن القانون والدستور فنجد من يغلق كنيسة ونجد من يهدم ويحرق بحجة خط همايوني فارضه لا يقل عن واضع قانون عدم أكل الملوخية ولكن نجد تراجع عن الأخير وتمسك بالأول لأنه يتناسب مع عماهم القانوني وفرض سطوتهم بالقوة , ونجد أيضا من يهدم مبنى خدمات وهو لا يعي ماهية الخدمات وماذا تعني كلمة خدمات في مفهومهم؟ هل الخدمات نظام ضد الدولة أم جماعة محظورة أم يعلمون المبارزة والسباحة و ركب الخيل , أم يعلمون الإرهاب والقتل والاستيلاء على السلطة, أم أنهم غير هذا ولا ذاك أنهم يديرون المواخير وبيوت الدعارة, أم أنهم يعلمون تعاطي المخدرات والاتجار بها.
أعتقد أنه أبعد ما يكون عن هذا وذاك, فالخدمات في مفهوم الأقباط خدمات فعلية يستقونها من تعاليم البشارة المفرحة بشارة السلام وليس القتل والخطف والسرقة, يعالجون المرضى غير مفرقين بين المسيحي وغيره فالكل أخوة في البشرية تبعا لتعاليم الإنجيل , يفتحون البيوت الفقيرة والتي ليس لها دخل كافٍ , يعلوّن الفرحة على عروس باتت تحلم بفستان الفرح ولم تجد متطلبات هذا الفستان , يعلمون الأبناء محبة الأعداء حتى لا يكون في فكرهم من يعادونه " ولا غرابة في هذا لأنها تعليم الإنجيل" , يرعون المدمنين ليتحولوا لمواطنين صالحين للدولة , يعظون ويعلمون بما فيه صالح للبشرية والوطن.
إذا لماذا يهدم مبنى للخدمات؟!!! ونحن في مصر نحتاج في كل مدينة مليون مثله لرعاية أطفال الشوارع ورعاية المسنين , ورعاية الأيتام .
لهذا هؤلاء عراة أمام الديموقراطية الحقيقية , مع أنهم يلبسون ثوب الديموقراطية الشكلية, فبدلا من التغيير الفعلي نجدهم مقاومون ومقاتلون لمن هم بالحقيقة ديموقراطيون ,لإسكات صوت الحق عنهم كما فعل هيرودس عندما وبخه يوحنا المعمدان فبدلا من الرجوع عن الخطأ أسكت وقتل صوت الحق الذي هو يوحنا المعمدان.
الظلام والجحور لا تأوي غير الخائفون من النور , والضعفاء الخائفون من أقوياء الحياة, والعراة الخطاة الخائفون من القانون والحق.
أما الحياة الكريمة لأبناء النور فهم مع علاقة مستمرة مع النور ويبحثون عن النور وليس لهم حياة إلا في النور, ولا يبحثون عن الجحور والتراب لأنها لا تناسب معدنهم " سيروا في النور ما دام لكم النور لألا يدرككم الظلام"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446