الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.. ادفنوا موتاكم !

سيد القمنى

2010 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


على عينا وراسنا كل ألوان الخطاب التدليلي التبجيلي لمؤسسة الأزهر ، لكنني أعتقد أنه مع حركة الإصلاح فلا أحد فوق المؤاخذة أو كبير على المساءلة ، ومن هنا سأحاول إلقاء نظرة تاريخية على الأزهر للوصول إلى نتيجة نستطيع أن نحكم فيها على أدائه كمؤسسة حكومية وطنية ، خاصة في ظل مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان والتي سنصر طوال الوقت على طلب تفعيلها في واقعنا حتى نصدق ما يحدث ونتفاعل معه ونحترمه .


إن الأزهر يقوم في مبادئه على ثاية أسمة هي تخريج قادة للفكر الديني ، هدفهم إنقاذ العالم من الظلمات والأخذ بيده إلى النور ، أي إلى الإسلام ، ويقدم للدارسين فيه معارف ومهارات يؤكد أنها الأفضل في العالم كله ، لأنها موروثة عن الزمن القدسي عندما كانت الأرض على اتصال بالسماء في بلاد أخرى تقع على الجانب الشرقي من البحر الأحمر ، وأن الرب قد أختار هذه المنطقة وباركها وحرمها وبخاصة مكة والمدينة فأصبحنا أقدس المواقع على الأرض ، وأن الله الذي أوحى لعبده هو الأدرى بما يصلح لمخلوقاته منهم .
وهنا نقول كلاما تقريريا لا بلاغيا أن هذا الفكر عندما يكون الخلفية والأساس الذي يقوم عليه التعليم الأزهري ، فهو ما يعني أن هذا اللون من التعليم قد ظل دون تطور أو تغير أو تبدل أو انفتاح ، تأسيسا على مسلمة تؤكد أن خير القرون في الزمان كله كان بالحجاز في القرن السابع الميلادي .
تقوم على حديث بهذا المعنى ، فيترتب عليها أن أي تغيير يتفاعل مع متغيرات الواقع وتقدم الزمن يعني أن هناك نقصا في مأثورنا وتراثنا الكامل المقدس ، وحتى لا يكون هناك أي نقد تم تشريع الحدود التي تقونن قطع الأطراف وجز الأعناق والجلد والسلخ في حال التفكير ، مجرد التفكير ، بما يتناقض مع تراثنا الخالد أبد الدهر ، تفنى الدهور ولا يفنى .
والمعلوم أن التعليم في بلادنا قد انقطع عن تخصصاته القديمة في جامعات الإسكندرية وأسيوط وطيبة ، ومدارسه المتخصصة في الفنون والعلوم على اختلافها ، فمع الفتح العربي أصبح التعليم في بلادنا كله دينا وبعضه دين وما يستنتج منه دين ، وذلك لكفالة طاعة المواطنين لسيادة سلطة تمثل جماعة أو هيئة أو طائفة ، مهمتها أن تقوم بالتفكير نيابة عن كل المواطنين ، لأن الوطن ليس بحاجة لتفكير أكثر مما هو بحاجة إلى دين وذمة وشرف .. إلخ ..إلخ ، وتعتبر هذه السيادة السلطوية نفسها العقل المفكر القادر المبدع المتمكن من إدارة كل الشئون داخليا وخارجيا، وذلك لأن العوام قاصرون عن إدارة شئونهم بالخلقة والفطرة .
ومع هجمة الأسلمة التي أتتنا مع زوبعة ما يسمونه "الصحوة الإسلامية" تمكن السعودي بن عبد الوهاب من إعادة فتح مصر وقام ، كل أسيادنا من القبور ، يشيرون لنا كي نسمع ونطيع ، هكذا قال بن تيمية ، وهكذا قال الغزالي ، وهكذا قال ابن عبد الوهاب ، وهكذا قال ابن عبد الوهاب ، وهكذا قال ابن قطب ، لقد نهض موتى التاريخ ليحكمونا مرة أخرى كسادة لنا يقولون قولا مقدسا ، بعد أن ظلوا ما ينوف على ألف وأربعمائة عام ، ظلوا أربعة عشر قرنا يقولون وحدهم ولا ينطق غيرهم ، ومعهم لا قول لشعب ولا لمواطن عبر التاريخ الهباب غير قول آمين .
ماذا يقول الطالب الدارس ؟! وهل مسموح له أن يقول أمام البخاري أو الشعراوي وباقي جحافل هذه الأقوال المقدسة المنزهة وحدها ؟! إن الطالب في ظل هذا المنهج التعليمي لن يفهم أبدا أن من حقه أن يقول ، فهذا شيء عجاب ، وبدعة ما لها في شرعنا من باب . ألا ترون المسلمين في الفضائيات يخاطبون أصحاب القداسة بقولهم : يا شيخنا ويا مولانا ويا سيدنا ، في اعتراف بائس بأن العبودية لحامل هذه الثقافة قد ختمت الأرواح بالذلة والمسكنة ؟! ألا تسمعونهم يطلبون الفتوى على الملأ في أخص الشئون حتى أدخلوهم معنا في مخادع الزوجية ؟!
ألا ترون مدى الصغار ومدى التمكن من الأرواح والعقول حتى بات الواحد منا لا يخطو خطوة دون أن يعرف فيها رأي مشايخنا ؟!
وفي المقابل لابد أن يستشعر الشيخ أنه شخص استثنائي غير باقي الناس ، فهو سيدهم، وهو من يخطط لهم ، وهو من يضع لهم القوانين ، ويكون له الحق كل الحق من بعد أن يكفر هذا ويرضى عن هذا ، أن يشكل خطرا على هذا النظام ، وأن يضغط على ذلك الفريق ، ومن ثم أن يلعب سياسة ، لأن جمهوره يقدسه ، وهو الفائز بحول الله .
وكلنا يعلم أن الهدف من إنشاء الأزهر كان هو دعم توجهات الفاطميين بمصر ، ومع تغير الأنظمة الحاكمة والمذاهب المسيطرة، تقلب الأزهر في جلسته مع كل جديد على مستوى السلطة ، وأتيت أنه يمكنه التغير مع المتسجدات ، فانتقل من التشيع الفاطمي إلى المذاهب السنى في نقلة نقيضة بالكلية ، ومن بعد ذلك أثبت مرونة مذهلة في التحول والتغير ، فكان مع اشتراكية عبد الناصر ، ثم مع الانفتاح الاقتصادي ، وكان مع الحرب ، ثم أصبح مع السلام ، وهي مرونة تحسده عليها كل الهيئات الدينية المشابهة في العالم .
لكن عندما يتعلق الأمر بحريات المواطنين أو بحقوق الإنسان الأساسية كحق الحرية وحق الاعتقاد وحق إعلان الرأي ، فإن الأزهر كان يتخذ أشد المواقف تزمتا وانغلاقا وأصولية شديدة المراس . وهو أمر يؤدي إلى التساؤل عن سر هذه الازدواجية ما بين أزهر مرن قادر على تطوير نفسه وتطويع الإسلام لما هو جديد وبين وقوفه ضد حقوق المسلمين وحرياتهم الأساسية !
هل كان موضوع مشايخ الأزهر عبر التاريخ هو استمرار الحظوة السلطانية وهباتها اللدنية فقط؟! هل كلن مع ما يريد الحاكم حتى لو قهرا واستعبادا ويصبح ضد شعبه عندما يطلب أن يكون إنسانا كبقية الناس في العالم ، وإنسانا كريما كرمه الله ؟!
والملاحظ لتاريخ الأزهر سيكتشف أنه رغم كل ما حصل عليه من قداسة ورفعة ، فإنه لم تثبت عليه يوما اهتمامات وطنية بالمعنى المفهوم من كلمة وطنية ، ومن كلمة مواطنة، لأن لغته واهتماماته وموضوعاته وتاريخه وكل ما يتعلق بشأنه الدعوى يأخذنا إلى وطن أهم وأقدس من مصرنا ، يأخذنا إلى حيث أسيادنا في الحجاز . ولا أتهم الأزهر أنه انشغل يوما بناسنا الذين هم على مختلف الاصطحات : غوغاء ، رعية ، أهل ذمة ، أنباط ، علوج ، موالي ، بقدر ما انشغل بكيف يوجه العوام ليدفعوا لله والحاكم ، كما لا أتهم الأزهر بأنه حقق سبقا في ميدان حقوق الإنسان ، لأنه ضدها حتى الآن ، وأكثر ما يحز في نفسي كمسلم أن الأزهر لم يسع مرة إلى رقي الأمة ، أو دعوتها إلى نقل الحضارة من بلاد المتقدمين إلى بلادنا ، حتى بعد أن أدرك مدى تخلفه مع مجئ الحملة الفرنسية ، ومع ذلك لم يطور الأزهر نفسه ، ولأن فاقد الشئ لا يعطيه ، فهو ما كان بالأصل قادرا على تطوير الأمة .
حتى بعد بونابرته ، وقف الأزهر ضد كل اكتشاف أو أختراع أو حرية ، لأن كل ذلك خروج على الإيمان ، لأنه لم يخرج من لدنهم هم ، ولا يبقى إلا أن تسألهم : ومن أعجزكم عن فعل مثل فعلهم وأن تتطوروا مثل تطورهم ؟! هل كان المسلمون سيقولون لكم لأ . . هذا كفر ؟!
وعبر السنين السوداء السوالف التي كان فيها أجدادنا يروون أرض مصر الطيبة بعرقهم ودموعهم .. وحتى الآن ، كان رجال الأزهر هم محل الوجاهة الاجتماعية والوجوه المقدمة ، تحترمهم الرعية وتجلهم ، بل تتبارك بهم وتتقدس ، لكن هذه الرعية التي كانت تقبل الأيدي طلبا للرضا السماوي ، لم يكونوا موجودين في أجندة مشايخنا ، لأن مصدر رزق مشايخنا ووضعهم السيادي مستمد وقائم على عدم الأخذ في الاعتبار بشئون الرعية في القرارات السيادية ، لذلك كان رجال الأزهر هم الطبقة الحقيقية الحامية للحكام من أجل استقرار الأوضاع الاجتماعية على ما هي عليه دوما ، ومن ثم كان الأزهر هو الحامي الحقيقي لمنظومة الاستبداد الشرقي في دولة خراج تتركز كل السلطات فيها عند القمة ، حيث السادة والأشراف والبكوات والفاتحون ، ولم يكن للشعب سوى دور واحد هو تنفيذ الأوامر والصدع بالفتاوي ودفع المطلوب منه لتقسيمه على مائدة اللئام !
وكلنا يعلم أيضا أنه بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر ، فإن محمد علي لم يلجأ للأزهر مع عزمه وكارزميته وخططه لبناء مملكة قوية ، إنما اتجه أولا إلى التخلص من كل مراكز القوى الفاسدة في مذبحة القلعة ، ثم اتجه ثانيا نحو أوروبا ، ولم يستطع الأزهر حينها أن يقدم بديلا وطنيا أو قوميا أو دينيا أو محليا للتحضر كالغرب ، لم يكن عنده ما يفيد به الأمة وينهض بها ، كان خالي الوفاض .. كان لا يعرف سوى التخديم على السلاطين ، وهو ما استمر يقوم به ، لكن النهضة زمن محمد علي تركته إلى بعث البعثات واستجلاب الخبراء وخطط الإصلاح الغربية ، فنهضت مصر لتصبح ندا للدول العظمى في عصرها منذ قرنين من الزمان . وقامت نهضتها على الانفتاح على العلم بمعناه العصري الإنساني الكشفي الابتكاري التجريبي ، وأيامها قال أحدهم : لو كان لمشايخ الأزهر أي نفع لأخذهم معه نابليون إلى فرنسا .
ولابد من توضيح بدهية معلومة وهي أننا عندما نتحدث عن الأزهر لا نتحدث عن الإسلام ، لأنه ليس في القرآن أو الحديث شيء اسمه أزهر أو رجال أزهر ، وبالنظر إلى حال الأزهر سنجد أنفسنا بإزاء حالة متحفية تتحرك في عالم حفري ، لأن علماء الأجناس والحضارات يقولون لنا أن أيه حضارة سليمة لابد أن يضيف إليها الجيل الواحد إضافات ابتكارية جديدة تصل إلى نسبة 15 % لتفسح المجال للتطور والنمو والازدهار ، بينما تعلقت قلوب الناس في بلادي برجال الدين ، فإن رجال الدين في بلادي مازلت غاية أمانيهم أن نعود معهم إلى القرن السابع ميلادي ؟! هي دعوة إلى "الخلاء" حيث لا تاريخ ، ولا وجود .
وإذا طالعنا كشف حساب الأزهر في تأدية مهمته التأسيسية ، وهي حماية دينه ومجتمعه ، بما له من كرامة مرفوعة وأموال مدفوعة ليؤدي دوره التربوي والديني ، ولأنه قلعة ديننا الحصينة بالفرض الضروري ليبرر وجوده ، فإن أزهرنا لم يحصن نفسه ولا مجتمعه ولا دينه ، وفشل بكل سلطانه القادر في إرساء مبادئ الدين السمح ومعاني الأمن والأمان أو التطور بالدين ليتماشى مع متطلبات الزمن ، لقد فشل الأزهر في ذلك ولم يستطع مواجهة الفكر التكفيري ، بينما من تصدي لهذه المهمة للحفاظ على الدين وعلى الناس وعلى الوطن ، هم المفكرون الليبراليون الذين يكفرهم الأزهر ، وأنهم في ذلك أصحاب الفضل العظيم الذي لا ينكره إلا فاسد الضمير والأفاق اللئيم . لقد فشل الأزهر لأن الفيروس اخترقه مبكرا ، بينما أمن الليبراليون من الإصابة عندما تحصنوا بطعم الحضارة .
لقد فشل الأزهر في أداء دوره لله وللوطن وللناس عندما أصر ولم يزل يصر على مسلمة أن "الحق لا يتغير" .
نعم إن الحق والخير والجمال هي قيم مكلقة بين بني الإنسان ، لكن معيار القيمة نفسه قد تغير بمرور الزمن ، واكتسبت هذه القيم معاني جديدة ، وللتبسيط الشارح اتساءل : هل تكون مضاجعة رجل لامرأة رغم إرادتها بحجة أنها جارية أو ملك يمين أو سبية حرب .. خيرا!؟ أم هو هتك عرض علني بموافقة القانون الشرعي ؟!
وهل يظل القانون الذي يشرع هذا قانونا ملائما اليوم ؟! وهل مضاجعة صغيرات البنات حتى الرضيعة حسب المبدأ الإسلامى المعلوم هو خير اليوم أم شر ؟! وهل الفنون الجميلة بأنواعها من موسيقى إلى مسرح إلى باليه إلى غناء وطرب إلى فن تشكيلي رسما أو نحتا أو تصويرا ، مما يرتقي بالحس الإنساني ويؤدي إلى رهافة الروح .. هل هذا شر ؟ أم خير ؟! وهل تفجير زوار الحفيد النبوي في مساجد العراق في يوم الجمعة ، وتمزيق أشلاء الأبرياء من شيعة أو نصارى العراق .. هو خير أم شر ؟ يبدو سادتي أن الأزهر بما يعلنه يعيش زمنا غير زماننا وعلينا نحن أن نراجع شئونه ن وقبل هذا وذاك أن نراجع فهمنا لقيم الحق والخير والجمال بما يوافق زماننا .
والعجيب أن الأزهر يراوح مكانه دون أن يلتفت شرقا إلى بلاد المقدسات ليرى الإصلاح وهو يدق أبواب الأرض المقدسة ، ويرج نوافذ محمد بن عبد الوهاب ، ثم قام يصلح ويعالج بعد أن دكت أمريكا عاصمة الخلافة منذرة بقية الأنظمة الخليفية في المنطقة لكن بنفس الفكر ونفس الأدوات وذات المنهج والمنطق ، فهو يعالج بينما هو حامل الوباء ، ويداوي بالتي كانت هي الداء . مشايخنا مازالوا عند قديمهم لا يدركون أن القيم أيضا متغيرة ، وأن الحق ليس واحدا ، وأن الخير والجمال أيضا قد أصبحا قيمتين إنسانيتين لا طائفتين تشملان جميع البشر .
كان يفترض في الأزهر بالنسبة للدين أن يكون كوزارة الصحة بالنسبة للمواطنين ، لكنه عندما لم يتحرك اخترقه الوباء واستشرى وانتشر .. فإذا برجاله يصدرن فتاوي قتل الأبرياء فيستشهد فرج فودة ، ويطعن نجيب محفوظ ،ويحاكمون اليوم سيد القمنى لحصوله على جائزة لم يطلبها ولم يسع اليها ، ويقفون ضد الحملة التي قامت للقضاء على عادة ختان الإناث بفتاوي محتشدة ، ويكفرون بنوك الدولة ويحرمون معاملاتها بما يضرب الاقتصاد الوطني في مقتل . فذهب الناس يودعون أموالهم بيوت الأموال الإسلامية برعاية مباشرة علنية دعائية من رجال الدين في بلادنا من شعراوي إلى قرضاوي ، إلى أزلامهم ممن وفروا للصوص نهب فقراء مصر وتدمير اقتصادياتها ، عندما ركن الناس إلى ثقتهم في مشايخهم بإيمان تسليمي خانع خاضع يبحث عن ربح سريع دون بذل أي جهد ، فكان ما كان ، وكم حذر أخي وصديقي الراحل ممجدا فرج فودة من بيوت الأموال ، وقدم فيها الدراسات الوافية بحسبانه اقتصاديا مبرزا ووطنيا مخلصا ، في وقت كان المشايخ يعلنون ويدعون لبيوت الأموال ، وأيضا يقبضون أجورهم من هذه البيوت من مال الفقراء ، وقتلوا فرج بفتاواهم وفروا بأموال الناس ، ولم يقم واحد فقط ممن قبضوا من هذه الأموال بردها حتى تعود لأصحابها ، من شعراوي إلى قرضاوي وما بينهما وما بعدهما من أزلام ، وعلى ذلك مازال عوامنا يعتبرونهم السادة والأسياد .
قد ظلوا يقولون ألفا وأربعمائة عام "أربعة عشر قرنا" البخاري يقول وابن عباس يقول وابن تيمية يقول وبن لادن يقول ، ليضيفوا لإسلامنا مالم يكن فيه يوما ، وكلهم ليسوا بأنبياء ، لقد قالوا طويلا وقننوا طويلا ، لكن اليوم من سيقول ، هو نحن .. الناس ، وسنقول كل مختلف عن المعلوم بالضرورة ، وسنعلن كل رأي يضرب الخطوط ، الحمراء جميعا ، ويهتكها هتكا ، وسنتجاوز كل الأسوار المانعة القامعة من ثوابت الأمة ، سنقول مصالحنا ومعاشنا ومستقبلنا وحرياتنا وحقوقنا الإنسانية ، نريد عندما ينزل المواطن المصري بلدا لا يفتشون حتى ما تحت ملابسه الداخلية ، بل يستقبلونه هاشين باشين حفاوة بإنجازه وعلمه ونبوغه ، لقد انتهى بنا مشايخنا إلى كاريكاتير دموي ومحل هزوء وسخرية واحتقار من شعوب العالم ، بعد أن وأدوا وقتلوا كل جميل في بلادنا .
اليوم لم تعد معاهد العلم مكانا لتعليم الناس الإيمان ، فهو أمر يحصله الإنسان بنفسه عندما يريد ، ولم تعد مكانا يحفظون فيه التراث ، لأن التراث يحفظ بدار الكتب أو المتاحف ، معاهد اليوم هي التي تقوم بصنع الإنسان الحي لا الميت ولا المخدر بأحلام أموات لم تتحقق يوما ولا حتى في زمانها القدسي ، معاهد اليوم تعلم الناس ما ينفهم بالعمل والجهد المنتج المبهج .
أما التراث وأهله الملتحفون بأكفان الموتى فقد آن لنا أن نودعهم اليوم غير آسفين داعين أهل مصر : يا أهل مصر .. ادفنوا موتاكم ، وبلا عزاء !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إدفنوا موتاكم
ناس حدهوم أحمد ( 2010 / 7 / 5 - 17:25 )
صحيح ياسيد القمني
لقد بلي العالم العربي بعاشقي الأطلال
واستغلوا سداجة الشعوب وانعدام المعرفة والثقافة لديها
لكن التاريخ لا يرجع للوراء أبدا
الحياة تتقدم باستمرار رغم كل العوائق اليائسة .


2 - شكر وتحية
Ibrahim ( 2010 / 7 / 5 - 17:52 )
الفاضل الاستاذ القمني ...
شكرا لهذا المقال الرائع ، بارك الله فيك ايها الصالح .
لازالت دولنا العربية والاسلامية وشعوبها بأمس الحاجة لامثالك لدفعها نحو المعرفة الصحيحة لتنحو صوب التقدم وتماشي الامم وتخلص نفسها من عوالق الماضي الضارة وتعيش انسانيتها وفق متطلبات الآن. تحياتي لك ولامثالك الطيبين الناصحين .


3 - إشارات باتجاه صحوة مدنية
Yousef Rofa ( 2010 / 7 / 5 - 18:29 )
سيد القمني: رغم كل هذا الصخب الديني والطائفي والمذهبي الذي غطى، ومازال يحاول أن يغطي، سماء المنطقة بسحب رمادية وسوداء، فلم يستطع حجب تلك الإشارات والظواهر التي أخذت تجري في غير بلد عربي تدل أو ربما تؤشر على بداية تراجع لما سمي بحركة -الصحوة الدينية- في عدد من البلدان العربية والمنطقة، وصعودًا للتيار المدني الذي يؤمن بالدولة المدنية كبديل عن الدولة الدينية. ومن المؤشرات الدالة على ذلك ما جرى في الكويت مؤخرًا، حيث خسر إسلاميو الكويت الانتخابات النيابية ونجح الشعب الكويتي في إيصال أربع نساء كنائبات إلى مجلس الأمة في تحد واضح وكبير للجماعات الدينية التي كانت تعارض بشدة ليس قيام المرأة بترشيح نفسها وحسب، بل وحتى منحها حق التصويت. والمبادرة التي أطلقها عدد من الرجال في البحرين لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي يعتبر إنشائها انتصارًا لثقافة العدالة والمساواة في مواجهة ثقافة العنف والتهميش. وما شهدته، ومازالت تشهده
يتبع رجاء


4 - إشارات باتجاه صحوة مدنية
Yousef Rofa ( 2010 / 7 / 5 - 18:33 )
إيران بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية من حركة اعتراضية كبيرة ليس على نتائج تلك الانتخابات وحسب، بل إن الأمور وصلت إلى حد الاعتراض على ولاية الفقيه، وما أدى ذلك إلى اهتزاز صورة مرشد الثورة علي خامينئي في نظر أوساط واسعة من الشعب الإيراني، تلك الحركة التي مازالت مستمرة إلى الآن. وما شهدته سورية مؤخرًا من حركة اعتراض واسعة شملت أطيافًا مختلفة من الشعب السوري ضد مشروع الأحوال الشخصية الذي أراد معدوه العودة بسورية وشعبها إلى عصور التخلف والانحطاط، هذه الحركة الاعتراضية التي أجبرت رئاسة الحكومة السورية إلى التراجع مؤقتًا عن هذا المشروع الظلامي، مما يؤشر على أن المعركة مازالت مستمرة ليس ضد هذا المشروع وحسب، بل وضد العقلية التي أعدته ومازالت تقف خلفه.
إنها مجرد إشارات ودلائل متفرقة هنا وهناك لازالت في بداياتها، لكنها بلا شك تدل بوضوح على أن أنصار مشروع الدولة المدنية قادمون لا محالة، فالمستقبل لن يكون بالتأكيد مع الدول الدينية، بل مع الدول المدنية التي تعتمد في بنائها على العقل البشري واحترام الإنسان باعتباره حجر الزاوية في أي تطور أو نجاح.
تحياتي وشكراً.///يوسف روفا


5 - تحليل عقلاني ومنطقي
عائشة التاج ( 2010 / 7 / 5 - 20:06 )
فعلا فإن تجار المقدسات يفرضون على اغلبية الناس العيش في أجواء ماضوية ذات طابع متحفي كما قلت
ولقد جعلوا منا موضوع للسخرية والاحتقار نستحقها بدون منازع لأن هناك حجر باسم المقدس على عقولنا ووصاية على أدق شؤوننا من طرف أصحاب العمائم وما فتاوي رضاعة الزملاء وما شابهها إلا نتيجة لهذا الوضع الثقافي والفكري المزر لقد آن الأوان لتحرير الناس من ربقة
هؤلاء ، كل الشكر والتقدير على مجهودكم التنويري
وتحياتي


6 - اين العقول التى تعى
nashat salama ( 2010 / 7 / 5 - 22:04 )
نشكركم على هذا المقال الرائع وعلى هذا السرد التاريخى الواقعى ولكن اين العقول التى تعى ما تقول لقد اصبحت العقول فى مجتمعاتنا اندر من الماس واغلى من الذهب


7 - سؤال بريء يا القمنى متى اقام المسلمين حضارة
عمر الغزاوي ( 2010 / 7 / 5 - 22:13 )
متى كان للمسلمين حضارة ؟ وتريد من الازهر ان يحتذي بها ؟ كل ما فعله المسلمون في سيره تاريخهم العطرة هو غزو الحضارات الاخرى ؟ الازهر هو احد افرازات ذلك الرهط الاسلامي المثخن بالحقد والكراهية ومستوى المعيشة المذل والميهن ... محاولة ايهامنا انه يمكن اعاده تاهيل الازهر وامكانية نهوض حضارة من خلاله يوما ما هي محاولة بائسة لا الازهر ولا اي مؤسسة اسلامية اخرى مادامت تؤمن بان رجل بالخمسين ضاجع طفلة لم تبلغ 9 سنوات على انه نبيا..اذا كنا نتحدث عن حضارة فيجب ان نتخلص من قمامة الاسلام من عقولنا لان الاسلام بصراحة لا امل منه


8 - شكرا ايها الشجاع
nashery ( 2010 / 7 / 6 - 06:35 )
شكرا لك ايها المفكر الشجاع الذي يتصدى بصدره لتيار جارف من قوى الظلام التي تملك المال والازلام ...ما أعظمك من انسان تفتقد الامة لعشرة من امثاله..وما أجمل واشجع قولك :
لقد قالوا طويلا وقننوا طويلا ، لكن اليوم من سيقول ، هو نحن .. الناس ، وسنقول كل مختلف عن المعلوم بالضرورة ، وسنعلن كل رأي يضرب الخطوط ، الحمراء جميعا ، ويهتكها هتكا ، وسنتجاوز كل الأسوار المانعة القامعة من ثوابت الأمة ، سنقول مصالحنا ومعاشنا ومستقبلنا وحرياتنا وحقوقنا الإنسانية ، نريد عندما ينزل المواطن المصري بلدا لا يفتشون حتى ما تحت ملابسه الداخلية ، بل يستقبلونه هاشين باشين حفاوة بإنجازه وعلمه ونبوغه ، لقد انتهى بنا مشايخنا إلى كاريكاتير دموي ومحل هزوء وسخرية واحتقار من شعوب العالم ، بعد أن وأدوا وقتلوا كل جميل في بلادنا .


9 - أشرف الخلق
صلاح الجوهري ( 2010 / 7 / 6 - 08:33 )
لقد أنعم الله على العالم بخير أمه ومن خير أمه خرجت خير قبيلة ومن خير قبيلة خرج خير نسب ومن خير النسب خرج خير الناس ومن خيرة الناس خرج خير البشر أجميع ومن خير البشر أجمعين خرج خير الأنبياء ومن خير الأنبياء خرج خير الخلق ... الذي قال نصرت بالرعب مسافة ميل


10 - البقاء على حساب الارهاب
الكاشف ( 2010 / 7 / 6 - 21:47 )
انه الشيء الوحيد الذي يبرع ويطور في المنظمات والتكتلات الدينية لاغير فمن يعتاش على انقاض الماضي لايقبل التطور .ولايسعني الا ان اقول شجاعتك في الوقوف بوجه هذا الفكر الظلامي في عقر داره يدل مصداقية رسائلك التي تنهال بها على رؤوسهم كصواعق لتكشف حقيقة البواطن التي يمنون بها.تحية اجلال وتقدير.


11 - أولوية
عبدالله الداخل ( 2010 / 7 / 7 - 13:09 )
أتوقع أن قوى اليسار المصري تعتبر هذا الكلام مقنعاً ولكنه يأتي بالدرجة التالية قياساً بالكفاح من أجل الاستقلال السياسي والاقتصادي والعمل على إيجاد حلول للمشاكل الآنية الكثيرة التي تهم الشعب المصري، هذا العمل الذي من الممكن جداً أن ينضوي تحت لوائه المتدينون ورجال الدين، فمصر تدور في فلك الرأسمالية الغربية سياسياً واقتصادياً منذ وفاة عبد الناصر


12 - أنا بحبك قوى يا دكتور سيد القمنى
حسام ( 2010 / 7 / 7 - 14:40 )
أنا بحبك قوى لأنك فتحت عينى على الكثير وأحترمك جداً وأخاف عليك جداً وكنت أتمنى الكثير من أمثالك لكى تصحى هذة الأمة الميتة


13 - لا يدفن الموتى إلا الأحياء
فرحات الجزائري ( 2010 / 7 / 11 - 19:20 )
لمن تطلب دفن موتاهم يا أستاذنا هاؤلاء أموات و لا يعلمون
ماذا تنتضر من جماعة خفافيش يرون في ترتيل و ترتيب كتب صفراء متضاربة بعضها البعض في كل ما تطرقت إليه علما يستحق درجات عليا كالماجيستير و الدوكتوراء في الأوهام
ماذا تأمل من جامعة تعلم عقيدة الولاء و البراء من كل الإنسانية ما عدى مشايخهم و مصالحهم التي يصحبونها بالله و رسوله وهم سطوا على الأول و ورثوا الثاني في جبروته و سطوته.
ماذا تطمع في أناس يتباهون بمليار و نصف من المسلمين في بداية حديثهم و يكفرون مليار و نصف إلا بعض المئات من الدجلة و المستبدين في نهاية الحديث.
ماذا ترجو من قوم يرون في الجمال عورة و في القباحة عفة
إن غلق هذه الأوكار الخطيرة لمروجي الفكر الضلامي و إحالة دكاترتها على المصحة العقلية و العدالة لأشرهم هو المخرج الوحيد لهذه الأمة اتقاءا للإندثار بعد الإحتقار.
على فكرة مع كل احتراماتي لسيدتكم لا أبارك لكم في جائزتكم من الحكومة المصرية،لأنكم تستحقون كل التقدير و الإعتراف و لكن ليس من نظام عربي مهما كان مصريا أو جزائريا أو من أي بلد عربي لشبهة محاولة إسكات صوت العقل بالتملق لعدم إمكان القمع في زمن المحاكم الدولية .


14 - راي صريح
ضياء اسماعيل ( 2011 / 10 / 10 - 20:40 )
تحيه من القلب الى السيد القمني لو كان لدينا عقول لكنا الان بمستوى باقي الدول المتقدمه لكن اعموا عقولنا عن طريق اجدادنا وورثو لنا كل ما هو يخدر العقول الخ الخ والكلام كثير لكن نريد ان ننير اطفالنا ولا نورث لهم كما اورثنا اجدادنا هذا التخلف والاضطهاد الديني ونتقدم ولا نتراجع بحكم الماضي الخلاصه سياتي اليوم وينعزل فيه هؤلاء كما فعلوا بالكنيسه ايام حكمهم وهبت الثوره الصناعيه في اوربا


15 - تعليق 12
عبدالله الداخل ( 2011 / 10 / 10 - 23:30 )
أرجو إعادة قراءة تعليقي (12 أعلاه)؛

ألم أكن على صواب؟

لي سبع مقالات في الحوار المتمدن بعنوان -ملاحظات في الكتابة في الدين-، أرجو اطلاعكم عليها مع تحياتي وتقديري

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=265717
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=265717


16 - هل يتركوننا بسلام
ضياء اسماعيل ( 2011 / 10 / 12 - 19:38 )
تحيه اجلال الى الاستاذ القني والى كل مفكري هذا الامه المغلوب على امرها حين كنت يافعا كل ما كنت اخشاه رجال الدين حيث اذا رايت رجل الدين كاني رايت الله وعندما شاء القدر واصبحة بقربهم وخالطتهم بدء الصراع الحقيقي مع الذات من حيث قراة كتب لا يقبل به عرف ولا دين وقمة التخلف ولا ينقل البشريه الا للهلاك والتخلف وهذا ما حدث فعلا بمجتمعنا وما العلم الذي قدمه على مدى الدهر وماذا قدمنا للعالم غير الويلات والقلق وووووووووو الان لا صله لنا بهم هل تعتقد يترركوننا بسلام


17 - تحية الى السيد القمني
حمود الشوفي ( 2011 / 10 / 19 - 08:09 )
ليس من السهل ان يقف الانسان وحيدا وسط تهويل وعويل وتكفير وظلم فئة دينية كبيرة استحوذت بعلوم الغيب وسيرة الاسوة الحسنة على عقول كثير من البسطاء والمتعلمين قليلي الثقافة _لدينا طبيب معنا استعاض عن لقب طبيب بلقب الشيخ فصاروا ينادونة يا شيخ فلا ن وهو سعيد بذلك همة ان يؤم الصلاة ويرتل _ _لذلك عندما اوجة تحية للسيد القمني فانا اوجهها لكل القيم الحضارية والفكر التنويري والغيرة على الوطن
وانا اسال سوالا متى نرىمؤتمرا للعلمانيين العرب كي انتخبك انت وثلة معروفة على راسهم الدكتور كامل النجار رئيسا للاتحاد العالمي للعلمانيين العرب وذلك نكاية بالشيخ الخرضاوي رئيس رايطة علماء المسلمين العالمية ؟؟؟؟؟ ما شاء اللة ما شاء الله ما شاء الله . لافوازية و فولطا واينشتاين ومنير العالم اديسون


18 - أبو عمه مايله
محمد السيد على ( 2012 / 4 / 8 - 23:38 )
مع السلامه ياأبو عمه مايله قريبا جدا وكفايه كده.


19 - يمكن أعتبارى كنت أزهريا
سيد فخرى ( 2012 / 10 / 4 - 00:39 )

فى عام 1979 كنت أعد خطة بحث لدرجة الماجستير ( فى جامعة الأزهر ! ), وكان موضوعى ينصب على أن تتولى هيئة اليونسكو إعداد المناهج المدرسية لجميع المراحل التعليمية الأساسية وخاصة العلوم الطبيعية والأجتماعية والأنسانية , وأن تترك لكل دولة وضع مناهج اللغات الخاصة بها وكذلك التاريخ ( وتحت أشراف خبراء ها ) أما المواد الدينية فتترك للبيت والهيئات الدينية , وذلك بهدف خلق مواطن عالمى -متقارب مع غيره فى انحاء العالم فى العلوم والثقافة , وغير متعصب لأرض أو دين , نعم يعتز بوطنه ويحافظ على دينه , ولكن الأنتماء الأكبر لتلك الأرض وألتعصب الأكبر للإنسانية , ولن أذكر ألتعليقات والتهكمات ألتى نالتنى على هذا الحلم الذى يعيش معى منذ الصبا , وكان أشهرها : ( يعنى أنت إللى حتصلح الكون - شوف لك موضوع على أدك )

اخر الافلام

.. إطلاق نار وحرق كنيس يهودي في جمهوريتين اتحاديتين بروسيا


.. صور لاستمرار المعارك في محيط الكنيسة بمحج قلعة بداغستان




.. زاوية جديدة للاشتباكات المسلحة في محيط الكنيس اليهودي في داغ


.. مشاهد تظهر استيلاء مسلحين على سيارة شرطة أثناء تنفيذ هجوم عل




.. 119-An-Nisa