الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيمينسونجي ... feminiswanji

سليم البيك

2007 / 2 / 4
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في إحدى جلسات الحوار العقيمة مع رفيقة نسوية, Feminist, من بلجيكا, كنت أحاول, هازئاً و مازحاً حتماً, و عابثاً طبعاً, إقناعها بأن المجتمعات العربية أكثر حرصاً على حقوق المرأة من غيرها و ذلك لأنها مجتمعات ذكورية. و قلت في محاولتي الفاشلة بامتياز ما يلي: نحن الذكور العرب نناضل من أجل حقوق المرأة أكثر من غيرنا. نرى بأن الرجل هو من يقع على عاتقه الدفاع عن المرأة أكثر منها هي نفسها. حينها أفغر ثغرها عن هالة نمّت عن بلاهة، واتّسعتا عيناها المندهشتان كأنّما هبطت عليها كلماتي من كوكب آخر. بعد قليل من الصمت تابعت حديثي محاولاً انتشالها مما هي فيه من ضياع مؤكداً: نعم, نحن الرجال العرب العروبيون, و هنا ارتفعت قبضتي فجأةً لتتوسطنا, ثمّ زمجرت هادراً بتلقائلية أُحسد- كعربي- عليها مكشّراً عن رجولتي أمامها تماماً كرجل يتحاور مع "حرمته", و مندمجاً كلياً فيما أقول: نحن الرجال نناضل لحقوقكن أكثر منكن, و نضالنا الحتمي هذا صدر , كما دائماً, عن كامل دراية و دراسة و تمحيص و تحميص و طبخ للفكرة إلى أن اختمرت و ناسبت مجتمعاتنا التي أصبحت- كالنساء يعني- تربة خصبة لإنجاب الأطفال و النهوض بمجتمع فتي....

ضعتُ و ضاعتْ, عند هذا الحد أغلقت بوقي حين شعرت بأن الصورة التي أفرزها لاوعيي لتمر بين الكلمات مشوشة تماماً و عجزتْ عن اخراج الفكرة من دهاليزها المعتمة, ظلت رفيقتنا تائهة و مشتتة ما بين سخريتي و بين تقطيب حاجبي و كز أسناني و شموخ قبضتي و نعاق صوتي أثناء طرح فكرتي محاولاً إغواءها واستدراجها لفكرتي.

بعد أن هدأتُ و هدأتْ نظرتْ إليّ متسائلة عن سبب هذا الموقف الرجولي النخوجي بلهفة متوقِعة مني "عقداً اجتماعياً" جديداً قد يتبنوه كحركة نسوية في البرلمانات و الصبحيات التي تُعقد بشكل دوري. كانت حجتي بأن النساء في مجتمعاتنا لا يملكن الوقت الكافي للمطالبة بحقوقهن, فوقتهن كله يُهدر على الكنس و الطبخ و التربية نهاراً, و على ممارسة حقوقهن في إبلاغ أزواجهن النشوة ليلاً. هن مشغولات لدرجة أنهن ينسين أن يطالبن ببلوغ النشوة الّتي يحج لها أزواجهن, فكثرة المشاغل تلهي فكرهن و بالهن. هذا الرجل الفحل المفعم بالذكورة المفتولة الشوارب ينام كالقتيل, أو كالقاتل, بعد الحج إلى نشوته و هي, المشغولة دائماً, تمسح و ترتب ثم تخلد للنوم محاطة بالوحدة "العربية", كي تصحو بعدها على أعمال شاقة تشغل كل وقتها. فعن أي وقت يتكلم الكافرون؟ لا وقت لها للمطالبة بحقوقها و لا لنا للمماطلة بهذه الحقوق. لذلك قررنا نحن, فحول المجتمعات العربية العريقة الغريقة النزقة, و بالإجماع, في استفتاء ديمقراطي مكلل بنخوة الرجولة و الشهامة التي طالما رفعت عِقالنا أمام القبائل و الأمم الأخرى, قررنا أن نضطلع بالدور الريادي في المطالبة بحقوق المرأة في...

قاطعتني رفيقتنا بعد أن خيمت عليها حالة انشداه, و تلبد رأسها بما قلت, تبحلق بالحائط متمتمة و كأنها تحاول جاهدة قراءة ما فشلتُ في الإفصاح عنه من على الحائط:
Salim… be careful, I’m feminist.

في اليوم التالي, بعد أن تخطت الحالة, أقسمتْ برحمة سيمون دو بوفوار بأنها ستبقى نسوية- فيمينيست- حين أخبرتها, متعمداً استفزازها, بأن "feminist" قد تُترجم, مجازاً, بلهجتنا العامية إلى "نسونجي".

استوعبت سخريتي لاحقاً حين أخبرتها بأن ما كنت ذكرته لا يتعارض أبداً مع تلك الترجمة. و إذّاك علقت مبتسمة, و أظنها مجامِلة :
I know… you could be a feminist even more than me!

مما حفظني سليماً حتى اللحظة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قانون الإجهاض الجديد في ولاية فلوريدا يدخل حيز التنفيذ


.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا




.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز