الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بابا( شو) يعني علوي ؟

محمد عبدالله الاحمد

2007 / 2 / 5
المجتمع المدني



لست طائفيا و لا أريد لولدي أن يكون .

عندما واجهني ابني بهذا السؤال و هو في الثانوية و يعيش خارج وطنه , اجلسته قبالتي و حكيت له عن العلويين (نحن) و شرحت له كيف أن العلويين هم عرب يتحدرون من بني تغلب القبيلة العربية المعروفة في التاريخ ثم شرحت له بعضا من المنهج الفلسفي الاسلامي لدى العلويين و لقد استدعى كلامي لعبد الناصر (ابني) اسئلة اخرى منه طبعا كان أهمها عن الفرق بين العلويين و غيرهم من المسلمين ....
بابا( شو) يعني علوي ؟ هاك الجواب يا ولدي
ليس العلويون الا اتباع طبيعيين للمذهب الجعفري الاثنى عشري ولكنهم زادوا على الشيعة ما نستطيع تسميته (ربط الفلسفة بالدين) وذلك بدراسة
فلسفة اليونان وفارس و الهند بطريقة لايمكن اعتبارها خروجا على الموضوعة الايمانية ذاتها بل تكملة لها قائمة على اساس احترام العقل البشري .
العلويون و غيرهم من باقي الطوائف الباطنية دخلوا في قضية التأويل القرآني بطريقتهم و لقد أدت كل تأويلاتهم في نهاية مطافها الايماني الى الايمان نفسه و التوحيد ذاته.


بعد حواري مع ولدي هذا ضحكت (ألما) في سري و انا أحدث نفسي ( هل يعقل أن تلحق الطائفية هذا الشاب اليافع الى هنا ؟! و هل من الضروري
ان يجد عرب الهجرة حتى فرقا طائفيا فيما بينهم ؟) أقول هذا و ليعلم قارئي الكريم أن أحدا اوصل الى ذهن عبد الناصر ان أباه علوي و زاد على هذا كل الكلام الجالب للفرقة و الفتنة في وقت ينشغل فيه ذهن الولد – وطنيا- بكل قضيته في الحياة بدءا من كفاح الخبز حتى كفاح الارض بدون طائفية و لا عنصرية معرفا الحياة كما يرها بعينيه البريئتين دون ان لا يلحظ و يسمع ضجة أقدام المحتلين و الغاصبين حتى و هو يعيش في اوروبا اضف اليهم
أولئك الذين ينتسبون الى الوطن ..... و يخونونه اما بسرقته أو بالجهل فيه .
و حتى لا يسألك احدهم مستغربا أو مستهجنا أتنفي انتماءك ؟ أما ماذا ؟ اسرع لاقول : القضية ليست هنا فأنا العربي المسلم المعتز بانتمائه أعتز بانتمائي للعلويين حسبما أفهم أنا ما تعنيه هذه الكلمة بالقدر الذي لا أقبل فيه أية ترهات و خزعبلات صنعتها سنون و قرون الظلم و التجهيل الذي وقع على أجدادنا الذين سكنوا الجبال لتحميهم من يد البطش و القتل , بطش السلطان و ليس بالتأكيد بطش الناس العاديين ممن لا حول لهم فالجهل لم يوفرهم هم أيضا و القاتل كان دائما حاكم و محتل تجسدت مصلحته في فتنتنا و اقتتالنا كما تتجسد الصورة كذلك اليوم في العراق الحبيب .
بكل صراحة يمسكنا اليوم المتربص بنا في مقتل و لطالما مرت على امتنا تجارب وصلنا فيها الى ذروة المجد في مواجهة الاعداء فلا يبقى للعدو الا ان يثير فينا هذه الكراهية النائمة قرونا على جماجم لو استفاق اهلها لصاحوا بنا
أن ويلكم .... أن ويحكم !!
حرب لا رابح فيها الا الصهيوني هي الفتنة الطائفية و حتى نصل الى التخلص منها لا بد للعقل أن يعمل بجهتين , جهة الحساب على المصلحة مصلحة الحياة الامنة لنا ولاولادنا و لامتنا و الجهة الاخرى هي ترك الخلق للخالق و عدم تنصيب الذات قيمة على الفكر و الدين .... آمين .

د . محمد عبدالله الاحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: الحرب خلفت نحو 37 مليون طن من الركام وإزالته


.. يكفى ليوم واحد فقط.. الأونروا تحذر من نفاد مخزوناتها الغذائي




.. فيديو: الآلاف يتظاهرون دعماً للفلسطينيين في مالمو قبل مشاركة


.. السعودية تدين اعتداء إسرائيليين على مقر -الأونروا- بالقدس




.. خالد أبوبكر: أمريكا وأوربا تجابه أي تحرك بالأمم المتحدة لدعم