الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الرابعة والاربعين لاستشهاد الرفيق نافع عبد الرحمن شخيتم

خليل الجنابي

2007 / 2 / 5
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



عرفته منذ ايام الشباب، وفي الموصل الحدباء حيث كانت خطواتنا الأولى تتجه صوب دروب النضال، وثقافتنا لا تعدو عن بعض الكتب والقصص الثورية. كنا مجموعة من الطلبة في المراحل النهائية من الدراسة المتوسطة والثانوية.. وننتمي لشرائح مختلفة من المجتمع.. فكان معنا ابن العامل والفلاح وكسبة اليد والفكر على اختلاف أنواعهم من معلمين وموظفين وتجار وباعة وحرفيين وكسبه .. وأثناء العدوان الثلاثي الغاشم على الشقيقة مصر نهاية عام 1956، اندلع الغضب الجماهيري وعم أنحاء العراق من شماله الى جنوبه ضد العدوان، وضد الأحلاف العسكرية وفي المقدمة منها- حلف بغداد – المقبور..

لقد جوبه المد الثوري بحملة شرسة من قبل الحكومة الملكية واجهزتها الأمنية آنذاك. وجرى اعتقال مئات الآلاف من أبناء الشعب، وكان للطلبة نصيب كبير منهم.. أرسلوا الى السجون والمواقف والمراكز في أرجاء البلاد ، وكانت المواقف والمراكز والسجون في الموصل وكركوك وأربيل. والسليمانية والقرى والقصبات التابعة لها تزدحم بالمعتقلين. وكان الحراس والسجانون في هذه السجون ومخافر الشرطة معظمهم من الإخوة الأكراد، حيث كان تعاطفهم كبيرا وعظيماً مع المعتقلين ومساعدتهم العفوية لعوائل المعتقلين حيث جاءت تبحث عن أبنائها في المواقف والسجون المختلفة، والمساعدات العينية من مأكل وملبس وأغطية لهذه العوائل في أيام الشتاء القارص. لقد تعرفنا على أبواب الحزب الشيوعي العراقي من خلال الرفاق الذين كانوا معنا في مراكز الاعتقال المختلفة.. وبعد إطلاق سراحنا نتيجة الضغط الشعبي والجماهيري والمحلي والدولي، توطدت أواصر الصداقة فيما بيننا.. وكثرت اللقاءات، ورشح الكثير منا لصفوف الحزب الشيوعي العراقي.

كان الرفيق الشهيد (نافع) ابرز هذه الوجوه التي تعرفت عليها- كان بالنسبة لنا مثالا يقتدى به في الصدق والأمانة وحب الوطن والوفاء له.. كان مثقفاً يفوقنا في كل شيء، وله إلمام واسع في أمور الحزب التنظيمية.. كان لقائي الأول به قريبا في المتوسطة الغربية في الموصل، وكان على وجه التحديد في الأسبوع الأول من شهر شباط عام 1957 وكنت بمعية الرفيق طالب سعد الله سلطان.. ومنذ الوهلة الاولى تأثرت به. استمعنا منه الى الكثير الكثير من النصائح والإرشادات، وخاصة فيما يتعلق بالعمل والنشاط الحزبي بين الجماهير الكادحة والدفاع عن مصالحها وحقوقها المهضومة.

حيث كان يقول ويؤكد دائماً إن سلوك الإنسان الشيوعي وصفاته الحميدة وحبه لشعبه ووطنه يجعله محبوباً بين الجماهير ويتفاعل مع قضاياها ومصالحها يؤثر فيها ويتأثر منها.

..لذا فإن الحزب يغرس جذوره عميقاً في تربتها.. ومن هذا المنطلق احتضنت الجماهير الكادحة الحزب الشيوعي العراقي.. وبقي صامداً رغم البطش والإرهاب، رغم المشانق والتصفية الجسدية والنفسية ، ورغم الويلات والمآسي.. ورغم كل هذا وذاك بقي الحزب حياً ينبض بدم الجماهير القانية التي ترفده دوماً.. ودائماً كان يؤكد ان حياتنا هي للشعب ، للوطن ولحريته وسعادته.

لقد عانى الرفيق الشهيد نافع من الملاحقة والمطاردة في العهد الملكي.. وبعد ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 انتقل الى بغداد للدراسة في إحدى الكليات الأدبية.. كان مدنياً، لكنه يتحدث مع العسكريين وكأنه متخرج من كلية الأركان، ومعلوماته العسكرية لا تقل عنهم.. كان يحدثنا عن الجيوش الوطنية وكيف وقفت تصد الغزاة عن اراضيها وحدودها ومكتسباتها.. كان يحدثنا عن الجيش السوفيتي الذي استبسل وهو يصد جحافل الهتلريين الفاشيست حين اقتربوا لإطفاء شمعة أكتوبر المجيدة آنذاك. كان يحدثنا كثيراً عن شعارنا المركزي (وطن حر وشعب سعيد) وكيف انه نبراس وهدف سام ينبغي الوصول إليه.. كان يقول كلمات أربع نراها جميلة وقصيرة.. لكنها مضيئة ومشرقة كتب عن كل واحدة منها عشرات ومئات وألوف الكتب والمقالات والبحوث وفي مختلف اللغات.. وسقط المئات والألوف في سوح النضال على مر الأيام واعتلوا المشانق واستشهد الكثير منهم تحت التعذيب وفي سراديب السجون والمعتقلات وأقبية الأمن والمخابرات النازية والفاشية وفي كل أرجاء العالم.

كان الشهيد (نافع) واحداً من هذه الآلاف المؤلفة الذين ضحوا بحياتهم من اجل الوطن.. ومن اجل حريته وسعادته.

وفي يوم الانقلاب الفاشي في 8 شباط الأسود عام 1963 كان اول الملبين لنداء الوطن.. وكان على رأس المظاهرات العارمة التي أحاطت بوزارة الدفاع محرضاً الجماهير على التصدي للانقلابيين القتلة، وموجهاً الرفاق العسكريين بالوقوف الى جانب الشعب في محنته.. ومن على أكتاف المتظاهرين سقط شهيداً برصاص الغدر الذي أطلقته الطائرات التي هاجمت مقر وزارة الدفاع وسقط وجرح في حينها العشرات من ابناء الشعب الغيارى الذين جاءوا يحمون ثورة تموز ورمزها الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وصحبة الأبرار.

المجد والخلود للشهداء الأبرار الذين سقطوا من اجل الوطن.

المجد والخلود للزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار.
المجد والخلود للرفيق نافع عبد الرحمن شخيتم

والعزاء والسلوان لأهلهم ورفاقهم واصدقائهم.

الجمعة / 8 /شباط / 1963








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف في فرنسا يعتزم منع مزدوجي الجنسية من شغل مناص


.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح




.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين