الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثم نلعن أمريكا وإسرائيل : من يستحق اللعنة إذاً ؟!!

محمود الزهيري

2007 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنها نظرية المؤامرة التي يتوهمها العرب والمسلمين دائماً لمداراة الخيبة والعجز والقصور الذي يعيشون في ظلاله مساكين ومستكينين للأوضاع المأساوية التي حلت بهم دون أن يحركوا ساكناً لإخراج أنفسهم من الأزمات المتلاحقة التي هم صناعها وهم أساس وجودها في أوطانهم المأزومة بوجودهم فيها من الأساس , فكيف يتحركوا لحل أزماتهم وهم صانعوها ؟!!
إن العرب والمسلمين دائمي الشكوي والأنين من ظلم وعسف وجور الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لما تفعله الأولي من عربدة وتقتيل للشعب العراقي والشعب الأفغاني وشعب الصومال وماتدبره من مكائد للشعب اللبناني والشعب السوداني , بل وما تدبره من مصائب لمصر والسعودية والأردن الذين هم دول التحالف الأمريكي الصهيوني الممالئ للسياسات الأمريكية الصهيونية في المنطقة العربية والساعي لإيقاع الفتنة وإشعال نارها المستعرة بين السنة والشيعة في العراق الحزين , وتضييق الخناق علي حركة حماس في فلسطين المحتلة وإعطاء الضؤ الأخضر لحركة فتح بالتخلي عن حركة حماس المتوهمة بإحراز النصر بإرادة الشعب الفلسطيني المأزوم بفتح وحماس علي السواء ودون تفرقة في الهم الوطني والشأن الداخلي الفلسطيني الذي يسعي آخرون خارج إطار الوطن الفلسطيني المنقوصة أطرافه بإرادات عربية وإسلامية باعت القضية وراهنت علي مصالحها الشخصية في مقابل مصالح الأوطان .
والجميع مدان علي السواء بداءة من الملوك والرؤساء والسلاطين والأمراء حتي المسؤلين في أجهزة المخابرات والوزراء في الحكومات العربية الإسلامية في الوزارات السيادية بلا إستثناء فالخيانة أصبحت هي الرمز الوطني , والعمالة هي وجه الحق , والمصلحة الشخصية هي كلمة السر التي تفتح بها جميع الأبواب للخونة والعملاء , وتغلق في وجه من يحاول فتح أبواب مصلحة المواطنين والأوطان !!
نعم .. أمريكا وإسرائيل تبحثان عن جميع أسباب الفتنة والشقاق في الدول العربية والإسلامية ولها في سبيل ذلك أسبابها التي لها مايبررها من وجهة المصلحة الأمريكية والإسرائلية علي السواء , وهذه هي إرادة أمريكا , وهذه هي إرادة إسرائيل , فأين الإرادة العربية ؟!!
هل العرب والمسلمين طائعين لهاتين الإرادتين ؟!!
فأين هي نظرية المؤامرة إذا كانت إرادة العرب متوافقة مع الإرادة العربية الإسلامية ؟!!
وإذا كانت الإرادة العربية الإسلامية متواجدة علي الساحة العربية الإسلامية والدولية ومتخالفة مع الإرادة الأمريكية الإسرائيلية فأين هي إذاً هذه الإرادة ؟!!
وإذا كان العرب يعلمون أن هناك نظريات للمؤامرة وأن صانعة هذه المؤامرات هي أمريكا وإسرائيل فلماذا ينصاع العرب والمسلمين لتنفيذ هذه المؤامرات ذات الصناعة الأمريكية الإسرائلية ؟!!
ولماذا ينفذوها ويفعلوها في واقعهم السياسي والإجتماعي المأزوم ؟!!
وهل الإقتتال الإسلامي / الإسلامي بين الشيعة والسنة في العراق صناعة أمريكية إسرائيلية ؟!!
فلماذا هذا الإقتتال بين الشيعة والسنة إذا كانوا علي علم بذلك ؟
ومن أجل ماذا هذا الإقتتال والدماء التي تراق رخيصة بين الطرفين وفي أماكنهم المقدسة التي طالت المساجد الشيعية والسنية والحسينيات ؟!!
ألهذه الدرجة بلغ الحقد الأعمي والتطرف الممقوت والتعصب المذموم أن يفجر السنة أنفسهم بالأحزمة الناسفة والمتفجرات في أماكن تجمعات الشيعة وفي مساجدهم وحسينياتهم وهم يؤدون عباداتهم وصلواتهم لله رب العالمين ؟!!
ولهذه الدرجة بلغ الحقد والتعصب والتطرف من الشيعة أن يقتلوا السنة في مساجدهم وأثناء تأديتهم لصلواتهم وعباداتهم لله رب العالمين ؟!!
لمصلحة من يتم الإقتتال وإراقة الدماء ؟!!
ومن أجل ماذا ؟
هل من أجل الإنسان وحرية الإنسان ورفاهية الإنسان ؟!!
هل من أجل إذدهار الأوطان ورخاؤها ونماؤها ورفع مستوي المعيشة والبحث عن مجتمع العدل والرفاهية والديمقراطية والحرية ؟!!
إنه القتل في مجتمع مأزوم مكلوم , محتل ومغتصب , مجتمع جائع فقير , فاقد للأمن محروم من الأمان والطمأنينة !!
وما يحدث في العراق يوجد مثيله في فلسطين الحزينة المكلومة المأسورة إرادتها بفعل سياسات فاسدة ومستبدة وممثلة للعار الوطني في أسوأ صوره المشوهة للوطن والمضيعة لآمال وتطلعات المواطن الفلسطيني المحروم من الراحة وإنسانية الإنسان المسلوبة منه عنوة وقسراً بإرادة المحتل المغتصب للأرض والمحتل للإرادة الوطنية الفلسطينية !!
هل حماس وفتح قد هان عليهما الدم الفلسطيني وأصبح رخيصاً لهذه الدرجة وأصبحت الأرواح الفلسطينية من نساء وأطفال ورجال وشيوخ لاتمثل قيمة لدي فتح ولدي حماس ؟!!
وهل لغة القتل وإراقة الدماء الفلسطينية عبر إستخدام لغة المسدسات والرشاشات والأسلحة العسكرية هي اللغة الوحيدة للتفاوض والوصول بالمجتمع الفلسطيني الذي نسميه تجاوزاً بالمجتمع الفلسطيني الذي هو في حقيقة الأمر يمثل سلطة مسؤل عنها الملف الخاص بالإحتلال لدي سلطة الكيان الصهيوني ؟!!
هل هذا الدم المراق سيصنع وطناً ؟!!
ويبني المجد للوطن للفلسطيني ويحرر الأرض السليبة ؟!!
إنكم لالتستحون ولاتخجلون من أنفسكم يامن تعيشون تحت لهيب سلطة الإحتلال الصهيوني وتتقاتلون !!
فأنتم لاتملكون في الضفة والقطاع سوي النشيد والعلم !!
وحتي النشيد والعلم إختلفتم عليه وتقاتلتم بالإختلاف عليه !!
أنتم تحت رعاية الإحتلال فلامطار , ولاميناء , ولاعملة وطنية , وتاشيرات سفركم في الدخول والخروج تتم بموافقة الصهيوني !!
أنتم بلاجيش , وبلا سلاح , وبلا مال , وبلا إقتصاد وطني !!
وأنتم تتقاتلون !!
علي ماذا هذا الإقتتال ؟!!
إنكم لاتستحون علي الإطلاق !!
هل الإسلام والوطنية في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والسودان ولبنان ضدان لايجتمعان البتة وعلي طول المسار وعبر مسافات الطريق ؟!!
هل دينكم ووطنيتكم تأمركم بهذا الإقتتال في كل بلدان العرب والمسلمين ؟!!
وهل مازال الأمريكان والصهاينة هم من وراء القصد ومن ورائهم نظريات التآمر التي تدعون أنها تحرككم وتدفعكم لهذا الإقتتال الملعون ؟
أم العنصرية الدينية البغيضة هي التي من وراء هذا الإقتتال وإراقة وإستباحة الدماء ؟
أم أن المصلحة الشخصية لفئات ضالة ومضلة هي التي من وراء هذه الصراعات الدموية ؟!!
أعتقد أنها هي العنصرية الدينية البغيضة التي من وراء القصد وهذا في الأساس الأول !!
ألا ساء مقصدكم وخابت وجهتكم ولعنت عنصريتكم الدينية البغيضة !!
فمن يستحق اللعنة إذاً ؟!!
أمريكا وإسرائيل هما من تستحقان اللعنة , أم أنكم بعنصريتكم الدينية البغيضة تستحقون اللعنات ؟!!
لاتلوموا إلا أنفسكم إذا كانت لكم أنفس وكنتم من بني الإنسان !!
وبعد ذلك فتشوا عن نظريات للمؤامرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |


.. 80-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت