الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الميلاد والموت ولغز الكون الغامض

فيليب عطية

2007 / 2 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منذ ان انشبت المادة الحية اظافرها علي سطح الارض ،وهي لاتريد ان تتزحزح وان كان هناك شئ يستحق الدهشة في تاريخ الكون كله فهو رغبة تلك المادة بعد ان تشكلت في خلية حية علي الاستمرار بنسق مخالف تماما لاي نسق معروف ،وهو ما اصطلحنا علي تسميته بالتكاثر
من المعروف بالطبع ان العناصر لاتتكاثر ،ووجودها يعتمد علي حسبة رياضية بسيطة:ضع بروتون مع الكترون ستحصل علي الهيدروجين اول العناصر ،وضع عددا معينا من البروتونات مع الالكترونات-ولاتنس بالطبع النيوترونات-ستحصل علي الذهب او اليود او الصفيح ،ولدينا الآن عدد من العناصر يفوق المائة وان كان عددها الطبيعي في حدود التسعين،ماعلينا.....اجعل تلك العناصر تتفاعل فيما بينها ستحصل علي المركبات ،وهي بدورها لاتتكاثر ،وان كانت بعض الاكتشافات الحديثة تشير الي ان انواعا من الصخور تميل الي تنظيم المركبات علي سطحها بنفس النسق الخاص بها مما يجعل الامر يبدو في النهاية كتكاثر،ولنسمه تكاثر زائف
الخلية الحية هي الوحيدة منذ بداية تكوينها الذي يتعدي ثلاثة بلايين عام التي قررت ان تستمر ...والي مالانهاية وكان اسلوبها في هذا بسيطا بل ويجده عشاق الفكاهة باعثا علي الضحك وهو الانقسام :انقسام الي خليتين متماثلتين او اربع او ماشئت من الخلايا فهذا الانقسام يجدد شباب الخلية ويساعدها علي الاستمرار
نحن مازلنا حتي الآن نبحث عن حل هذا اللغز ،ويقال ان ظروف نشأة الحياة علي الارض قد انتهت الي غير رجعة
اكانت صدفة ان وجدت بعض المركبات العضوية علي سطح الارض او في اعماق المحيطات فرصتها لاقامة علاقات منطقية بينها تيسر لها التواجد في بيئتها فاحاطت نفسها بغشاء يحدد هويتها واكتسبت لنفسها خصائص التغذي والاخراج والتكاثر ثم انطلقت لتصنع تلك العجيبة الكونية المسماة بالحياة او الكائنات الحية
حقا ان الخلية كخلية لم تفلت بهذا من الموت لكنها استهزأت به وعزلته كمسخرة للكينونة :ان كان الموت حقا يستحق هذا الاسم ،فليسحق تلك السلالة النبيلة الهائلة من الخلايا ،وهو مالم يحدث ولن يحدث الا اذا حدثت كارثة كونية تحيل الارض الي رماد
لن نشير بالطبع الي امكانية تكرار تلك الكوميديا المسلية علي امتداد كون لاتشكل الارض غير نقطة مهملة منه ،ووجود الكربون والنيتروجين والاكسجين والكبريت...الخ في الفضاء الكوني حقيقة لم يعد هناك من يجادل فيها ،بل هناك رأي يذهب الي ان المركبات العضوية التي ادت الي نشوء الحياة قد اتت من الفضاء الكوني المحيط بالارض ،وساهت الاشعة الكونية في ظروف لم يكن فيها الغلاف الارضي قد تشكل بعد في نشأة الحياة ،لكن الخلايا الحية التي تشكلت ادت الرسالة كاملة فكونت الغلاف الجوي واحتفظت بتركيبها الفريد لتتناقله الاجيال وتطوره ماشاء لها التطور ثم تتعضي لتشكل الانواع والاجناس ،ورغم ان الارض الآن تحتفظ فقط بخمسة في المائة من مجموع الانواع التي شهدتها ،غير ان الحياة لم تتوقف ،وتقف الخلية الحية علي الدوام امام كل من يريد التحدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس