الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الا لك من عصابة ... خلا لك الجو فافتكي وابطشي

وليد حكمت

2007 / 2 / 6
المجتمع المدني


في الخبر الذي تصدر الصفحة الاولى من صحيفة الرأي الاردنية والذي جاء بالبنط العريض ( القبض على غالبية مروجي المخدرات) والذي يشير الى تمكن ادارة مكافحة المخدرات في الاردن من القاء القبض على غالبية مروجي المخدرات بحسب تصريحات مدير ادارة المكافحة في المملكة العقيد طايل المجالي ....

بحسب علمي البسيط وانا المواطن البسيط عن هذا الرجل انه من القلة المخلصين في الاردن الساعين الى القضاء على تلك الآفة التي فتكت بشباب وشابات الاردن خصوصا في الجامعات الاردنية والتجمعات الفقيرة منها والثرية ولا زالت تدشن بين الفينة والفينة ضحية جديدة وسأتحدث عن واقع مدينتي معان فاهل مكة ادرى بشعابها وحاراتها وللمخدرات فيها قصة تدمى لها القلوب وتبكي لها العيون بعد ان تحولت تلك المدينة من مكان هادئ آمن يمتاز اهلوه بالتدين والبساطة والتمسك بالعادات العربية والاسلامية الحميدة الى مرتع خصب للمروجين وازلام العصابات والبلطجية المدعمين بالقوة المادية والمعنوية من جهات معلومة ولاسباب مقصودة مرتب لهاومخطط لها مسبقا فبعد عام 89م تحولت المدينة تدريجيا الى محطة مهمة وخطيرة تقوم بمهمة التوزيع والتهريب الى البلدان المجاورة منها السعودية ومصر كمركز للانطلاق بعد ان تاتي الشحنات من تركيا وسوريا ولبنان ليتم توزيعها وتهريبها وايصالها الى منتهاها
ومن خلال تواجد العصابات بكثرة وكثافة في تلك المنطقة اصبح هناك بعض المروجين الصغار الذين اكتفوا بنشر وترويج هذه السموم على ابناء المدينة بمختلف الطرق والاساليب والحيل متسترين بالاقنعة الاجتماعية التي تمنحهم اياها وزارة الداخلية فهناك اقنعة من نوع شيخ عشائري وآخر صناعة بيروقراطية مدعمة من اصحاب القرار في العاصمة عمان وآخرون انتحلوا صفة مشايخ الدين الذين تتلوى سبحاتهم كالافاعي السامة وتفوح من لحاهم رائحة الحشيش والمخدر وآخرون وهم اخطر فئة وهم فئة الصيادلة الذين لا يؤمنون الا بقاعدة تحقيق اقصى الارباح في مدد زمنية قصيرة فاصبحت تلك المراكز الطبية اوكارا لبيع الحبوب المخدرة والمهلوسات على شباب وشابات المدينة كي تلهيهم عن التطلع الى حقيقة واقعهم وعمق مأساتهم وفئة اخرى تمارس التغطية على تلك الفئات هي فئة بعض النواب والوزراء السابقين الذين يعملون جهدهم في الاستقواء على مصي تلك الضحايا همهم الوحيد ان يضموا الى حوزتهم اكبر قدر ممكن من تلك الفئات التي تغدق بسخاء عليهم وعلى حواشيهم النتنة
ومع مرور الزمن فرخت تلك العصابات المستقوية على ظهور ضحاياها عصابات مثلها فمن تلك العصابات والخلايا التي اصبحت تحكم المدينة وتبطش وتتسلط وتضغط على الكثير من المسؤولين المخلصين منهم والفاسدين ولأن تلك العصابات اصبحت تؤثر في الرأي العام الشعبي من خلال اختراقها وتغلغلها بين افراد المجتمع وخاصة القوى الرسمية ومن هذا المنطلق جاء موضوع احترامها وتبجيلها وتقديم الدعم لها وتغطية جرائمها بحق الشعب والارض والوطن فمنح افراد تلك العصابات القابا فخمة ك سعادة الشيخ الفلاني والعلاني ورجل الاعمال المحترم زعيم العصابة الفلانية العلانية

ويكفي زعماء تلك العصابات العفنة المخربة ان تتستر ببعض الشعارات الوطنية وان تتشدق ببعض الولاءات الفارغة وان تغدق التبرعات في المناسبات الوطنية وان تقيم الولائم الفخمة لمعالي فلان وعطوفة علان وكما يقال اطعم الفم تستحي العين....
فكيف يمكن لهذا الرجل اعني المجالي أن يحل هذه المعضلات المتفشية في المجتمع وهي حقيقة تشكل مزيجا متناقضا بين رسالة إدارة مكافحة المخدرات المتمثلة بمكافحة هذه الآفة وملاحقة مروجيها وتسليمهم الى القضاء وبين سلطة ارباب تلك العصابات المتلبسة لثوب الشرعية والقانون والولاء للعرش والوطن فنسأل الله ان يكون في عونك ايها العقيد طايل لأن المسألة معقدة ومتشابكة اكثر مما نتصور نحن البسطاء.....
وبعد ان انتهيت من قراءة الخبر ادركت ان العكس هو المقصود وان صيغة الخبر جاءت مجازا القصد منها بث التفاؤل مجددا في نفوس المحبطين واليائسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية