الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ ال(شرق اوسطي)..(2)

غسان سالم

2007 / 2 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن قدرة اسوالد اشبنكلر على استنباط الرموز من نتاج الحضارات التي تناولها في كتابه (سقوط أو تدهور الحضارة الغربية)، أعطاه تميزا نتيجة قدرته العالية على الإدراك وعلى الرغم من الظروف القاسية التي كان يمر بها أثناء انجازه لكتابه، الذي احتوى كماً هائلا من المعلومات الاستقرائية نتيجة جولاته في العديد من البلدان، والعديد من الكتب والمصادر التي كانت مهملة عند سابقيه وحتى لاحقيه، فقد تناول اغلب النتاجات الأدبية، وأعطى لها نقدا مبنيا على النظرية التي أقام مشروع دراسته عليها، والتي كانت تعنى بالحضارات كما قلنا سابقا، فمن الأزياء إلى اللغة وحتى أنواع الطعام الذي كان سائدا في كل حقبة يتناولها، فهو لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا ووضعها تحت مجهر عقله، وبعد أن جمع كل هذه المعلومات خرج بنظريته في التاريخ والتي تعد نظرية فريدة من نوعها، وخاصة إذا علمنا انه استطاع أن يتنبأ بالعديد من الأحداث التاريخية في الحضارة الغربية، علما انه كان يرفض أية غيبيات في بحثه، ولكن تنبؤه كان نتيجة الكم الهائل من المعلومات الاستقرائية التي حصل عليها نتيجة بحثه ودراسته المتواصلة والمجدة ودون أي كلل أو ملل، يبقى علينا أن نعلم إن اسوالد لم يكن أستاذا جامعيا أو باحثا في أية مؤسسة بحثية معروفة في عصره، لقد كان مجرد أستاذا لمادة التاريخ في مدرسة ثانوية متواضعة، وما يهمنا هنا النتائج التي حصل عليها اشبنكلر عند تناوله لحضارة الشرق الأوسط (الشرق الأدنى)..
اغلب الذين تناولوا تلك الحقب حاولوا أن يميزوها حسب الدول أو الإمبراطوريات التي نشأت، واضعين كل حقبة تحت مسمى حضارة وتقسيمها حسب المكون العرقي لتلك الحقبة، متجاهلين بذلك أن كل الحقب (الدول، الإمبراطوريات، حتى زحف الأعراق والشعوب وانتقالها من مكان لآخر) كانت ضمن وعاء واحد،وفكر يتطور ضمن حضارة واحدة، وان لها بداية واحدة، وكان لها نهاية واحدة، وهي اليوم تمر في مرحلتها الأخيرة التي يطلق عليها اشبنكلر بعصر الفلاح وهي آخر مرحلة من مراحل الحضارة، وتعني التحجر أو انتقالها وتحولها إلى شكل زائف لوجه حضارة أخرى، كما يحدث الآن!.
فمن القوس الذي اعتبره رمزا لاكتمال شكل الحضارة (العربية أو الفارسية) والذي وجده في مدينة الشمس (اترا شمشا) الحضر الحالية، إلى القبة التي اكتمل شكلها في معابد (الجوامع) العصر العباسي، والتي ميزها على إنها تعبير عن حالة الترابط بين السماء والبناء الفكري الذي كان منتشرا بين أفراد تلك الحضارة، إن ما يهمنا من هذه الرموز هو رمز الكهف، الذي ارتبط مع البناء الروحي لهذه الحضارة وتجده مترسخا في جميع الأديان التي نشأت في هذه البقعة من الأرض، والتي يعدها اشبنكلر مجرد مراحل لاكتمال الشكل الروحي لها، والتي اكتملت بشكلها النهائي بصلب ابن الناصرة، أما اكتمال شكلها الجسدي فكان في تحطيم الأصنام في كعبة الحجاز، إن رمز الكهف الذي تحول إلى حالة عامة في جميع أوجه الديانات في هذه الحضارة، والذي مازال يرتبط ارتباطا وثيقا بالكثير من الديانات الموجودة إلى الآن، منها الايزيدية والتي يعدها اشبنكلر من انقى الديانات الموجودة، فهو يتحدث عن الطاوس على انه الرمز المنطقي والرابط بين الإله والمحور الثالث الذي لم يتجسد باسم واحد لأنه إلى الآن مازال متجسدا بقدرة هذه الديانة على إيجاد الرابط مع السماء الذي هو طاووس ملك حيث اعتبره هذا الباحث الـ(لوغس)..
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ