الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ الشرق اوسطي..(3)

غسان سالم

2007 / 2 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اعتبر شبنكلر الطاوس هو الـ(لوغس) وهو العنصر الثاني في الديانة الايزيدية، الثاني في الثالوث الايزيدي، بعد الله (يزدان) وقبل الدستور أو (واضع الدستور شيخادي)، وكما قلنا أن الارتباط مع السماء من حيث الوحي لم ينقطع أبدا في المجتمع الايزيدي كما تصور الأدبيات الايزيدية ولحد هذه اللحظة، لان العنصر الثاني مازال مرتبطا مع المتسامي الايزيدي في علاقة يسميها الايزيديون (السر) حيث يتجسد سر الله عند الأولياء والصالحين بواسطة الطاوس دون أن يشكل هذا خروجا عن مفردات الديانة الايزيدية بل على العكس فان هذه الاستمرارية تميز الديانة الايزيدية عن بقية الديانات لأنها ديانة متجددة رغما عن كل الأقاويل التي يحاول البعض ربطها بالايزيدية بهدف تشويه هذا النقاء التاريخي الذي نستطيع أن نشعره عندما نتحدث إلى الايزيدي المؤمن، والذي اعتبره شبنكلر دلالة على نقاء وتميز هذه الديانة هي والصابئة المندائية.
يعتقد شبنكلر إن هذا السر لا يمكن أن يتجسد دون رمز الكهف الذي اعتبره رمزا متأصلا في جميع ديانات الشرق الأوسط دون أن يحدد مصدر هذا الرمز لأنه لم يسع في كتابه أعطاء الأجوبة التقليدية التي يبحث عنها الاثاريون، فهو أي شبنكلر ينظر إلى الحضارة على إنها اعتناق العامة وليس اعتقاد الخاصة، نعم الخاصة تحرك التاريخ لكن لا يمكنها أن تصنعه دون أن يكون هناك أرضية خصبة داخل العوام.
لذلك اعتقد إن هذا المُنظر التاريخي كان يتناول الأفكار الدينية السائدة في أية حقبة ويحللها وفق ما يسود العوام مع ربطها باعتقاد الخواص، فهو يحلل ما يمكن أن نسميه الدين الشعبي المرتبط بالإنسان العادي وبحياته اليومية وسلوكه وكيف يؤثر هذا الاعتقاد في سلوك الفرد.
فنحن اليوم عندما نتحدث مع أي ايزيدي حول الديانة الايزيدية فهو يجيبك بمجموعة أساسيات دون أن يهتم بمصدرها أو تحليلها تحليلا تاريخيا ولما اخذ هذا الرمز هذه المكانة أو ذلك الرمز فقد مكانته فهو ما يعتقد وليس ما يمكن أن يفسره التاريخيين، لذلك يحمل الطاوس في نفس الايزيدي المكانة الثانية بغض النظر عن كيفية تحول هذا الرمز وأخذه لهذه المكانة المقدسة.
وهنا ربما يعترض البعض، ويسوق إلينا بالأمثلة المختلفة التي تعطي البناء التاريخي لتطور هذا الرمز، وربما تكون تكهناتهم صحيحة لكنها تبقى مجرد تكهنات ومحاولة لتفسير ما هو مفسر عند الايزيدي المؤمن فلا يمكن أن يقتنع بها أي شخص.
ما أريد أن أقوله هنا إن هناك نوعان من الاديان أديان يمكننا أن نجدها في الكتب واديان لا يمكن أن نجدها إلا في صدور معتنقيها، وتبقى الكتب في رفوف أصحابها وعقولهم فقط. إن قدرة شبنكلر على استنباط المفاهيم الدينية من خلال الممارسات اليومية والسلوك الشعائري المرتبط بالإنسان العادي أعطاه تميزا كبيرا في الإدراك والتفسير لكل مرحلة كان يتناولها، فعلى الرغم من بعده عن المجتمع الايزيدي إلا إن أدوات هذا الباحث والمُنظر المبتكرة جعلته قادرا على تفهم العديد من الديانات التي كانت تعد ديانات منسية أو منزوية حتى عن اقرب المقربين لمعتنقي هذه الديانات والديانة الايزيدية واحدة منها بالطبع.
ومع ذلك تبقى الحقيقة هدفا لا يمكن التنازل عن الوصول اليه رغما عن كل الاعتقادات والمفاهيم السائدة في أي مجتمع..
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ