الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دواعي غلق كنيسة البياضية

نشأت المصري

2007 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دواعي غلق كنيسة البياضية
استكمال لمقالنا السابق بعنوان كنيسة مغلقة والذي ينوه عن ما نشر بشأن الكنائس المغلقة في قرى الأقصر العريق .
http://www.copts-united.com/wrr/go1.php?subaction=showfull&id=1169150020&ucat=159&archive=

واليوم نفتح نفس الملف ولكن بصورة جديدة لنتمكن من توضيح أسباب ودواعي غلق هذه الكنيسة الفقيرة والتي تخدم قري متعددة قرية البياضية والتي أصبحت الآن مدينة البياضية عاصمة مركز الأقصر , وقرية البغدادي والخضرات وجبل البياضية , على امتداد ثمانية كيلو مترات من بحري لقبلي ومسافة خمسة كيلو مترات من شرق إلى غرب أي مساحة أربعون كيلو متر مربع تقريبا .
مع ملاحظة :
يوم أغلقت الكنيسة كانت البياضية قرية من قرى مدينة الأقصر , والآن أصبحت البياضية مدينة كبيرة بها كل مقومات المدينة الحضارية كما ذكرنا في المقال السابق فيما عدا وجود كنيسة بها, بالرغم عن أنه كان هناك كنيسة وتم غلقها.
مع العلم بأن مركز البياضية ليس به أي كنيسة سوى دير القديسين والذي يبعد عن الأقصر بحوالي عشرون كيلو متر تقريبا .
وكنيسة العديسات والتي تم فتحها بجهد ودم شهداء .
لنشرح لسيادتكم وقائع غلق هذه الكنيسة:
الموقع :
كنيسة العذراء بقرية البياضية , وهي عبارة عن كنيسة فقيرة داخل منزل قديم تستغل للصلاة للمسيحيين بقرية البياضية والقرى المحيطة بها , وكما أوضحنا في المقال السابق أنها كانت موجودة أيام الأنبا باسليوس مطران الأقصر قبل عام 1949 أي مر على فتحها قرابة ستون عاما.
الأحداث :
أنه في العاشر من شهر رمضان المعظم سنة 1986 وبعد صلاة الجمعة في تمام الساعة الثانية ظهرا تجمع أهل البياضية والقرى المجاورة من المسلمين بالهجوم التتاري على مكان للعبادة والصلاة وليس مكان للميسر والخمور والدعارة , ومعهم كرات النار والتي ألقوها على الكنيسة ومنازل المسيحيين والتي بسببها تم حرق المكان تماما , وإجبار المسيحيين على ترك منازلهم والهجرة إلى الأقصر سيدات (بملابس المنزل) وأطفال ورجال وأرامل وأيتام وعجزة وكبار سن بدون رحمة لا شفقة حيث أن عدد المهاجمين بلغ حوالي ألفين شخصا مسلحين بأسلحة يدوية ومعنوية , وهذا كان في وجود قوات الأمن والتي ساعدتهم علي إتمام هذه المهمة , للقضاء على المسيحيين وكأنهم في حرب مع أعداء الوطن.
وهذه الغزوة استمرت لساعات متأخرة بالليل وتهجير المسيحيين العزّل استمر حتى فجر اليوم التالي.
أسباب هذه الفتنة:
إشاعة أثيرت بالقرية تتهم المسيحيين بأنهم يبنون كنيسة جديدة ,وبدون التحري عن مصداقية هذه الإشاعة قام الجميع مهللين ومكبرين ضد المسيحيين مما أثار الشباب وحملهم ضد بناء الكنيسة المزعوم , ولأن هذا الوتر حساس بدرجة كبيرة لدى إخوتنا المسلمين في مصر فبناء بيت للدعارة مثلا أيسر من بناء بيوت للصلاة للمسيحيين !!! ما علينا!!! ولكن في هذه الواقعة كان بناء الكنيسة عبارة عن إشاعة أثارها المغرضين في إثارة فتنة طائفية بالمنطقة والتي هي الأقصر وهي من أكبر مدن الشرق الأوسط جذب سياحي , لهذا فإن هذه الضربة موجهه لضرب مصر في أهم مورد سياحي.
إشاعة كاذبة لعدة أسباب :
ـ المسيحيين يمارسون العبادة في هذا المكان في أمان كامل قرابة خمسون عاما , فمن البديهي لا يمكنهم المجازفة ببناء كنيسة بدون إجراءات حكومية وأرضية شعبية من إخوتهم المسلمين حتى لا تضيع نفقات مادية سدا.
ـ أحوال البلاد في هذا التوقيت حيث كان في ذروة الفتنة الطائفية بقيادة الجماعات الإسلامية, لهذا من يستطيع المجازفة بعمل مثل هذا .
ـ غياب الحماية الأمنية في مثل هذه الأحداث يمنع مجرد التفكير في التجديد أو البناء إلا بترخيص مسبق .

لهذا تم غلق الكنيسة بدواعي أمنية , حجة أنها بدون ترخيص !!, ولكن بترخيص من مَن! والكنيسة موجودة قبل الثورة!!! , ومع أنها ليست كنيسة منفردة بزاتها وليس لها جرس ولا منارة ولا ما يلفت النظر بأن في هذا المكان كنيسة فهي كما قلت في منزل قديم , فهي مكان لصلاة فقط , فأين الكنيسة إذا!!ولماذا يمنع المسيحيين عن الصلاة في منازلهم!!
وعليه تم فرض حراسة على الكنيسة منذ ذلك الحين ولكن كالعادة الحراسة لمنع المسيحيين من الصلاة وليس لمنع المتطرفين من التعدي على المسيحيين .....
ففي القرن الواحد وعشرون ومنذ مدة ليست بطويلة وفي ظل قرار رئيس الجمهورية بأن مدينة الأقصر ذات طابع سياحي خاص , وفي ظل اعتبار قرية البياضية مدينة ترأس مركز الأقصر ...حدث الآتي:ــــ
كان هناك في ديوان مجاور للكنيسة المغلقة واجب عزاء لوفاة أحد سكان البياضية المسيحيين , وكطقس المسيحيين في مثل هذه الحالة يجرى صلاة الثالث لرفع روح الحزن عن أهل المتوفى , فجاء كاهن المنطقة للصلاة في وجود أهل المتوفى في الديوان المجاور للكنيسة المغلقة , فاختلط الأمر على فرد الحراسة وفكر أن الكاهن فتح الكنيسة فأبلغ السلطات , والتي بدورها دهمت المكان( ونشكر الله أن حضورهم بعد مغادرة الأب الكاهن المكان !!!) بعدد من قوات الأمن يضاهي عدد فرقة لمداهمة وكر عصابات المافيا أو المخدرات,
وقاموا بقلب الصواني المخصصة لإطعام المعزين كعادة الأرياف , وتم القبض على أصحاب الديوان وأهل المتوفى , وقد حظوا بتشريفة لا بأس بها من أفراد الأمن في مركز البياضية , وتم عرضهم على القيادات الأمنية , وبعد تفهم الموقف تم الإفراج عنهم وبدون اعتذار من أيا منهم , وبدون محاسبة لفرد الأمن لعدم توخيه الدقة في البلاغ .
الآن الوضع مختلف في ظل حقوق الموطنة وحقوق الإنسان , وفي ظل قيادة الأقصر الواعي لمصالح الأقصر المثقف الدكتور سمير فرج , وفي ظل إعلان البياضية مدينة وعاصمة لمركز الأقصر !! ألم يأتي الأوان لفتح هذه الكنيسة أو التصريح ببناء كنيسة تليق بمدينة البياضية الجديدة , كإحدى دور العبادة مقارنة بالجوامع التي يقارب عددها عشرون جامع في البياضية وحدها.
نشأت المصري









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446