الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسول والغناء

سالار الناصري

2007 / 2 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لمن يستمتع بالغناء بهجة للنفس،وفرحة للروح،
لمن تدغدغ الموسيقى مشاعر الإنسانية ،وتراقص روحه أنغام الكلمات،
لمن تشفي جراحه ضمادات القوافي ،وتعبر عن أحاسيسه شفاه النشيد ،وتسبح في فؤاده نغمات حرة..
يقول له مشايخ لم يعرفوا الدين إلا عذابا للنفس وإقصاء للآخر، إن الغناء حرام،
إن الغناء رجس من عمل الشيطان ،
إن الغناء يفسد الأمة ويسبب لها الهزائم مع الأعداء،
إن الغناء يزهق الفحولة ويعطل العبادة والعمل .
وكأن الأمم التي تغني وتستمتع بالموسيقى ليس فيها عبادة وليست هي أفضل منا تقدما وتطورا وقوة وازدهارا..
ويا ليت أن يكتفى بالقول ،ولا تتحول مثل هذه العبارات الى فتاوى كفرت الأمة،وأهدرت دمها ،وسلبتها هويتها الإسلامية،وجعلتها أمة جاهلة تعيش جاهلية تستحق شد الوثاق وضرب الأعناق ،
فان كان ذلك دين جديد ابتدعوه فليخبرونا عنه ،وان كانوا يتحدثون باسم الله فلماذا لم يحرم الله الغناء في القران،
بل لا توجد أي إشارة تشير الى ذلك لا من قريب ولا من بعيد ،إلا أن يكون لهم قران غير هذا يرجعون اليه ويستدلون به.
واما ان يكون التحريم من السنة النبوية فإليهم ما ذكر فيها:
1ـ ان الرسول كان يستمتع بالغناء:
- في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة : أن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها يوم فطر أو أضحى ، وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث ، فقال أبو بكر : مزمار الشيطان ، مرتين . فقال النبي ( ص ) دعهما يا أبا بكر . إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم (صحيح البخاري ، كتاب فضائل أصحاب النبي ( ص ) ، باب مقدم النبي واصحابه المدينة 2 / 225 ، وفي لفظ آخر في مسند أحمد ج 6 / 99 ) .
- - في صحيحي البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة : أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي متغش بثوبه فانتهرها أبو بكر ، فكشف النبي عن وجهه فقال : دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى (صحيح البخاري ، كتاب المناقب ، باب قصة الحبش وقول النبي ( ص ) : يا بني ارفدة 2 / 179 ، وكتاب العيدين ، باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين 1 / 123 ، وصحيح مسلم ، كتاب صلاة العيدين ، باب الرخصة في اللعب 2 / 608 ، ومسند احمد 6 / 84 ) .
- في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت : دخل علي رسول الله ( ص ) وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال ؟ مزمارة الشيطان عند النبي ( ص ) ، فأقبل عليه رسول الله ( ص ) فقال : دعهما ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا (صحيح البخاري ، كتاب العيدين ، باب الحراب والدرق يوم العيد ج 1 / 118 - 119 ، وصحيح مسلم ، كتاب صلاة العيدين ، باب الرخصة في اللعب ج 2 / 609 ، والسيرة الحلبية ج 1 / 62 - 62 ، وهامش ارشاد الساري ج 4 / 195 - 199 والسنن الكبرى للبيهقي ج 10 / 224 ) .
- وفي مسند أحمد عن عائشة قالت : دخل علينا أبو بكر في يوم عيد وعندنا جاريتان تذكران يوم بعاث يوم قتل فيه صناديد الأوس والخزرج ، فقال أبو بكر : عباد الله أمزمور الشيطان ؟ عباد الله أمزمور الشيطان ؟ عباد الله أمزمور الشيطان ؟ قاهلا ثلاثا فقال رسول الله ( ص ) : يا أبا بكر ان لأكل قوم عيدا وان اليوم عيدنا (مسند احمد ج 6 / 134 وصحيح مسلم ج 2 / 609 كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في اللعب ، وسنن ابن ماجة ج 1 / 612 كتاب النكاح باب الغناء والدف ) .
2ـ الرسول يدعوا الى جلب المغنيات وينشد الشعر المغنى:
- في صحيح البخاري بسنده عن أم المؤمنين عائشة إنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله : يا عائشة ما كان معكم من لهو ؟ فان الأنصار يعجبهم اللهو (صحيح البخاري ، كتاب النكاح ، باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها 3 / 169 ) .
- وفي رواية بسنن ابن ماجة بسنده عن ابن عباس قال : أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله ( ص ) فقال : أهديتم الفتاة ؟ قالوا : نعم ، قال : أرسلتم معها من يغني ؟ قالت : لا . فقال رسول الله ( ص ) : إن الأنصار قوم فيهم غزل . فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم (سنن ابن ماجة ، كتاب النكاح ، باب الغناء والدف ج 1 / 612 . وغزل بالمرأة غزلا : حادثها وتودد إليها فهو غزل ) .
- في سنن ابن ماجة بسنده عن انس بن مالك : ان النبي ( ص ) مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن يتغنين ويقلن : نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار فقال النبي ( ص ) : الله يعلم إني لأحبكن (سنن ابن ماجة ج 1 / 612 كتاب النكاح باب الغناء والدف . وقريب منه في صحيح البخاري ج 3 / 171 كتاب النكاح باب ( 76 ) ذهاب النساء والصبيان إلى العرس ).
3ـ الرسول يقول :إن في ديننا فسحة
- وعن أم المؤمنين عائشة أنها قالت : ( مر رسول الله ( ص ) بالذين يدوكون بالمدينة فقام عليهم وكنت انظر فيما بين أذنيه وهو يقول : خذوا يا بني أرفدة ! حتى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة ، فجعلوا يقولون : أبو القاسم الطيب ، فجاء عمر فارتدعوا (مسند احمد ج 6 / 116 و 233 وكنز العمال ج 19 / 162 - 163 و 153 الكتاب الثالث من حرف اللام ومنتخب الكنز بهامش مسند احمد ج 6 / 173 ويدوكون : داك القوم ونحوهم ماجوا واختلطوا ) .

ربما سمى أبو بكر الغناء مزمارة الشيطان ورمى عمر على الراقصين بالحجارة منطلقا من شخصيته الجافة لكن هذا يفتح باب للتساؤل حول أي تشريع او سنة تتبع اليوم :
الله أم الرسول أم عمر؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية