الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساسة الكرد.. وفن دفن الرؤوس..

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2007 / 2 / 13
القضية الكردية


لم يكن هذا المقال ليُكتب لولا حرصنا على أن تحافظ القيادة الكردية على تناسق سياساتها. فبين فينة وأخرى تستدعي بعض وقائع الراهن السياسي الكردي بإعادة قراءتها، نظراً لأهميتها ودلالة ما تكتسي من جدل، في ضوء الاستمرار في تكرار الأخطاء نفسها، مع عين العقلية. بازدواجية خطاب ساذج، يفقد في عين الوقت، إلى كافة المعايير الازدواجية في اللغة الدبلوماسية القائمة بين مراعاة لغة عقدية مع ممارسة دبلوماسية براغماتية منطلقة من رؤية لموازين القوة. ومن أبرز البراهين على هذا التقييم، العقد الائتلافي الضمني بين الحزبين الرئيسيين "الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني العراقيين" في الأزمات الداخلية سواء تعلق الأمر بإقليم كردستان العراق أو بالعراق نفسه. وعليه فقد التقت مصالح الحزبين المناوئين قبيل الحرب على العراق، وشكّل استمرار اقترانهما شرطا ضروريا لحفظ المعادلة الجديدة، التي أفرزت عن سقوط الحكم البعثي العراقي. وقد ظهرت في الأدبيات الاستراتيجية والسياسية الكردية اتجاهات لتبرير هذا الائتلاف الضمني عبثاً (بإشراف الولايات المتحدة). ذهبت في مجملها إلى الرهان على ما دعته بالنزعة الكردية العلمانية، في مقابل أصولية الإسلام السني الكردي. ومن الواضح أن هذا الرهان يقوم على قراءة زائفة لمعطيات الوضع الحالي.
التعاون الدبلوماسي المحدد بين تركية والحزبين الكرديين، كل على حدا من جهة، ومن الأخرى التلويح من قبل الأخيرة بالتدخل العسكري في إقليم كردستان العراق بلغة تتجاوز الصيغ الدبلوماسية. تخلف لدينا انطباعاً بأن السلطات التركية على دراية كافة بالتعامل مع العقلية السياسية الكردية الراكدة. وهو ما ظهر جلياً أثناء دعوة برلمان إقليم كردستان العراق إلى عقد مؤتمر صحفي موسع عشية التهديدات التركية الأخيرة، للوقوف على غطرسة السياسة التركية، تجاه الإقليم، والتي تزامنت وبالساعات باللقاء الحميم بين الرئيس العراقي جلال طلباني والسفير التركي في بغداد، كخطوة لتقليل من شأن دعوة البرلمان الكردستاني في إسماع صوته للعالم على همجية السياسة التركية.
قبل ما يزيد علي سنة بقليل، وفي 2005، تم إجهاض محاولة رئيس حكومة العراق إبراهيم الجعفري السابق من تجديد شغله لمنصبه في رئاسة الحكومة. وذلك على خلفية إخلاله بقواعد اللعب التي أثناء فترة حكومته، بسلسلة من الإخفاقات، وتنصله من تحقيق استحقاقات داخلية، والتي أفضت إلى إبعاده عن رئاسة الحكومة.
ونتساءل هنا ماذا كان تقدير القيادات الكردية في أعقاب هذه التطورات؟ هل بُحثت الآثار الاستراتيجية لهذه التغييرات على الإقليم وعلى الوضع في كركوك؟ وتضاف عليها أسئلة أخرى من هنا وهناك. ماذا ستفعل الساسة الكرد، إذا ما حصل عكس ما هو منصوص عليه دستوراً، ووجد فيه خطوات تُناقض تماماً خطوات التي ينبغي تحقيقها؟ كما هو جار الآن. حيث تم التأكد من أنّ العوائل السبعة آلاف المقررة ترحيلهم من المدينة إلى حيث ما أتوا منها، السواد الأعظم منهم هم من الوافدين الجدد الذين ممن يسكنون في كركوك بالإيجار !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا